فائدة لغوية «46»: برهوت
”بَرَهوت“ بفتح الراء، والعامة تسكنها «تقويم اللسان».
بَرَهُوت، جذرها برهت. الوزن: فَعَلُوت. اسم واد بحضرموت، فيه بئر يقال: إِنّ بها أرواح الكفار «شمس العلوم».
برهوت: بفتح أوّله وثانيه، واد باليمن، قال الهمدانى: برهوت فى أقصى تيه حضرموت «معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع».
بَرْهُوت وبَرَهُوت: واد، أو بئر بحضرموت زعموا أن فيه أرواح الكفار «معجم متن اللغة».
بَرَهوتُ، كجَمَلون: وادٍ، أو بِئْرٌ بحَضْرَمَوْتَ «القاموس المحيط».
”وَادِى بَرَهُوت“، بِئْر عَمِيقة لا يُستَطاع النُّزولُ إلى قَعرِها بوادى حَضْرَموْت «المجموع المغيث في غريبي القرآن».
بَرَهُوتُ عَلَى مِثَالِ رَهَبُوتَ بِئْرٌ بِحَضْرَمَوْتَ يُقَالُ فِيهَا أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ، وَيُقَالُ بُرْهُوتُ مِثْلُ سُبْرُوتَ «مختار الصحاح».
برهوت بضم الهاء، وسكون الواو: واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفار، وقيل: برهوت بئر بحضرموت، وقيل: هو اسم للبلد الذي فيه هذه البئر، ورواه ابن دريد برهوت «معجم البلدان».
في مختار الصحاح: وَفِي الْحَدِيثِ: «خَيْرُ بِئْرٍ فِي الْأَرْضِ زَمْزَمُ وَشَرُّ بِئْرٍ فِي الْأَرْضِ بَرَهُوتُ»
في معجم البلدان: وهو الذي قال فيه النبي، صلى الله عليه وسلم: إن فيه أرواح الكفار والمنافقين، وهي بئر عادية في فلاة واد مظلم، وروي عن علي [بن أبي طالب ] أنه قال: ”أبغض بقعة في الأرض إلى الله عز وجل، وادي برهوت بحضرموت فيه أرواح الكفار وفيه بئر ماؤها أسود منتن تأوي إليه أرواح الكفار“،
وعنه أيضًا أنه قال: ”شرّ بئر في الأرض بئر بلهوت في برهوت تجتمع فيه أرواح الكفار“،
وعن ابن عباس «رضي الله عنه»: ”أن أرواح المؤمنين بالجابية من أرض الشام وأرواح الكفار ببرهوت من حضرموت“.
ومثلما دخلت روايات برهوت في المعاجم اللغوية، وغيرها، وكتب التاريخ، ثم كتب الحديث، دخلت كذلك في كتب العقائد والفقه.
مؤخرًا، حدد فريق علمي عُماني لاستكشاف الكهوف، بينهم الدكتور محمد بن هلال الكندي «رئيس مركز استشارات علوم الأرض في مسقط في عمان»، أن برهوت المذكورة في التراث الإسلامي هي ”مغارة برهوت“ التي تقع داخل أحد الجبال شرقي محافظة حضرموت بالقرب من قرية ”تنعة“ «انظر: ”تنعة“ في معجم البلدان، ج3، ص58». وهي مغارة مظلمة وعميقة تمكن الكثير من المستكشفين من دخولها والتصوير فيها، ويقول السكان المحليون أنها بئر برهوت، وفيها تعيش الخفافيش والثعابين وتنتشر منها رائحة كبريتية بالإضافة إلى الرطوبة العالية. ورواية أبي المنذر هشام الكلبي «ت: 204 ه» في كتاب ”الأصنام“ التي ذكرت أن ”برهوت واد بحضرموت بقرية يقال لها تنعة“ ترجح هذا الرأي. وفي منتصف شهر سبتمبر 2021م نزل الفريقُ «العُمَاني» باستخدام الحبال إلى قاع الكهف «الحفرة»، بعمق من 112 مترًا تقريبًا.
وكذلك قام العلماء بالنزول إلى ”بئر برهوت“ التي تقع في محافظة المهرة، وتعرف ب ”بئر فوجيت“ وهي بئرٌ عميق يبلغ قطرها ما بين 25-30 مترًا، وقد تم تصويرها فتم تبديد ما كان يدور حولها من خرافة بأنها ”قعر جهنم“ أو ”سجن الجن“، وغير ذلك، وما نسج حولها من أنواع الخرافة.
وقد تباين استقبال هذا الكشف العلمي. فحين وجده البعض دليلًا على عدم صحة روايات برهوت لأنها لم ترق للصحة حسب شروط علم الحديث، وجده بعضٌ آخر دليلًا على ارتباط الخرافة والدين وأنهما شيء واحد، وهذا ما يرفضه البقية قابلين عدم صحة الروايات، مع التفريق بين الدين والخرافة.