تبؤات درامية أم سينما متواطئة «30»
بين عالم وكاتب وسيناريو فيلم كل أبدى المخاوف، وكل متنبئ ومدعي أشار للمرتقب؟، توجسات مشحونة بضربات قلب تدق مع اقتراب ساعة الصفر، وجوه رأت مالا يرى، ونادت بأعلى الصوت وأفصحت وأسهبت، خذوا حذركم، السمع طنين والكلام جمل فاضت على الألسن، فاختلط المبصر بالمتخيل نحو عام آت يتربص، لحدث مزلزل سيقض المضاجع، سيحل على العالم مجهول لا يرى، محمل باللعنات.
مع مطلع العام بسط جناحاه رعبا متفشيا بقبض الأرواح خلسة، والمرضى بالملايين غرقى في اللجج، وحتى الطبيب المداوي لقي حتفه، لقد خشيه الجميع ولم يزل التنفس صعب، عام قل اكسجينه، من يداري سوأة المخاوف لأبناء الطين والتراب؟.
لقد وقف ذاك الرجل المهيب يتحدث على مرأى ومسمع من الجميع نادى بأعلى صوته مناديا، ”احترسوا من القادم“! وأي رجل هذا الذي حذر؟ ليس شخص عابر بين الضجيج، إنه رجل في عقل أمة وشبه بأوصاف تليق بمكانته، «... أسطورة القرن الجديد، إنه سوبرمان، إنه العبقري إنه روبن هود، حار العالم في وصفه، أغنى أغنياء العالم» إنه الرجل الفذ ”بيل غيتس“ مؤسس ”مايكروسوفت“ الذي غير مسار العصر باكتشافه السحري، شخصية عملاقة مثل مؤسسته العابرة للقارات والمحيطات، اسمٌ أشهر من نار على علم، انتشل الفقر من مجتمعات البؤس وقدم خدمات جليلة وأعمال خيرية معروفة للقاصي والداني.
للننظر ماذا قال بيل غيتس قبل خمس سنوات وأمام جمهور عريض حيث وقف الرجل الممشوق يحذر من الخطر القادم:
«اليوم أعظم كارثة عالمية لا تبدو كهذه - يشير لصورة انفجار قنبلة نووية -، بل تبدو مثل هذه - صورة للفايروس التاجي الشبيه تماما بشكل كورونا -» ثم يواصل حديثه «إذا كان أي شيء سيقتل أكثر من 10ملايين شخص في العقود القليلة القادمة، فمن المرجح أن يكون ”فيروس شديد العدوى“ وليس الحرب، ليست الصواريخ، ولكن الميكروبات، جزء من السبب وراء ذلك هو، استثمارنا لمبالغ ضخمة من أجل الردع النووي، ولكننا في الواقع لا نستثمر سوى القليل جدا في إيقاف الأوبئة، لسنا على استعداد للوباء القادم، الفشل في الإعداد قد يسمح للوباء القادم أن يكون أكثر تدميرا».
تلك كانت محاضرة بيل غيتس سنة 2015، هل كانت فقط للتنبيه، للتوعية بالمخاطر، ولأخذ الحيطة والحذر، أم أن شيئا يطبخ على نار هادئة، وربما هو أحد الطهاة، أهذا يعقل، أي زعم وأي تفنيد، أم تراه شم رائحة الطبخة المعدة سلفا؟ تلك كانت محاضرة ظاهرها شكليا تؤخذ بحسن النوايا، ولكن المعنى ملغز من بين السطور والجمل المواربة.
وها هو الطبيب فوتشي الذي يعمل مع بيل غيتس وصاحبه المقرب توقع سنة 2017 ”بأن البشرية في السنوات القادمة ستشهد وباء عالميا“!.
وتردد معه الصحافة الحذر الحذر!
كيف استدل الاثنان بذلك؟ أهو تنسيق بينمها أم توقع في محله.
الآن بيل غيتس تحت دوائر الاشتباه وتوجه له أصابع الاتهام، فالرجل المبهر للعقول بات هو المحير بما صرح به من قبل ومن بعد، فقد أرسل تغريدة على صفحته بتاريخ 2019/12/9 «ماهي الخطوة التالية لمؤسستنا؟ أنا متحمس جدا لما يمكن أن يعنيه العام المقبل لواحد من أفضل الصفقات الصحية العالمية: اللقاحات»!، وفي نفس العام قال أيضا في مؤتمر بأمريكا نظمته الجمعية الطبية: «علينا الإستعداد لسوبر فيروس كاستعدادنا للحرب، فيروس سيخرج من الصين»!
مستشهدا بدراسة شاملة أعدتها مؤسسة ”نمذجة الأمراض“ «عن احتمال تفشي وباء في الصين ينتشر بسرعة في العالم، ليقتل 33 مليون شخص في الأشهر الأولى للعام الجديد»؟!.
والمثير للجدل بأن بيل غيتس كان بطلا في فيلم وثائقي تحت عنوان ”الجائحة التالية“ تم عرضه يوم 7 نوفمبر 2019 تدور أحداثه حول توقع أشبه بالمؤكد من وجهة نظر الفيلم بأن فايروس خطيرا سينطلق من سوق الأسماك واللحوم الحية في الصين!؟.
هل كل هذا كان مجرد تكهن أو تخمين، أم تحذير مبطن، ولماذا الصين وليس مكان آخر.
شخص حدد الزمان وآخر يحدد المكان، وثالث يحدد الاثنان معا؟! أهو اتفاق ضمني مبطن! أم توزيع أدوار بالوكالة، أم ماذا؟ الجيم احتارت مع السين، ونحن أيضا حيارى مما قيل ويقال عنك يا عام 2020.
من يخبرنا عما جرى خلف الكواليس، من لديه علم بذلك، أنطلب العلم ولو كان في الصين!
أنجد الحقيقة مخبأة عند السور العظيم؟