فائدة لغوية «16»: ”لِسَانِي لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِيْن“
في كتاب ”المطر والسحاب“ «ص: 2» [1] يذكر ابن دريد [2] ، العالم اللغوي العربي، مجلسًا جمع رسول الله ﷺ مع أصحابه ”إذ نشأت سحابة،
فقالوا: يا رسول الله، هذه سحابة،
فقال: كيف ترون قواعدها؟
قالوا: ما أحسنها وأشد تمكنها!
قال: وكيف ترون رحاها؟
قالوا: ما أحسنها وأشد استدارتها!
قال: فكيف ترون بواسقها؟
قالوا: ما أحسنها وأشد استقامتها!
قال: كيف ترون برقها: أوميضًا أم خفوًا، أم يشق شقًا؟
قالوا: بل يشق شقًا،
قال: فكيف ترون جونها؟
قالوا: ما أحسنه وأشد سواده!
فقال ﷺ: الحيا،
فقالوا: يا رسول الله ما رأينا الذي هو أفصح منك،
فقال: وما يمنعني، وإنما أنزل القرآن بلساني لسان عربي مبين“.
ثم يشرح ابن دريد معاني مفردات هذه المحاورة الجميلة:
قواعدها: أسافلها، رحاها: سطحها ومعظمها، بواسقها: أعاليها «وإذا استطال البرق من أعاليها إلى أسافلها فهو الذي لا يشك في مطره»، والخفو أضعف ما يكون من البرق، والوميض: نحو التبسم الخفي. وأضيف، الجُون: السّواد [3] ، أمّا الحيا: فهو المطر «المعجم الوسيط: حيا».