آخر تحديث: 5 / 10 / 2024م - 10:01 م

فائدة لغوية «50»: ”الهمزة في آخر الكلمة“ «2»

الدكتور أحمد فتح الله *

تناولنا في الفائدة السابقة «49» كتابة الهمزة المتطرفة في الأسماء، أي التي تكون في آخر الكلمة، أي هي آخر حرف من حروفها، وبيَّنَا أنها تكتب حسب حركة الحرف المتحرك قبلها. أمَّا في حالة الأفعال، فلها أشكال ثلاثة، ونمثل لها بالفعل ”يقرأ“ «ولا ضرر إن سميناها ”همزة يقرأ“».

الهمزة المتطرفة في الأفعال

همزة يقرأ

لا فرق في هذه الهمزة في الجملة الفعلية «التي تبدأ بفاعل ثم الفاعل»:

في المضارع: يقرأ الرجال، وتقرأ النساء.

في الماضي: قرأ الرجال، وقرأت النساء.

لكن نلاحظ الاختلاف في الجملة الاسمية، التي، في موضوعنا، تبدأ بالفاعل «ويسمى المبتدأ» ثم الفعل «ويقال له في محل خبر «للمبتدأ»، وهذه المقاربة للجملة الاسمية لتقريب الصورة وتسهيل فهم المطلوب فقط. وإنّما نقصد بها الجملة التي تأخر فعلها «V» بعد اسمها «S» بترتيب يعرف في علم اللغة بـ SV مقابل VS، كما في الجملة الفعلية.

نقول ونكتب: النساء ”يقرأن“، لكن ماذا عن الرجال؟ أي كيف نكتب ”يقرأ“ في حالة الفاعل كان جمعًا مذكرًا؟: ”يقرأون“؟ أو ”يقرؤون“؟ أو ”يقرءون“؟ باختصار شديد ومباشر: في واقع العربية كلها صحيحة. والتالي شرح لهذا المختصر.

يقرأون
يمكن كتابة الهمزة على الألف «يقرأون» باعتبارها همزة متطرفة الأصل «يقرأ» سبقها مفتوح نحو «يلجأون» و«يبدأون». وهي الكتابة الأكثر شيوعًا؛ يكتب الأصل ”يقرأ“، ثم يلحقها الواو والنون.

يقرؤون
ويمكن كتابتها على الواو «يقرؤون» باعتبارها همزة متوسطة مضمومة، نحو ”رَؤُوف“ و”نَؤُوم“. ولكن هذه الكتابة تتعارض مع قاعدة ”توالي الأمثال“. «انظر: ”فائدة تابعة“ أدناه».

يقرءون
ويمكن كتابتها على السطر «يقرءون» منعًا لتوالي الأمثال والتكرار، فيحذف الحرف الذي تحت الهمزة من ”يقرؤون“، فترسم على السطر، لأنَّ حرف الرَّاء من حروف الانفصال.


فائدة تابعة

يراد بـ ”توالي الأمثال“ تتابع الأحرف «الأصوات» المتماثلة، أي من جنس واحد «تكرارها وراء بعضها البعض». وتخلصت العربية «كتابة ونطقًا» من توالي حرفين من جنس واحد بعدد من الأساليب، منها:

- الإدغام، في نحو: ”محمَّد“ «وأصلها محممد»، 

- والإشارة إلى المحذوف بعلامة مدّ في نحو ”آمنة“ «أصلها أامنة»، 

- والقلب في نحو ”إيمان“ «أصلها إءمان»، حيث القاعدة إن كانت الهمزة الأولى مكسورة قلبت الهمزة الساكنة ياءً. والقلب «الإقلاب» هو تغيير الحرف لفظًا لا خطًا. ويقابله ”الإبدال“ وهو جعل حرف مكان حرف آخر، فيتغير اللفظ والكتابة، مثل الطاء أو الدال مكان التاء، كما في ”اصطفى“ «أصلها اصتفى من صفا» و”ازدهر“ «أصلها ازتهر من زهر». و”الإبدال“ في اللغة «العربية» يحتاج وقفة تفصيلية منفصلة قريبًا إن شاء الله. 

تاروت - القطيف