آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 12:03 ص

تحيَّةُ الأَجداد

حسين الخليفة مجلة اليمامة

تحيَّةُ الأَجداد

كاسُ الطِّلى غَنَّتْ بِبَهْو الناديْ
وأَدارَ جَامَ المنتَدِينَ فُؤادي

فيهَا أَرى الأَحفَادَ رغوةَ روحِها
والقَاعَ كنزَ ثُمالةِ الأَجدادِ

وأرى الزمانَ إذا تباعدَ شأْوُهُ
عن شأْوِهِ أَسمى مِنَ الأَبعادِ

فزِمامُ هذا الوقتِ ليس بمُمسكٍ
تأْريخَهُ مُتصيِّدُ الآمادِ

ولَكمْ يَظنُّ الظنَّ غّرٌ لم يحزْ
بظنونِهِ إلا سرابَ الصادي

ولقد يشيخُ على الجهالةِ واهمٌ
أَخَذَ الحقيقةَ مِنْ جَنَانِ وِجَادي

وإذا تساوى السنُّ معنىً فالذي
يكسو بِقاعَ الطودِ يكسو الوادي

أَنا هاهنا لا أدّعيها حكمةً
عجماءَ يُعربُها لسانُ مدادي

لكنَّني قد جئتُ أقرأُ خافقي
فيكمْ وأَسمعُ صوتَ قِسِّ إيادِ

أنتمْ هديرُ الصمتِ يبعثُ نشوتي
ويُعيدُ فيَّ الروح َبعدَ نَفَادِ

فأرى صروفَ الدهرِ رغمَ أُوارها
فيكمْ تناهتْ مثلَ حُقِّ رمادِ

وبكم ْأرى إنسانيَ الآتي الذي
سيُضيءُ دربَ فلائِذِ الأَكبادِ

 

* نشرت سابقا في مجلة اليمامة الصادرة في الرياض العدد «2693»