آخر تحديث: 17 / 1 / 2025م - 7:10 م
الأكثر قراءة هذا الشهر
المقالات الأكثر قراءة
القارئ الماهر وأمين المكتبة
حسين الخليفة - 17/01/2025م
نحن فيها صامتون كلّنا صامتون صامتون جِدّاً جِدّاً حتى كأنَّا قد تركنا ألسنتَنا خارجَ بابِها أو كأنَّ أفواهَنا مِنَ الأصلِ بلا ألسنة نجلسُ جِلسَةَ تماثيل تحت سَقْفِها تحت سقفِ المكتبةِ العامَّةِ الخاصَّة فهي عامَّةٌ للطُلابِ، وهي تَتْبعُ المدرسة الطلابُ هم الطلابُ على ضجيجِهم في السّاحات ولكنَّ الصمتَ هو ضجيجُهم المُفضَّلُ في المكتبة كُلُّ طالبٍ صامتٌ، وكُلُّ كتابٍ مفتوحٍ يتحدَّث وحين دَقَّ الجرسُ جاءني طالبٌ ممتعِضٌ في الفسحة في الفسحةٍ الثانيةِ تحديداً قال وأنا خارجٌ مِنَ المكتبةِ رآني أحدُ المارة قال لي وأنا لم أعرفْه...
الشموس الخمس
هناء العوامي - 16/01/2025م
فتحت نوال عينيها ببطء وألم، شاعرة بصداع ممض في رأسها وآلام متفرقة في أنحاء جسمها كله مع دوخة شديدة، شعرت برأسها يزن أطنانا، برغم أنها رفعته بخفة وكأن وزنه قد خف ليصبح بوزن إسفنجة، جسمها كله كان خفيفا كدمية منفوخة بالهواء، شعرت بالجزع وهي تجد على وجهها قناعا يشبه ما كان العرب يلبسونه خلال حرب الخليج اتقاء للغازات السامة، رفعت يديها بتلقائية تحاول رفعه عن وجهها، وزاد جزعها حين وجدته...
المنتجع المريب
هناء العوامي - 15/01/2025م
ترجلت نوال مع زوجها سعيد من عربتهما في منطقة معزولة بالخلاء لقضاء الحاجة والتريض قليلا بعد قيادة سيارته ما يربو على السبع ساعات سوف تليها خمس ساعات أخر حتى يصلان إلى وجهتهما. كانت السماء غائمة بسحب بيضاء من غير سوء والطقس ربيعيا على نحو منعش، بعد تجول حول مجموعة من الصخور الضخمة الشاهقة وجدت جدارا من تلك الصخور له ألوان قوس قزح خلابة، تأملتها نوال بافتتان حين سمعت صوتا نسائيا من...
أكملت شوطاً...
أحمد رضا الزيلعي - 13/01/2025م
أكملت شوطاً.. () أكملت شوطاً .. ها بدا شوطٌ هنا والفرق عوداً للديار أتاكا ** وجمعت من درس الحياة دفاتراً أعطتك من آياتها أفلاكا ** فكما نسجت الكد قرصاً طيباً كنت النعيَّ.. حسينُنا أنشاكَا ** قد أنزل المنان عنك محاملاً لازلتُ أحمل مثلها أشواكا ** أعفاك منها .. بعد ما أسقيتها عزماً وشدت بها البنون ملاكا ** لتعشْ هنيئاً كي تراقب سعيها تبني _كما كنت _المدى مِدماكا () ** يا أيها الخال … المليءُ رزانةً يرعاك ربي دائماً يرعاكا...
ع ل ي.. الهادي (ع)
أحمد رضا الزيلعي - 05/01/2025م
ع ل ي.. الهادي (ع)
قصيدة في رثاء الإمام النقي أبي الحسن علي بن محمد الهادي (ع) الذي ننتسب إلى مجلسه «حسينيته» منذ عمر الطفولة
1. مع عين عمري
هلَّ حباً
عينه ()
واللام رعرعتِ الولاء بهيكلي
2. في ”مجلس الهادي“
...
الصداقة الحقيقية
ظفر هاشم المباركفوري - 01/01/2025م
عندما حانت الإجازة المدرسية ذهبتُ إلى قريتي للمشاركة في حفل زفاف خالي، التي استمرت مدة أسبوع، ثم عدتُ إلى المدرسة، فلم أر صديقي العزيز في الفصل، فشعرت أنني فقدت شيئاً غالياً. كان صديقي العزيز طارق يجلس أمامي دائماً في الفصل، فلم يحضر ذلك اليوم، فسألت صديقي الآخر ”شعيب“ عن سبب غيابه. فأجابني قائلاً،، "طارق لم يحضر إلى المدرسة منذ أسبوع وربما لن يعود أبداً. تفاجأتُ كثيراً من كلامه. لماذا؟ ماذا حدث له؟ أجابني شعيب: "كان طارق...
الشاهد الصامت
عبد الباري الدخيل - 31/12/2024م
منذ أن أقمتُ في هذه الغرفة مع هذا الشاب، وأنا أشعل حطب الانتظار بمراقبته، وأشغل فراغ الثواني بتحسس ما يفعل. إنني أغبطه على كل هذه النعم التي يرفل فيها، فكم تعبت من الوقوف وأحببت أن أتمدد على الأرض كما يتمدد على سريره المصنع من خشب الصنوبر عالي الجودة والمحشو بالإسفنج، وتحمله أرجل من معدن الفولاذ المجلفن، وتعلوه مرتبة من القماش الأبيض الذي يبدوا ناعمًا، وتمنيت أن أقف عند الشرفة لأنظر للحديقة...
ما الكون إلا زمان.. إلاك
أحمد رضا الزيلعي - 25/12/2024م
ما الكون إلا زمان.. إلاك
في ذكرى ولادة السيدة الطاهرة أم أبيها مولاتنا العظمى فاطمة بنت محمد الزهراء صلوات الله على أبيها المصطفى وعليها وآله الطاهرين بأفضل الصلاة والسلام
إذا
كان الزمان
حوى جلالا
فلن تحوي شباك الوقت آلا
** ...
نُبْلُ الْعَاشِقِيْنَ
ناجي وهب الفرج - 16/12/2024م
نُبْلُ الْعَاشِقِيْنَ رَوَتْهُ بِعَيْنٍ سَقَاهَا هِيَامَا وَزَادَ لَهَا مَا بَدَتْهُ غَرَامَا كَأنَّ الْوِصَالَ بِشَوْقٍ غَدَاهَا وَحَاكَ عَلَيْهَا بِعَذْبٍ رِغَامَا فَيَا نَاسِكًا مِنْ رِوَاحٍ بِغَدْوٍ تَرَنَّمْ بِحَذْوٍ عَلَاكَ وِسَامَا فَإِنْ صَانَ مِنْهَا وُعُوْدًا بِرَغْمٍ هَدَتْهُ سَمَاحًا وَنَالَتْ عِزَامَا دَوَاهَا عَلَىْ مَا حَلَاهَا بِنُبْلٍ فَكَانَ لَهَا فِيْ شِمَالٍ لِزَامَا يَحِنُّ لَهَا مِنْ وِصَالٍ بِجَذْبٍ بِمَا كَانَ مِنْهَا بِعَذْبٍ فِطَامَا هُوَ الْوِدُّ مَا زَالَ فِيْهَا بِوِسْعٍ تَعَالَتْ بِصَفْحٍ بَدَتْهُ جِهَامَا فَمَا لَانَ مِنْهَا مَرَامٌ بَنَتْهُ فَدَانَ لَهَا مِنْ شُعَاعٍ صِرَامَا وَكَمْ بَانَ مِنْهَا شُرُوْقٌ بَهَاهَا فَحَلَّ بِهَا مِنْ لُطُوْفٍ رِهَامَا هِيَ الْمِسْكُ...
هُنَّ هُنَّ
حبيب المعاتيق - 12/12/2024م
هُنَّ هُنَّ
كان يشكو إليَّ عذاباته معها، فقلت مواسيا وملاطفا
لقلبك أن يرفَّ وأن يحنا
بما رغب الغرام وما تمنى
وللشكوى القدبمة ما تنائى
من الصبر الجميل وما تدنى
يقول لي الموله أتعبتني
...
القبضة الحديدية
عبد الباري الدخيل - 05/12/2024م
"ستراها يومًا ويأكلك الندم وتقول: كانت لي" عندما استيقظ طلب فنجان قهوة، سألته: ألن تأكل شيئًا؟ اعتذر بأن رأسه يوجعه، وأن الصداع يفتك به. قلت: لا بد أنك رأيت كابوسًا مفزعًا. قال: وما أدراك؟ قلت: واضح من حالتك. قال: وكيف كانت حالتي؟ قلت: كنت تهذي كثيرًا، وقد ذكرت اسم سيدة لم تكن أمك ولا زوجتك. ثم التفت إلى ورقةٍ سقطت من يده عندما دخل البيت، تصفحها، وابتسم ثم بكى. ** كُتب في الورقة: ماذا لو أرخينا أيدينا قليلًا، وجعلناها مبسوطة؟ إعلم يا فؤادي...
صهيلُ قَلَم
عقيل المسكين - 04/12/2024م
صهيلُ قَلَم
إلى محمد زيدان، "حياً فقط"...  القلمُ الذي حَلّقتْ أجنِحَتُهُ ونَسِيَتْه  خلف السّطور.
لمْ أشأ أنْ أتمعّن في صفحَاتِ الغَيبِ،
لمْ أشأ أنْ أرفعَ الحُجُبَ،
لمْ أشأ أنْ أستَرِقَّ السَّمعَ،
لمْ أشأ أنْ أطّلعَ في الألواحِ القديمةِ،
لمْ أشأ أنْ يُقرأ فِنجاني، أو يُكشفُ لِيَ "البَخت"
...
شايُ الحبيبةِ
عقيل المسكين - 03/12/2024م
شايُ الحبيبةِ
ما ليْ أرَى ثَغرَ الحبيبةِ هائمًا
بَينَ ارتِشَافِ الشَّايِ مِنْ فِنجَانِهِ
يَسمُو كَمَا الخُيَلاءِ تِيهًا في المدَى
ومُنَايَ كُنْهَ التَّيهِ في هَيَمَانِهِ
طعمُ احتِساءٍ لا يُضاهِيَ ذَوقَهُ
عَسَلٌ ترقرقَ أنهُرًا بجِنانِهِ ...
فداك عمري.. أبي
أحمد رضا الزيلعي - 24/11/2024م
فداك عمري.. أبي
للرجل الأول في حياتي، بمناسبة يوم الرجل العالمي، نثرت زهور مشاعري هنا:
أنا لو قضيت العمر شكراً لاهجاً
بالبر أحفر نغمة الإرضاءِ
أنا لو أفصل لوحةً من مقلتي
ليجسد الإحسان.. طعم خبائي
أنا لو زرعت القلب وداً فارعاً
...
الحب الذي أحياني
عبد الباري الدخيل - 23/11/2024م
‏ ”كيف لا أحبه؟! لقد كان يدعمني لأنهض، ويساندني لأرتقي. يُشبعني من داخلي، يُبرئ آلامي، ويُكذّب شعوري بالفشل، ويُحطّم يأسي، ويصفّق لنجاحاتي“. هكذا كتبت في الصفحة البيضاء الأولى من دفتر مذكراتها. وإذا تجولنا بين الأوراق نجد كل أيامها تبدأ به وتنتهي عنده. ففي بداية كل يوم تكتب: أبدأ صباحي بقراءة رسالته الصباحية…، وآخر اليوم تكتب: انتهى يومي.. تصبح على خير. أيامها التي حرصت على تسجيلها هي الأشهر الثلاثة التي قضتها بعيدةً عنه مرافقة لابنتها للعلاج خارج...
القناع النقدي ورمزية الشُّخوص في مسرحية ميسون حنا ”الرباط الأزلي“
حسن الحضري - 19/11/2024م
أحيانًا تحتاج عملية النقد إلى الكلام على لسان الآخر، وهو ما يمكن تسميته بالقناع النقدي، وقد يكون النقد حينئذٍ أبلغ أثرًا وأعمق موقعًا، وهذا يعني أن القناع النقدي ليس دليلًا بالضرورة على الخوف أو ما أشبهه؛ بل هو أمر إيجابي في بعض الحالات، ومن أمثلة القناع النقدي كتاب «كليلة ودمنة» الذي ترجمه إلى العربية ابن المقفع ؛ وتُعَد مسرحية «الرباط الأزلي» للكاتبة الأردنية ميسون حنَّا نموذجًا واضحًا للقناع النقدي المحمود،...
ما متَّ ”يا وائلي“
أحمد رضا الزيلعي - 19/11/2024م
ما متَّ ”يا وائلي“
في ذكرى رحيل عميد المنبر الحسيني العلامة العامل الدكتور أحمد الوائلي رضوان الله عليه
ما متَّ لا والله يا نبع الندى
من آل طه تحصد الأفكارَا
ما متَّ يا أستاذ أجيالٍ وفتْ
لك في مسيرٍ يقتفي الأخيارَا
مرَّتْ سنونٌ أنت فيها نغمةٌ
...
في مجموعته ”على باب مغارة“.. البطران يراوغ الدلالة اللفظية ويجعل من اللغة النصية منطقة وسطى ما بين الإفصاح والغموض
سمية جمعة - 03/11/2024م
براعة النصوص المفتوحة، تعني أنها تسبر بعمق المعنى وتتمكن منه ظاهريا، وكذلك مراوغة الدلالة لتقف اللغة النصية في منطقة وسطى ما بين الإفصاح وعدمه، فهي تشكل منطقة محايدة، ومن هنا تعطينا بأن للراوي / الكاتب وظيفتان تتمثل إحداهما: تارة يقص ما يحدث وتارة أخرى يعلق أو يصمت والنظام الثيمي في هذه المجموعة ”على باب مغارة“ للقاص السعودي حسن البطران يعطي حركة للنص في اتجاهه المستقيم للوصول إلى نقطة مركزية تكون...
دُرُوْبُ الْمَرَاقِيْ إِلَىْ رَسُوْلِ الله (ص)
ناجي وهب الفرج - 01/11/2024م
دُرُوْبُ الْمَرَاقِيْ
إِلَىْ رَسُوْلِ الله (ص)
ذَكَرْتُكَ يَا مَنْ مَلَكْتَ الْفُؤْادَا
تَهَاوَتْ نُفُوْسٌ وَنَالَتْ مُرَادَا
لِطَهَ تَحُوْمُ الْمَعَالِيْ بِرَفْعٍ
تَنَاهَتْ إِلَيْهِ وَأَرْسَتْ عِمَادَا
وَهَذَا الزَّمَانُ سَقَانَا نُغُوْصًا
...
لقاء في المستقبل
عبد الباري الدخيل - 31/10/2024م
مرّات عديدة أصرّح لها بحبي، وأطلب منها أن تفصح لي عن مشاعرها تجاهي، لكنها كانت تكتفي بابتسامة صفراء أو نظرة، وتغادر. مرةً قلت لها: أتعلمين ماذا أرى عندما أغمض عيني؟ قالت: كيف سأعلم؟ قلت: أرى شيئًا جميلًا قالت: ماذا ترى؟ قلت: أراك.. فأنت أجمل شيء في حياتي. فابتسمت فقط ثم أمرتني أن أذهب لتناول إفطاري. ذات صباح حاصرتها بالأسئلة: ”تحبيني؟“.. ”تتزوجيني؟“ نظرت لي بنظرة لم أستطع فهمها وقالت: ”متى بتتزوجني؟“ قلت وقد أشرق وجهي فرحًا: ”عندما أصبح رجلًا كأبي“. مسحت على...
أحرف متعثّرة
حسين علي حبيل - 14/10/2024م
ها هي الغربان… تطوف سبعًا حول جثة قذرة.. شتائم تخرج من فم الليل.. تتلقفها ذرّات الهواء.. وترميها بحدة في صدور السامعين.. تتعثر الأحرف وهي ترتب ملامحها بخجل.. كعذراء تلملم أطراف ثوبها ليلة الزفاف.. أهرب من تخوم المجاز.. ولا دليل يرشدني.. هالني نعيب البومة الهادر.. يوقظني صوت جرس المنبه الحقير.. أجهل تمامًا إن كان ذلك الخَوف الذي يعتريني حلم يقظة أم أضغاث تائهة جوفاء.. يممت شطر الحضرة.. أبحث عنك.. أتعثر في مسيري.. كطفل صغير يتشبّث بذراع أمه… عزائي الوحيد أن صوتك لم يغب… رغم...
العتبات النصية في مجموعة «أصغر من رجل بعوضة»
معتصم الشاعر - 14/10/2024م
هل يريد حسن البطران لقصصه أن تكون مرآة ننظر من خلالها إلى أنفسنا ونحن نعيش حياة أقرب إلى العبث؟
بدأ الاهتمام بالعتبات النصية، أو ما يعرف بالمناص paratexts، بشكل جدي في النقد الأدبي الحديث، مع أعمال الناقد الفرنسي جيرار جينيت في الثمانينات من القرن العشرين، وهو الذي صاغ المصطلح وقدم له دراسة شاملة في كتابه عتبات seuils، الذي نشر في عام 1987، والعتبات النصية تشمل العناصر المحيطة بالنص الأدبي، مثل العناوين،...
صيانة التراث في ضوء المنهج العلمي
حسن الحضري - 08/10/2024م
لا شكَّ في أنَّ تراثنا العربي والإسلامي، قد نال حظَّه من الآثار السلبية المترتبة على الانفتاح الثقافي والتقدم التكنولوجي، بخلاف المجتمعات الأخرى التي تستغل ذلك الانفتاح والتقدم أحسن استغلال، وقد كنَّا نحن أولى بحسن التعامل مع هذه التقنيات الحديثة، لكن الغزو الثقافي والفكري أوجَدَ في بلادنا العربية والإسلامية مثالِبَ وسلبيَّاتٍ نسأل الله السلامة منها. والعمل على حفظ التراث وصيانته والإفادة منه أمرٌ مطلوب وضروري؛ فالحاضر قائم على الماضي، وأمَّتنا العربية والإسلامية...
مَضَيْتَ نَقِيَّا
ناجي وهب الفرج - 06/10/2024م
مَضَيْتَ نَقِيَّا
«رِثَاءُ الْحَاجِ الْمُؤْمِنِ عَلِيّ بِن سَلْمَان بِن مُحْسِن الْفَرَج ”أبو مُحْسِن“ رَحِمَهُ اللهُ بِرَحْمَتْهِ، وَصَبَّ عَلَىْ قَبْرِهِ شَآبِيْبَِ رَحْمَتْهِ وَرِضْوَانِهِ»
حَوَيْتَ نُضُوْجًا صَبَرْتَ مَلِيَّا
وَأَرْخَتْ عَلَيْكَ بِسَكْنٍ جَثِيَّا
فَأَنْتَ خِلَاقٌ سَلَكْتَ طَرِيْقًا
بِدَرْبِ الْحُسَيْنِ هَدَاكَ مُضِيَّا
رَوَيْتَ لَهُ مِنْ فُيُوْضِ دُمُوْعٍ
...
مدن سعودية.. بأحاسيس الشعراء
ياسر آل غريب - 21/09/2024م
تتطلب القصائد الوطنية حضورا شاملا انطلاقا من الحدود الجغرافية والمرويات التاريخية، بإحساس عام مشترك مزود بالقيم العليا، وقد يكون في بعض الأحيان بهواجس فردية، كأن يكتب الشاعر عن مدينة معينة أو يعود إلى أحضان قريته الأولى، يمكنني أن أطلق عليها كتابة وطنية بتوقيع خاص. في الشعر السعودي عدة نماذج في التغني بالمدن، وأول ما يقفز في ذهني قصيدة «جدة» للشاعر حمزة شحاتة التي انطلق فيها من البحر العلامة الأبرز في هذه...
صَرْحُ الْخَيْرِ
ناجي وهب الفرج - 12/09/2024م
صَرْحُ الْخَيْرِ بَنَيْنَا عَلَيْهِ حَصِيْدًا قِوَامَا
وَقَامَ لَهُ فِيْ رِكَازٍ قِدَامَا وَصِرْنَا نَطَالُ نِطَاحَ السَّحَابِ
سَمَاهَا بِرَفْعٍ وَقَاهَا سِقَامَا إِلَيْهِ تُسَاقُ الْمَعَالِيْ بِرَفْدٍ
فَأَصْبَتْ عَلَيْهِ وَأَلْقَتْ لِزَامَا فَيَا صَرْحُ قَدْ زَادَ فِيْكَ الشُّمُوْخُ  
وَعُدْتَ لِسَبْقٍ رَقَاكَ سَنَامَا عَلَيْكَ تَعَالَتْ جِمَاحٌ بِمَكْنٍ
وَجَادَتْ رِجَالًا وَفُوْهَا كِرَامَا فَهُمْ قَدْ رَعُوْكَ بِحُسْنِ فِعَالٍ
وَكَانَتْ لَهُمْ مِنْ رَصِيْدٍ خِتَامَا وَكَمْ زَانَ فِيْهِمْ خِصَالٌ كَفُوْهَا
 وَأَرْسَتْ حِمَالًا وَحَازَتْ وِسَامَا بِهُمْ عَادَ فِيْهَا بِوَفْرٍ زَهَاهُ
وَأَجْلتْ بِوِسْعٍ وَصَابَتْ سِهَامَا وَزَاحُوا عَلَىْ مَا وَعَاهُمْ بِكَرْبٍ
فَأَسْقُوا  رُبُوْعًا وَزَالُوا  رُكَامَا يَطُوْفُ بِهِمْ مِنْ عُزُوْمٍ بِرُشْدٍ
لَقَتْهُمْ صِعَابٌ تَدَاعَتْ...
صديقي.. همةٌ وعزمٌ وأخوةٌ
أحمد رضا الزيلعي - 04/09/2024م
صديقي .. همةٌ وعزمٌ وأخوةٌ من المفاخر أن يقول أحدنا لقد كنت زميل الدكتور المهندس فلان .. لأننا سنكون شهدنا نخلة سامقة كيف ترعرعت إلى أن أثمرت "رطباً جنياً". هكذا أنا مع صديقي من كنت أسكن معه في غرفة واحدة د.م. محمد محيسن النويقي (النخلي) الذي يحمل ذهنية وقادة وبصيرة وتجربة رائدة وعزم للارتقاء على سنام كل مميزٍ يمكنه الوقوف على قمته. ظني أنه تجربة تستحق الوقوف عليها ولعلها تكون مذكرات...
غاية الكون (ص) - احنا جيرانه (ع)
أحمد رضا الزيلعي - 01/09/2024م
غاية الكون (ص) - احنا جيرانه (ع)
”في ذكرى رحيل الرسول الأعظم (ص)“
أُحُدٌ فؤادي صدَّعته الزلزلهْ
فرحيل طه من يطيق تحمُّلَهْ
ذا حيدرٌ قد ضمَّه فقد النبي
وبقبره ذا حمزةٌ ما أعولَهْ
ف ”لكل“ ما احلوَّ ”اجتماعٌ.. فرقةٌ“
...
احنا جيرانه - معزُّ المؤمنين
أحمد رضا الزيلعي - 17/08/2024م
احنا جيرانه – معزُّ المؤمنين في رثاء ..ريحانة النبي والبضعة ..وبعض بل كل الوصي ..وصورة الحسين عليهم السلام ومعز المؤمنين أبو محمد الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أجمعين. فلا جارٌ يُجار بمثل حالي حمى الحسن الزكيِّ سقى جبالي رعتني .. في صباهُ نسمةٌ من بقيع الله حيث هنا زلالي بأحواشٍ .. على بُعْدِ النوايا متى شاءتْ حظتْ لَثمَ المعالي هناك أقام آبائي خلايا بحبِّ محمدٍ فوق العلالي وبعد ولادتي طافوا بمهدي على أبوابه نبغي خِصالي فمن عهد النبوَّةِ حاضراتٌ جوار ربوعهم...
مِشَكَاةُ الْأيَّامِ
ناجي وهب الفرج - 12/08/2024م
مِشَكَاةُ الْأيَّامِ
وَزَادَ لَهُمْ مِنْ غِيَابٍ حَنِيْنُ
وَأَمْضَتْ لَهُمْ فِيْ عِدَادٍ سِنِيْنُ
فكنَّا نُغَالِيْ شُخُوْصًا بِفَضْلٍ
فَبَانَ لِمَا كَانَ مِنْهُمْ ثَمِيْنُ
فَقَدْ جَاءَ فِيْهِمْ بِفَصْلٍ حَقِيْقٍ
تَنَامَتْ قِلَاعٌ وَبَانَ خَزِيْنُ ...
احنا جيرانه - دمعة عليل كربلاء الإباء
أحمد رضا الزيلعي - 06/08/2024م
احنا جيرانه - دمعة عليل كربلاء الإباء في رثاء زين العابدين وسيد الساجدين الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب على المصطفى وعليهم وآله الطاهرين أفضل الصلاة والسلام بزين الزمان.. استوثقت آية الإبا سليل الحسين في خطابٍ تزينبا بدرب السبا .. إذلاله خِيط كوكباً ينير الدياجي بعد خطبٍ تسغَّبا عليلٌ.. كسى قصر العتاة زئيره ثوب الصغار .. نيزكاً قد تصبَّبا جميلٌ.. بأحبال العدا بنى المدى شباكاً بحب الله توحي التقرُّبا عليٌ.. أيا زين العابدين الذي غدى حاديَ العرفان.. ... شرقاً ومغرباَ صببت الدعاء اليثربيْ في إبائه...
العجائبية والإدهاش في نصوص البطران
آلاء الطائي - 05/08/2024م
لتحديد مفهوم الإدهاش العجائبي ينبغي أن نعرض تعاريف لدارسين وأدباء ومنهم الفيلسوف الروسي «فلاديمير سولو فيون» حيث يقول: «في العجائبي الحق يحتفظ الإنسان دائماً بالإمكان الخارجي والصوري لتفسير بسيط للظواهر ولكن هذا التفسير في نفس الوقت محروم من الاحتمال الباطني»، وبهذا يتأكد وجود نوعين من التفسير إزاء ظاهرة غريبة؛ تفسير طبيعي: يخضع لقوانين الواقع المعُاش، وتفسير فوق الطبيعي يخرج من المألوف، أما إذا نشأ تردد بين الاثنين فتحقق في مواجهة...
دموع الحب الزرقاء «فنتازيا»
عبد الباري الدخيل - 04/08/2024م
قبل آلاف السنين عاشت في جزيرة العشتار قبائل مختلفة في سلام ومحبة، واختلافهم ناتج عن بيئتهم، فهناك البحّار بشجاعته وإقدامه وطول قامته، والمزارع بصبره وهدوئه وجمال ملامحه، وأهل الجبل الأشداء الأقوياء بعضلاتهم المفتولة.
وقد نتج عن هذا التعايش أن تزوج بعضهم من بعض، فظهرت سلالة جديدة هجينة، فيها القوة والذكاء والشجاعة، فقد درس فريق منهم السحر وأجاده، وتعلم بعضهم صناعة السلاح فأتقنه، وقسم تدرب على فنون الحرب فبرع فيها.
واستمرت الحياة هادئة...
قلبٌ وعقلٌ.. مزهران
أحمد رضا الزيلعي - 23/07/2024م
قلبٌ وعقلٌ .. مزهران بمناسبة حصول الأخ العزيز والقدير عالم الكيمياء المهندس أيمن رجا النخلي على درجة الدكتوراه هذي رموز الناجحين نراها من عزمها فخر الزمان تباهى يا بن الرجاء قليلةٌ أمثالكم مثل الشواهين العُلى مغزاها للنخل حقٌ أن يراك قميصه عجواتنا قد خِيطَ فيك سناها قُدْ مركب الأفذاذ نحو ربيعها كي ينسج الماء الشفيف خباها قُدْ مركب الأخلاق نحو تواضعٍ من كوكب الأخيار أنت نداها حصدتْ يداك شهادةً قد زنتها يا مطعم الأفياء لون هناها علمٌ وأخلاقٌ .. وقلبٌ طاهرٌ .. أسمعت للطير البعيد...
بعين الله
منصور يحيى - 17/07/2024م
بعين الله أََبا البَذل والدُنيا سُؤالُ وسائِلُ تَطاولتِ الأذهان والغَيبُ حَائِلُ وَعَن وَعيِهِ التَّارِيخ لِلآن ما انجَلَى غبارٌ أَثارَتهُ الكُروبُ الجَحَافِلُ وَعَى ما جَرى التاريخ أَم لَيسَ يَرعَوِي أَشُدَّت عَلَى مَا كَانَ مِنها الحَبَائِلُ أَدارَت رَحَى الَأيام حَتَّى تَعَلَّقَت بِثَوبٍ عَليها مِن نَداهُ الدَّلائِلُ تَكَالَبَتِ الأَضغَان حَتَّى كَأَنَّهَا عليُ تَخافُ العَدل مِنهُ القَبَائِلُ كَذَا والرَّحَى مُذ أَمس لِليَوم لَم تَزَلْ تَسيرُ عَلَى نَفسِ الطَّريقِ القَوافِلُ فَدَعْ غَفلَةً السَّاعِين فِي الأرضِ وَالتَفِتْ لِمَن دُونَهُم مَا حلَّ فِي اللهِ سائِلُ كَأَنَّ جَلالَ اللهِ فِي الأرضِ قَد حَوَى حُدُوجاً...
أمينة … مراس المتقنين
ناجي وهب الفرج - 14/07/2024م
عاشت أمينة في قرية هانئة وادعة مع أسرتها البسيطة. يستهويها زقزقة الطيور عند الشروق، وتستظل تحت أشجار الليمون، وتستنشق رائحة الياسمين التي ينقلها نسيم الصباح، وتشعر بطمأنينة ودفء وأمان لمجاورة النخيل الباسقات التي لها رمزية وجودية لماض بناه الأجداد وورثه الأبناء ووصل إلى الأحفاد. كانت قريتها الصغيرة تبعد عن صخب المدينة وضجيجها المتواصل لمسافات ليست بالقريبة. لم يكن يخطر ببالها أن الظروف ستجبرها على تغيير روتينها اليومي؛ لتنتقل من حياة سمتها البساطة...
لَهِيْبُ الْقَوَافِيْ
ناجي وهب الفرج - 09/07/2024م
لَهِيْبُ الْقَوَافِيْ بَكَيْتُ بِدَمْعٍ وَفَاضَ هَدِيْرَا نَعَيْتُ بِفَقْدٍ فَصَبَّ غَزِيْرَا وَأَنَّتْ عَلَيْهِمْ لَهَيْبُ الْقَوَافِيْ فَحَنَّتْ لِمَاضٍ طَوَاهُمْ هَجِيْرَا فَجَالَتْ عَلَىْ خَاطِرِيْ مِنْ عُزُوْمٍ تَهَاوَتْ سِرَاعًا فَصِرْتُ حَسِيْرَا فَيَا قَلْبُ قَدْ زَادَ فِيْكَ الْحَنِيْنُ فَأَوْعَىْ الْفِرَاقُ هَوَانِيْ كَسِيْرَا فَإِنْ عَادَ فِيْنَا الزَّمَانُ بِوَصْلٍ فَقَدْ هَاجَ مِنَّا بِوَهْجٍ وَفِيْرَا وَهَذَا الْمَكَانُ يَحِنُّ بِزَفْرٍ يَحُوْمُ بِذِكْرَىْ وَأَبْدَىْ عَسِيْرَا فَكُنَّا عَلَيْهِمْ نَرُوْمُ الْمَعَالِيْ وَكُنَّا بِمَكْنٍ نَتُوْقُ عَبِيْرَا فَمَا زَالَ فِيْنَا الْوَفَاءُ لِصَحْبٍ وَجَمْعٌ شَدَانَا وَصَانَ صَغِيْرَا فَأَيْنَ الْلَيَالِيْ بِأُنْسٍ...
تأملات في الملحمة الحسينية «زبدة المستوى الإيقاعي»
حسام منصور آل سيف - 05/07/2024م
تناولنا في المقالات السابقة أن الشاعر المرحوم استفاد من نظام المربعات أو التربيع أو السمط في تأليف قصيدته على ثلاثة مستويات: التنويع في الضرب «التفعيلة الأخيرة من البيت»، وشكل القافية وعلاقتها بالمد أو اللين الذي يسبقها أو يتلوها، والتنويع في حرف الروي نفسه بما يحمله كل حرف من صفات صوتية أو نغمية.
والحقيقة أن القافية لا تعد جرسا موسيقيا ورنة إيقاعية في نهاية كل بيت فحسب، بل تتعداه إلى أنها حالة...
الغدير.. حبر علي (ع)
أحمد رضا الزيلعي - 03/07/2024م
الغدير.. حبر علي (ع) في ذكرى عيد الغدير 1445 هـ وهل خلق الإله غدير بعثٍ سواك أبا الحسين وصنو طاها سقى من نبعه عين البوادي فحالتْ تربها لحناً تباها عليٌّ كلُّ حرفٍ فيك كونٌ يراقب ربه طوعاً تناها بعثت بكل كفرٍ سيف حقٍ يعرِّي زيف غنجٍ قد تماهى فحرَّرتَ الخلايا من سجونٍ كرياتٌ تقارع عن حِماها ففي كل النسائج أبيضاً قد نمى بسم الوصي دحى عداها نقياً منك ألواحٌ.. نسورٌ تحلق فوق عرشٍ ما حواها تطارد نور عقلٍ يانعٍ كي تُنزِّل طيرها توحي خطاها فلا جيفٌ تنال بلحظ...
تأملات في الملحمة الحسينية «المستوى الإيقاعي 3»
حسام منصور آل سيف - 24/06/2024م
صوت القافية في الشعر العربي له دور كبير في النغم الموسيقي، فهو الجرس المتكرر في نهاية كل بيت، وينتظر السامع صوت هذه الرنة في نهاية كل بيت شعري، ونظام المربعات الذي استخدمه الدمستاني في قصيدتي ”أحرم الحجاج عن لذاتهم“ يختلف قليلا في القافية، فهو يتألف من عدة مربعات أربعة أبيات، والثلاث الأولى بقافية والقافية الرابعة قافية المربعة التي تربط كل بيت رابع من القصيدة. ومن هنا نرى أن هذا الصوت...
نِدَاءُ الْمَلَكُوْتِ
ناجي وهب الفرج - 18/06/2024م
نِدَاءُ الْمَلَكُوْتِ قَالَ تَعَالَىْ: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} وَلَبَّىْ الْحَجِيْجُ بِصَوْتٍ هِتَافَا بِبِيْضِ الْلِبَاسِ تَرَاصُوا صِفَافَا كَأَنَّ الْحَطِيْمَ لَقَتْهُمْ بِزَادٍ تَهَاوُوا عَلَيْهَا بِسَيْلٍ جِدَافَا فَإِنْ طَافَ مِنْهُمْ جُمُوْعٌ بِسَبْعٍ فَقَدْ طَابَ مِنْهُمْ بِرُكْنٍ وِقَافَا وَلَبُّوا بِشَغْفٍ وَطِيْبِ مَقَامٍ لِحُصْنِ الْإِلَهِ وَزَادُوا طَوَافَا فَهُمْ قَدْ وَفُوْهَا بِحُسْنِ مَقَالٍ وَعَادُوا بَيَاضًا تَرَاقُوا خِفَافَا بِمَكَّةَ عَادَتْ عَلَيْهِمْ فُيُوْضٌ تَسَامُوا بِعُلْوٍ وَزَادُوا شِرَافَا بِقَلْبٍ خَشُوْعٍ وَعَذْبِ دُعَاءٍ هَدَتْهُ نُفُوْسٌ وَكَانَتْ شِفَافَا وَبَاتُوا بِمَا قَدْ كَفَاهُمْ قِيَامًا وَفَازُوا عَلَىْ مَا جَنُوْهُ لِفَافَا فَزَانَ الْمَكَانُ بِوِرْدٍ صَفُوْهُ وَدَانَتْ لَهُمْ...
احنا جيرانه - باقر النور «عليه السّلام»
أحمد رضا الزيلعي - 18/06/2024م
احنا جيرانه - باقر النور «عليه السّلام» ”في ذكرى استشهاد المولى أبو جعفر محمد بن علي الباقر (ع)“ قفْ بالبقيع وصحْ بقلبٍ مكمدٍ يا باقر الآل اللظى في جبتي بين الضلوع وبين ظهرٍ مثقلٍ بَنَتِ الأعادي لوعةً في مهجتي من خلف سور الحزن كنتُ ملازماً تقبيل صوتٍ غائر في تربتي من معركِ الطف التليد عجينها آباؤنا كانوا حصون الخيمةِ نسجوا عبير ولائنا بنجيعهم مذ أنشدوا بإبائهم ”يا عزتي“ سرنا وراءك والطفولة محورٌ للبطش مذ عُزفت بنحرٍ ذلتي سرنا إلى عمق الزمان فَأُنبتتْ من بين ثغرك...
الدَّائرةُ تكبرُ والمدَى يتَّسِع
محمد الحميدي - 16/06/2024م
غيمةٌ تحملُ أحلاماً وتمضِي، ألمحُ أحلامِي بداخلِها، تنظرُ إليَّ ولا تقوَى على الإفلَات، أرفعُ يدَي باتِّجاه السَّماء، وأردِّد النِّداء الأبدِي: ”لبَّيك“. يتوقَّف صَوتي ولا تتوقَّف قدمِي، أمرُّ إلى داخلِي، وأمرِّر أحلاماً شيَّدتها، وما زلتُ أحفظُها في ذاكرَتي، يُقال: الذاكرةُ لا تنسَى أحلامَ طفولتِها، أو فتوَّتها، أو كُهولتِها؛ لكنَّها سُرعانَ ما تنسَى أحزانَها، حينَ تبدأُ أحلامُها بالتَّفتُّح. أحلامٌ غضَّة، أصبُّ عليها ماءَ زمزَم، فأسقِي عطشَها من شِريان مكَّة الخالِد، وأرتوِي من الظَّمأ، بينَما...
تأملات في الملحمة الحسينية «المستوى الإيقاعي 2 - شكل القافية»
حسام منصور آل سيف - 15/06/2024م
للقافية أثر كبير في بناء القصيدة فهي جرس صوتي يتكرر بعد عدد معين من التفعيلات التي تكون البيت الشعري، لكن نظام المربعات أو التربيع تعددت فيه القوافي فكل أربعة أبيات تشكل مربعة: الثلاثة أبيات الأولى قافية والبيت الرابع له قافية تتكرر في كل بيت رابع من المربعات في القصيدة، وكما ذكرنا سابقا فهو يتكون من مجموعة قوافي، ولكي نسلط الضوء على هذا الفن عند الشيخ المرحوم حسن الدمستاني في بناء...
الساعة التاسعة
عبد الباري الدخيل - 15/06/2024م
«من أدب الخيال العلمي» في تمام الساعة التاسعة صباحًا تبدأ سيارات الإسعاف بالتنقل في شوارع المدينة الموبوءة، لجمع جثث الموتى المحشورة في أكياس سوداء وزّعتها الجهات الصحية، لتدفنها في مقبرة خارج البلدة مخصصة لذلك. تطوف ولا يزاحم طوافها أحد، فالشوارع التي كانت تضج بالحياة ابتلعت حديثها، وأخفت نشاطها، ولملمت ثيابها ثم غادر الفرح طرقاتها، وحلّت الكآبة بثقلها على صدور السكّان، هربت الأسر من الوباء إلى بيوتها، وأقفلت الأبواب والنوافذ. لا يعلم أحد ما...
ليست متسولة
عبد الباري الدخيل - 09/06/2024م
عبثًا تحاول «صباح» أن تخفي حزنها وألمها، تضحك وكأنها في مسرحية لعبدالحسن عبدالرضا أو عادل إمام، لكنها تسقط في بئر الأحزان فجأة وتغيب عن الحاضر، لذلك تشغل نفسها للهروب من قاع الحزن، لا يوجد مساحة للفراغ في حياتها، توزع ساعات من عمرها في الأسواق، تتبضع لأطفال لم تلدهم. ذات صباح عادت إلى مكتبها بعد أن أخذت جولة مع الصحفية إنتصار إسماعيل، وعرّفتها على مكونات دار رعاية الأيتام، وما تقدمه لهم من...
لَآلِئُّ السَّمَاءِ
ناجي وهب الفرج - 07/06/2024م
لَآلِئُّ السَّمَاءِ رَبِيْعُ الْقُلُوْبِ هَوَانَا نَدَاهُ وَأَبْدَىْ لَنَا مِنْ حَقِيْقٍ جَلَاهُ نَغَتْهُ النُّفُوْسُ بِمَلْأٍ تَعَلَّىْ وَأَضْفَتْ عَلَيْهِ بِوَصْفٍ حَلَاهُ فَفِيْهِ تَهُوْنُ الشِّدَادُ بِسَهْلٍ وَمِنْهُ تَصُوْغُ السَّمَاءُ بِنَاهُ فَعُذْرًا لِمَا كَانَ مِنَّا بِهَجْرٍ فَقَدْ طَابَ فِيْنَا بِعَذْبٍ دَوَاهُ فَإِنْ جَاءَ مِنْهُ رِوَاءٌ بِوَفْرٍ فَقَدْ صَارَ فِيْنَا بِجَزْلٍ نُهَاهُ كِتَابُ الْإِلَهِ يُصِيْغُ بَيَانًا هُوَ الْخَيْرُ دَامَ عَلَيْهِ هُدَاهُ عَلَيْهِ تَطُوْفُ الْبِنَانُ ثَبَاتًا وَمِنْهُ تَجَلَّىْ بِثَبْتٍ عُلَاهُ حِمَالُ الْكِتَابِ بِنُطْقٍ تَسَامَتْ بِمَدْحِ الرَّسُوْلِ وَطَابَ ثَنَاهُ وَفِيْهِ يُسَاقُ الْبَيَانُ بِجَزْلٍ لِمَا كَانَ فِيْهِ بِوِرْدٍ حَوَاهُ عَلَيْهِ يَدُوْرُ الْعِنَانُ بِرَكْزٍ وَمِنْهُ تَعَالَتْ بِشَأْنٍ رَقَاهُ فَمَا زَالَ...
تأملات في الملحمة الحسينية «المستوى الإيقاعي 1»
حسام منصور آل سيف - 07/06/2024م
ذكرنا في المقال السابق أن الشاعر المرحوم الشيخ حسن الدمستاني استخدم نظاما جديدا لم يكن معروفا في أيامه، فهو لم يتخذ نظام المربعات كما كان متعارفا عليه فيمن سبقه من الشعراء، وكان التجديد في اتخاذه أبيات في المربعات بدلا من الأشطر، ولكي لا يطول البيت الشعري نظم القصيدة على مجزوء الرمل، فتكون السطر الشعري بين البيت الكامل الذي يحتوي على ست تفعيلات، وبين الشطر الذي يحتوي ثلاث تفعيلات. وبحر الرمل...
الأطروحات الأكاديمية الأدبية في ميزان النقد
حسن الحضري - 05/06/2024م
حين نطالع الأطروحات الأكاديمية يجب أن نضع في حسباننا أنها تأسَّست على قواعد منهجية، نُوقشت من خلالها مسائل علمية في مجالٍ ما، بإشراف أساتذة في ذلك المجال، يُفترَض فيهم الاختصاص والخبرة والامتياز، وينبغي أن تكون هذه الأطروحات جاءت برافدٍ علميٍّ جديدٍ في مجالها يُضاف إلى المخزون السابق، وَوَفْقًا لهذه التأسيسات يوجَّه النقدُ إلى ما وقع من تقصيرٍ. وحين نتكلم عمَّا يتعلق بمجال الأدب من هذه الأطروحات؛ نجد في بعضها خللًا في...
قَرَاحُ الدُّمُوْعِ
ناجي وهب الفرج - 28/05/2024م
قَرَاحُ الدُّمُوْعِ هَذِه الْأَبْيَاتُ فِي رِثَاءِ العَمِّ والأَبِّ جعفر بن سعود بن محمد الزاهر ”أبو سعود“ رئيس نَادِي السَّلَامِ الرَّيَاضِي الأسبق مِن العَام 1394 إِلَى العَام 1398 هـ، رَحِمَهُ اللهُ برحمتهِ التي وسعت كُلَّ شيءٍ وَصَبَّ على قبره شآبيب رحمتهِ ورضوانهِ. لَقَتْنَا صِعَابٌ وَأَبْدَتْ عِضَالُ وَأَسْقَتْ هُمُوْمًا وَغَابَ مِثَالُ كَأَنَّ الْلَيَالِيْ تَسُوْقُ الْخَفَايَا تَوَارَتْ بِجَنْبٍ خَفَتْهَا حِمَالُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَا عَدَانَا بِصَيْبٍ فَقَدْ نَالَ مِنَّا وَجَالَ جِوَالُ فَيَا جَعْفَرٌ مَا ثَنَتْكَ الْمَآسِيْ وَلَا صَابَ فِيْكَ بِوَقْعٍ نِزَالُ رَكَزْتَ بِأُسٍّ...