فائدة لغوية «13»: ”يمين - يسار“
اليمين: اسم، وجمعه أَيْمُنٌ، وأَيْمَانٌ، وأَيامِنُ، ومن معانيه:
- ضِدّ اليسار، للجهة والجارحة «في الإنسان»
- القَسَم، الحلف ”وفي الحديث الشريف“ الَبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ.
- البركةُ
- المنزلة الحسنة، كما في العبارة: ”هو عندنا باليمين“
أمّا اليَسَار، اسم وجمعه: يُسْرٌ، ويُسُر، وهو مقابل اليمين للجهة والجارحة، فهو الجهة اليسرى، واليدُ الشِّمال، على سبيل المثال. ومن معانيه أيضًا:
- السُّهولةُ أَو اليُسر
- الغِنَى والثروةُ والسَّعةُ والرَّخاءُ
”اليمين“ و”اليسار“ هما اصطلاحان سياسيان، وأصل استخدامهما جاء من البرلمان البريطاني «مجلس العموم House of Commons» حيث كان يجلس المؤيدون للسلطة «التاج الملكي» في اليمين، «على يمين متحدث المجلس»، والمعارضون لها في اليسار «على يسار المتحدث» فأصبح يُطلق عليهم لقب ”اليسار“. [1] تطور الاصطلاحان مع تطور السياسية ومفاهيمها في العالم، حتى أصبح يُطلق ”اليمين“ على الداعين للمحافظة على الأوضاع القائمة والقيم التقليدية للمجتمع، ومصطلح ”اليسار“ على المطالبين بعمل تغييرات جذرية. بعد ذلك تطور معنى المصطلحين بحيث صار ”اليمين“ للدلالة على الاتجاهات المحافظة والتي لها صبغة دينية، بينما مصطلح اليسار للدلالة على الاتجاهات المتحررة «الليبرالية» حسب تطور مفاهيم المجتمع وأخلاقه. فعادة ما تتبنى التوجهات اليسارية، المساواة الاجتماعية، كحقوق المرأة، والمفاهيم الإنسانية بين الناس، كأجور العمال وحق الهجرة. وجرت هذه المفاهيم في الأحزاب والجماعات والمنظمات السياسية التي تمثلها وتحمل توجهاتها.
وهنا نقطتان مهمتان تستحقان الذكر:
1 - ما قيل أعلاه ينطبق على الدول غير الشيوعية، وليس التي يكون فيها ”اليسار“ هو الحاكم «السلطة»، ”واليمين“ فيها ليس معارضة بالمعنى الدقيق.
2 - ”حزب اليسار“، عادة يضم داخله جماعات لها توجهات مختلفة تحت المظلة الكبرى، على سبيل المثال اليسار البريطاني، المتمثل بحزب العمال وأحزاب متعددة، بينما حزب ”اليمين“ أكثر تنظيمًا واتحادًا. في أمريكا، في المقابل، الحزب الجمهوري ”يميني“ عمومًا والحزب الديموقراطي ”يساري“ عمومًا[2] ، وفي داخل كل حزب أطياف تختلف في درجة يمينيتها ويساريتها، والذين يقتربون من ”الوسط“ يوصفون عادة ب ”المعتدلين“. أمَّا ”المعارضة“ هي الحزب غير الحاكم، وهي تتبدل حسب حزب الرئيس المنتخب، جمهوري أو ديموقراطي، وتركيبة مجلس النواب ومجلس الشيوخ. وهي لعبة سياسية يضيع فيها مفهوم الثنائية ”يمين“ - ”يسار“ وإن ردد الإعلام والسياسيون هاتين الكلمتين.