فائدة لغوية: «43» ”عريض اَلْجَبْهَة“ أم ”عريض الْجَبِيْن“؟
يخلط البعض بين ”اَلْجَبْهَة“ و”الْجَبِيْن“ فيصفون شخصًا ب ”عريض اَلْجَبْهَة“ و”عريض الْجَبِين“ ظنًّا منهم أنَّ ”الجبهة“ و”الجبين“ هما شيءٌ واحد، أو أنَّ اللفظتين مترادفتان فتأتي الواحدة مكان الأخرى، لأنهما بمعنىً واحد، إذ تشيران إلى مقدمة الرأس من فوق الحاجبين إلى منبت شعر الرأس «الناصية» [1] ، في حين أن هذا الجزء في الرأس هو ”اَلْجَبْهَة“. أمَّا ”الْجَبِيْن“ فهو أحد الحرفين اللَّذين يحيطانها «أي الجبهة»، أو يحدانها، وهما ”جبينان“؛ فما فوق الصُّدغ جبينان عن يمين الجبهة ويسارها، والجمع ”أجْبُن“ و”أجبنة“ و”جُبُن“. فالْجَبِين هو حيِّز ما فَوْق صُدْغ الإنسان على طرفي الجبهة «اليمين واليسار»؛ أي: ما فوْق جانب الوجه من العين إلى الأنف. فالجبهة بين الجبينين، وهما جانباها.
فعليه ”اَلْجَبْهَة“ «ما بين الحاجبين إلى النَّاصية» هي جزء السجود من الرأس «المَسْجِد» وهو الَّذي يُصِيبُه نَدْب السُّجود في بعض المصلِّين، وجمعها: ”جِبَاه“. ومنه: ”رجلٌ أَجْبَه“ بَيِّن الجبهة؛ إذا كان واسع الجبهة حسنَها. و”امرأة جَبْهَاء“، والتصغير: ”جُبَيْهَاء“. وقيل: ”الْجَبَه“: شُخُوص الْجَبْهَة وبروزها. ومنه: ”فَرَس أجْبَه“؛ إذا كان شاخصَ اَلْجَبْهَة، مرتفعها عن قصبة الأنف. لذا يمكن أن يكون الإنسان ”عريض الجبهة“، ولكن لا يكون ”عريض الجبين“. ويقال: ”أمر يندى له الجبين“ ولا يقال: ”أمر تندى له الجبهة“، بمعنى يَعْرَق، أو يَرْشَح بسببه، وهو كناية عمَّا يثير الاشمئزاز «مُخْزٍ، مُخجِل»، أو الأسى والصدمة[2] .