آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

فائدة لغوية «5»: ”أَوَّهْ لفِراخِ مُحَمَّدْ“

الدكتور أحمد فتح الله *

”أَوَّهْ لفِراخِ محمدٍ“، من حديث نبوي شريف، ذكره ابن الأَثير في ”النهاية في غريب الحديث والأثر“، ج: 1، ص: 82»، وأضاف: ”وقد تكرر ذكره في الحديث“. وتكملته: أَنَّهُ «أي النبي محمد، ﷺ» ذكر الخلفاء بعده فقال: ”أَوْهِ لفِراخِ محمدٍ مِنْ خليفةٍ يُسْتَخْلَفُ عِتْريفٍ مُتْرَفٍ، يقتلُ خَلَفِي وخَلَفَ الخَلَف“. «وذكره بطرس البستاني في ”محيط المحيط“، «مادة عتر»، وابن منظور في ”لسان العرب“ «عترف»

أّوَّه

آوَّهْ وأَوَّهُ وآووه، بالمدّ وواوينِ، وأَوْهِ، بكسر الهاء خفيفة، وأَوْهَ وآهِ، كلها: كلمة معناها التحزُّن. وأَوْهِ من فلان إِذا اشتدَّ عليك فَقْدُه، وأَنشد الفراء في أَوْهِ: فأَوْهِ لِذكْراها إِذا ما ذَكَرتُها... ومن بُعْدِ أَرْضٍ بيننا وسماءٍ

وقولهم عند الشكاية: أَوْهِ من كذا، ساكنة الواو، إِنما هو توجع، وربما قلبوا الواو أَلفاً فقالوا: آهِ من كذا وربما شدّدوا الواو وكسروها وسكنوا الهاء، قالوا: أَوِّهْ من كذا، وربما حذفوا الهاء مع التشديد فقالوا: أَوِّ من كذا، بلا مدٍّ. وبعضهم يقول: آوَّهْ، بالمدّ والتشديد وفتح الواو ساكنة الهاء، لتطويل الصوت بالشكاية. وقد ورد الحديث بأَوْهِ في حديث أَبي سعيد [الخدري] فقال النبي، صلى الله عليه [وآله] وسلم، عند ذلك: ”أَوْهِ عَيْنُ الرِّبا“. قال ابن الأَثير: أَوْهِ كلمة يقولها الرجل عند الشكاية والتوجع، وهي ساكنة الواو مكسورة الهاء، قال: وبعضهم يفتح الواو مع التشديد، فيقول أَوَّهْ.

قال الجوهري: وربما أَدخلوا فيه التاء فقالوا أَوَّتاه، يمدّ ولا يمدّ. وقال ابن الأَنباري: آهِ من عذاب الله وآهٍ من عذاب الله وأَهَّةً من عذاب الله وأَوَّهْ من عذاب الله، بالتشديد والقصر. قال ابن المظفر: أَوَّهَ وأَهَّهَ إِذا توجع الحزين الكئيب فقال آهِ أَو هاهْ عند التوجع، وأَخرج نَفَسه بهذا الصوت ليتفرَّج عنه بعض ما به. قال ابن سيده: وقد تأَوَّهَ آهاً وآهَةً.

أَهَّ

أهَّ: «فعل» أَهَّ أَهًّا، وأَهَّة؛ توجَّع وتأَؤّه، فقال: آهٍ. آه، كلمة توجّع أو شكاية. وآهَة: «اسم» جمعها آهات، ”أطلق آهَةً عميقة“.

والآهَةُ أيضًا: مَرَضُ الحَصْبَة؛ في معجم لسان العرب «أوه»: حكى اللحياني عن أَبي خالد في قول الناس آهَةٌ وماهَةٌ: فالآهَةُ ما ذكرناه، والماهَةُ الجُدَرِيُّ. قال ابن سيده: أَلف آهَةٍ واو لأَن العين واوًا أَكثر منها ياء.

فِرَاخ

الفَرْخُ: الجمع أفراخ وأفرُخ وفِراخ وفُروخ، المؤنث: فَرْخَة، والجمع للمؤنث: فِراخ. الفَرْخُ: في الأصل ولدُ الطَّائِر، وَلَدُ كلِّ بَائِضٍ، والفَرْخُ: كلُّ صَغِيرٍ مِنَ الحيوان والنَّبات والشَّجر وغيرها.

أفراخُ الشَّخصِ: أولاده الصِّغار. «انظر: خلفي وخلف الخلف أدناه»

وأَفْرّخَ البيضُ: خرج فرخه، وأَفرخ الطائر: صار ذا فرخ؛ وفرَّخ كذلك. وفي حديث عليّ [بن أبي طالب ]: أَتاه قوم فاستأْمروه في قتل عثمان، رضي الله عنه، فنهاهم وقال: ”إِن تفعلوه فَبَيْضًا فَلْيُفْرِخَنَّه“؛ أَراد إِن تقتلوه تهيجوا فتنة يتولى منها شيء كثير؛ كما، قال بعضهم: أَرى فتنةً هاجت وباضت وفرّخت، ولو تُركت طارت إِليها فراخُه «لسان العرب: فرخ»

عِتْريف

العِتْريفُ «وعُتْروف»: الخَبيثُ الفاجِرُ، الجَريءُ الماضي، الغاشِمُ المُتَغَشْرِمُ «القاموس المحيط». وفي لسان العرب: ”العِتْرِيف: الخبيث الفاجر الذي لا يبالي ما صنع، وجمعه عَتارِيف“. وفيه أيضًا، العِتْرِيفُ: الغاشم الظالم، وقيل: الدّاهي الخبيث، وقيل: هو قلب العِفريت الشيطان الخبيث. وفي [صحاح] الجوهري: رجل عِتْريف وعُتروف أَي خبيث فاجر جَرِيءٌ.

مُتْرَف

الْمُتْرَفُ: المُتَنَعِّمُ المُتَوَسِّعُ في مَلاذِّ الدنيا وشَهواتِها. الترَفُ: التَّنَعُّمُ، والتُّرْفةُ النَّعْمةُ، والتَّتْريفُ حُسْنُ الغِذاء. وصبيٌّ مُتْرَفٌ إِذَا كَانَ مُنَعَّمَ البدنِ مُدَلَّلًا والمُتْرَفُ: الَّذِي قَدْ أَبْطَرَتْه النعمةُ وسَعة العيْشِ. وأَتْرَفَتْه النَّعْمةُ أَي أَطْغَتْه. وَفِي الْحَدِيثِ أيضًا: ”أَنَّ إِبْرَاهِيمَ، «عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ»، فُرَّ بِهِ مِنْ جَبَّارٍ مُتْرَفٍ“.

خَلَفِي وخَلَفَ الخَلَف

أضاف ابن منظور بعد ذكره الحديث: قال الخطابي: قوله ”خَلَفِي“ يُتأَوَّل على ما كان من يزيد ابن معاوية إلى الحسين بن علي بن أَبي طالب وأَولاده، ، الذين قتلوا معه؛ وخَلَفُ الخَلفِ: ما كان منه «أي يزيد ابن معاوية» يوم الحَرَّةِ على أَولاد المهاجرين والأَنصار.


فائدة تابعة: أَوَّاه

رجل أَوَّاهٌ: كثير الحُزنِ، وقيل: هو الدَّعَّاءُ إِلى الخير، وقيل: الفقيه، وقيل: المؤْمن، بلغة الحبشة، وقيل: الرحيم الرقيق. وفي التنزيل العزيز: ﴿إِن إِبراهيم لحليمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ [هود: 75]، وقيل: الأَوّاهُ هنا المُتَأَوِّهُ شَفَقًا وفَرَقًا، وقيل: المتضرع يقينًا أَي إِيقانًا بالإِجابة ولزومًا للطاعة؛ هذا قول الزجاج، وقيل: الأَوَّاهُ المُسَبِّحُ، وقيل: هو الكثير الثناء، وقيل: الكثير البكاء. وروي عن النبي «صلى الله عليه [وآله] وسلم»، أَنه قال: ”الأَوَّاهُ الدَّعَّاءُ“.

تاروت - القطيف