آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 12:03 ص

العاشِقونَ

عماد آل عبيدان

العاشِقونَ
أنفاسٌ من نارٍ على مِذبحِ الهوى

العاشِقونَ الهائِمونَ تَوَجَّعُوا
حَتّى يَظَلَّ الحُبُّ مَعْنًى يُسْحِرُ

وَالذّاكِرونَ الحُبَّ كُلَّ هُنَيْهَةٍ
فَتَنوا قُلوبَ الشَّوْقِ حتّى أَسْكَروا

وَالسّابِقونَ، السّابِقونَ، «فَضُمَّنِي»
نارًا بِصَدْرِ العِشْقِ، حَتّى أُسْجِرُوا

يا عاشِقَ الأَرْواحِ، خُذْنِي نَشْوَةً
تَهْفُو المَدَى، وَتُذِيبُ ما لا يُذْكَرُ

هَبْنِي احْتِراقَ الحَرْفِ فِي وَقْدِ الجَوَى
فَالشِّعْرُ نارٌ، وَالمَحَبَّةُ مِحْضَرُ

قَدْ ضاعَ مِنْ وَجْدِي انْضِباطُ تَعَقُّلٍ
فالعَقْلُ إِنْ هامَ الهَوَى يُسْتَغْفَرُ

هَبْ زَهْرَةَ النِّسْيانِ قَدْ سَكَنَتْ دَمِي
نامَتْ جِراحُ اللَّيْلِ، أَمْ هِيَ تَسْهَرُ؟

إِنِّي أَرى فِي كُلِّ حَرْفٍ رَعْشَةً
وَكَأَنَّها بَرْقُ الفُؤادِ، يُسْطِرُ

فَاقْطُفْ دَمِي، وَاجْعَلْهُ مِسْكًا عابِقًا
ما عادَ يُجْدِي الصَّبْرُ، حَتّى أُزْهَرُ

حَتّى إِذا فَنِيَ الهَوَى فِي نَفْسِهِ
عُدْنَا خُلودًا، لا فِراقَ يُفَسِّرُ