آخر تحديث: 5 / 12 / 2025م - 12:03 ص

الفِينِيقُ المُحلّق

عقيل المسكين *

الفِينِيقُ المُحلّق

للشاعر عبد العزيز شبين.. الشاعر الجزائري المغترب بقيثارته الهوميروسية في بلاد الضباب

الشاعر عبد العزيز شبين

”عبدُ العزيزِ“ وعِزُّ شِعرِكَ ذَاعَا
مَدَّ البَيانَ ومجَّدَ الإبدَاعَا

ما زِلتَ تكتبَ نبضَ قلبِكَ في المَدَى
ومَدَاكَ يُبحِرُ في العَلاءِ شِرَاعَا

ودَواتُكَ النّوراءُ تُزهِرُ أنهُرًا
لِلانهايةِ تَصطَفيكَ مُطاعا

يَا أيُّها الفينيقُ ما بَينَ الذّرَى
هالاتُ حُسنِكَ تستَطيلُ شُعاعا

ها أنتَ تفرشُ جانِحَيكَ مُفاخِرًا
والنَّارُ حولَكَ أجَّجَتْكَ قِراعا

ويَرَاكَ قلبِي في السَّناءِ مُحلّقًا
لا لمْ تخَفْ بالخَافِقَينِ صِرَاعا

أسرَجْتَ صَهْوَةَ أحرُفٍ خَلاَّقةٍ
ونفَخْتَ فيهَا مِنْ عُلاكَ طِباعا

فَإذا بِأسرَابِ الطُّيُورِ كَأنجُمٍ
والكَونُ يبدُو في الرُّؤى لَمَّاعا

يا أنتَ.. يا بحرَ القصائدِ؛ عُمقُها
كَنَزَ اللآلئِ حِكمةً ودِفَاعا

«هُوميرُ» أنتَ وعِندكَ القِيثارُ قدْ
أطْلَقْتَ عَزْفَـًا يسحَرُ الأسمَاعَا

غنَّيتَ «ملحمةَ الجزائرِ» حُرَّةً
حيثُ البُطولةُ حَشَّدَتْ إجمَاعَا

تَاْرِيخُ أرضِكَ نَبْعُ رُوحٍ دَافِقٍ
يُحيي الجُمُوعَ؛ ويرفِدُ الأوضَاعَا

ولأنتَ في أرضِ الضّبابِ مُغامِرٌ
قَرَأ التَّغَرُّبَ فُرصَةً ومَتَاعَا

والقَلبُ يخفِقُ في الدّيارِ بعَودَةٍ
لِلأصْلِ يَنثرُ حُزنَهُ مُلتَاعَا

وتُعيدُ للمِليونِ ألفَ شهادةٍ
مِنْ ذَوبِ مُهجتِكَ التيْ تَتَدَاعَى

إنَّ الشَّهَادَةَ لِلأُبَاةِ ذَرِيعَةٌ
تبنِي البِلادَ، وتخذُلِ الطَّمَّاعَا

واصْلْ سُمُوَّكَ للفِداءِ بأجنحٍ
وارحلْ إلى لهَبِ العَطَاءِ سِراعَا

ها أنتَ فينيقُ الجزائرِ تكتوِيْ
بِنَعِيمِ نَارٍ آثَرَتْكَ شُجاعَا

وإذا بِهَذا الإنطلاقِ حَقيقةٌ
مِنْ حَرِّ وَجدِكَ تقهرُ الأوجاعا

وتَسُودُ أُغنِيَةُ اللقاءِ بِتُربَةٍ
تشدو بِهَا، فتَضُمُّهَا، وتُرَاعَى

للهِ أنتَ فكُنْ لَهَا قَيسَ الهَوَى
وانسُجْ لِليلاكَ الرُّمُوزَ قِناعا

الأحد، 05/12/1446 هـ، 01/06/2025 م