فائدة لغوية: «33» ”وِلَايَّة أم وَلَايَّة؟“
في الفرق بين وِلَايَّة «بكسر الواو» وَلَايَّة بفتحه، عدة أقوال:
الأول: أنهما لغتان لكلمة واحدة، بمعنى أن وِلاية لغة في وَلاية، أي أنَّ أناسٌ يلفظونها بكسر الواو وآخرون يلفظونها بفتح الواو، كلٌ حسب لهجته «العربية الأصيلة» في حين أن المعنى أو المعاني واحدة: النصرة والسلطان، وغير ذلك «المعجم الموسوعي لألفاظ القرآن الكريم وقرآته، د. أحمد مختار عمر، 1174»، وانظر: تفصيل نشوان الحميري، في القول الثالث أدناه.
الثاني: في لسان العرب، «مادة ولي»: ”وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: «الْوَلَايَةُ» بِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ وَبِالْكَسْرِ الِاسْمُ“. ومثله في الصحاح للجوهري، ومختاره للرازي.
الثالث: هناك من يفرق بينهما، في الاشتقاق والمعنى.
قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ[1] : ”الْوِلَايَةُ بِالْكَسْرِ السُّلْطَانُ، وَ الْوَلَايَةُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ النُّصْرَةُ“، «مختار الصحاح للرازي» [2] . ويُفَصِّل نشوان بن سعيد الحميري «توفي: 573 هـ /1177م» في ”شمس العلوم“:
الكلمة: الوَلاية. الجذر: ولي. الوزن: فَعَالَة: النُّصْرة، يقال: هم عليه وَلاية قال الله تعالى: ﴿هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِ﴾ «الكهف: 44» وقال الأخفش: الوَلاية مصدر الولي، كأنهم يعترفون بالله تعالى أنه الولي.
الكلمة: الوِلاية. الجذر: ولي. الوزن: فِعَالَة[3] ، مصدر الولي: والوِلاية: السلطان. والوِلاية: النُّصْرَة، لغةٌ في الوَلاية، وقرأ حمزة والكسائي: ﴿هنالك الوِلاية لله الحق﴾ «الكهف: 44». وقرأ حمزة والأعمش ﴿ما لَكم من وِلايتهم من شيء﴾ «الأنفال: 72»، والباقون بفتح الواو. وقيل: هما بمعنى. وقال أبو عبيدة: الوَلاية بالفتح للخالق، وبالكسر للمخلوقين. وقيل: الوَلاية بالفتح في الدين، وبالكسر في السلطان.
وفي ”المعجم الوسيط“ «المعاصر»: الوِلايةُ: القَرابة، والخِطَّةُ والإِمارة، والسُّلطانُ، والبلادُ التي يتسلَّط عليها الوالي. والوَلايَةُ، ويقال: القومُ عليه وَلايةٌ: يَدٌ واحدةٌ يجتمعون في الخير والشَّرّ. [4]
يرى الدكتور محمد حسن جبل أن معاني ”ولي“ و”ولاية“ تتمحور حول معنى ”لزوم الشيئ شيئًا آخر تبعًا له مع نحوٍ من الاشتمال، كما يتمثل في لزوم الولية [بردعة على ظهر البعير] الظهر مشتملة عليه، وفي مجيء الولي [مطر] بعد الوسمي، مع غلبة أثر الولي على الوسمي“ «المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم، ص 1939».
أمَّا الشيخ حسن المصطفوي يستظهر في ”ولي“ وولاية: ”أن الأصل الثابت في المادة: هو الوقوع فيما وراء شيء مع رابطة بينهما، سواء كان بنظر التربية والتدبير كما في مقام الولاية، أو بنظر الخلاف والعداوة والإعراض كما في محلٍّ في مقابل شيء وفي جهة الإدبار منه «التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ج 13، ص230»، وأما مفاهيم القرب والحبّ والنصر والمتابعة: فمن آثار الأصل باختلاف الموارد“ «نفسه: ص 229».