آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

فائدة لغوية «28»: ”أي أخفش تعني؟“

الدكتور أحمد فتح الله *

لَقَبُ ”الأخفش“ هو في الأصل لثلاثة نحويين من نحاة العربية، ثم صار يطلق على أحد عشر نحويٍّ يذكرهم جلال الدين السيوطي «المتوفى: 911 ه» في كتابه ”المزهر في علوم اللغة وأنواعها“، ج2، ص386»، وهم:

[الأول]: الأخفش الأكبر أبو الخطاب عبد الحميد بن عبد المجيد أحد شيوخ سيبويه [1] .

الثاني: الأخفش الأوسط أبو الحسن سعيد بن مسعدة تلميذ سيبويه «مات سنة عشر ومائتين وقيل بعدها». [2] 

الثالث: الأخفش الأصغر أبو الحسن علي بن سليمان [بن الفضل]، من تلامذة المبرِّد وثعلب. «مات سنة خمس عشرة وثلثمائة [3] .

الرابع: أحمد بن عمران بن سلامة الألهاني مصنف غريب الموطَّأ. «مات قبل الخمسين ومائتين».

الخامس: أحمد بن محمد الموصلي أحد شيوخ ابن جِنِّي، مصنف كتاب تعليل القراءات.

السادس: خلف بن عمرو اليشكري البَلَنسي «مات بعد الستين وأربعمائة.»

السابع: عبد الله بن محمد البغدادي من أصحاب الأصمعي.

الثامن: عبد العزيز بن أحمد الأندلسي من مشايخ ابن عبد البر.

والتاسع: علي بن محمد الإدْريسي. «مات بعد الخمسين وأربعمائة».

العاشر: علي بن إسماعيل بن رجاء الفاطمي.

الحادي عشر: هارون بن موسى بن شريك القارىء. «مات سنة إحْدَى وسبعين ومائتين».

وحيث أطلق في كتب النحو الأخفش فهو الأوسط [أبو الحسن سَعِيدُ بن مَسْعَدَة]، فإن أريد الأكبر أو الأصغر قَيَّدوه «ص: 388». انتهى.

وقال بعض علماء اللغة أن الأَخَافِشَة اثْنَا عَشَر، «طَبَقَات النُّحَاة، لتقي الدين ابن قاضي الشهبي، المتوفي سنة 851 ه»، حيث:

الثاني عشر: ىحىى بن إسماعىل المعروف بالأخفش «المتوفى سنة 1151 هـ / 1738م».

لم يبق عدد الأخافش على إثني عشر، إذ ظلوا في تزايد واحدًا بعد واحد بين فترة وأخرى، حتى صاروا ستة عشر «16» أخفشًا «منهج الأخفش الأوسط في الدراسة النحوية، الدكتور عبد الأمير الورد، مؤسسة الأعلمي، بيروت، 1975م.»

ولكن، كما ذكر السيوطي، إذا ذكر الأخفش فيراد به «الأوسط»، سَعِيد بن مَسْعَدَة، وإلا قالوا الأخفش الكبير «أو الأكبر» أو الأخفش الصغير «أو الأصغر»، وهؤلاء الثلاثة هم الأشهر في ”الأَخافِش“ «في النُّحاة» المعروفين.

معنى أخفش

رجلٌ أَخْفَش من به خَفَش وهو فسادٌ في الجفون تضيق له العيون من غير وجعٍ ولا قرحٍ «العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي»، وقيل الخَفَشُ ضَعْفُ البَصَر «تهذيب اللغة، أبومنصور الأزهري»، وفيه رجلٌ خفِشٌ إذا كان في عينيه غَمَصٌ أي: قَذًى. وفي "لسان العرب، لابن منظور، «مادة خفش»: خَفِش خَفَشًا، فَهُوَ خَفِشٌ وأَخْفَشُ.

[1]  الأَخْفَشُ الأَكْبَر، هُوَ أَبو الخَطَّابِ، عبدُ الحَمِيد بن عَبْدِ المَجِيد، من أَهْلِ هَجَرَ ومَوَالِيهم «لذا يعرف ب ”عبد الحميد الهجري“»، أَخَذَ عنه أَبو عُبَيْدَةَ وسِيبَوَيْه وغيرُهما. «تاج العروس، مرتضى الزبيدي». توفي سنة 177 هـ.

[2]  الأَخْفَش الأَوْسَط هُو: أَبُو الحَسَنِ، سَعِيدُ بنُ مَسْعَدَةَ، المُجَاشِعِيُّ بالوَلَاء، أَحَدُ نُحَاةِ البَصْرَةِ، وهو صاحِبُ سِيبَوَيْه، وكانَ أَكْبَرَ منه، وهو الَّذِي زادَ في العَرُوضِ بَحْرَ الخَبَبِ «تاج العروس، مرتضى الزبيدي» سُمّي بالأوسط، لأن قبله كان الأخفش الأكبر شىخ سيبويه، وبعده الأخفش الأصغر تلمىذ المبرد. والأشهر وفاته في سنة 215 هـ.

[3]  كان بىن الأخفش الأصغر وبىن الشاعر ابن الرومي منافسة تحولت عداوة، فهجاه هجاءً مرًا مقذعا كثىرا، ثم رضيَّ عنه ومدحه.
تاروت - القطيف