تنبؤات درامية أم سينما متواطئة.. «6»
لأروقة السينما فضاءاتها المتعددة، وآفاقها الرحبة، هي الفن السابع الطاغي على كل الفنون، ولسطوتها سحر تجذب به العقول والقلوب، هي مرآة للحياة بكل تبايناتها وتناقضاتها.
ثمة أفلام تعلق بالذاكرة وأخرى يسرح فيها الخيال ويتوه في كنه ما يعرض، وينبري السؤال هل هذا حقيقة أم خيال، خصوصاً حينما نرى الدراما وقد تحولت إلى واقع مفزع، وما بين فيلم ”المسلحون الوحيدون“ والفيلمين القادمين تكبر علامات التعجب ويتفاقم الجدل.
الفيلم الثاني «The Long Kiss Goodnight» ”قبلة المساء الطويلة“، إنتاج سنة 1996، فيلم أكشن وجريمة وغموض وإثارة، يحمل مقداراً من الدهشة عبر مشهد حواري لا يتعدى الدقيقتين، نرى رجلاً جاثماً على ركبتيه مقيد اليدين للخلف، بجانبه صديقته بذات الوضعية، وهما بطلا الفيلم، وقعا في الأسر عند مجموعة مسلحة، يقوم رئيسهما، وهو موظف حكومي سابق، يطالعهما بشرر ويحدثهما بأسلوب مستفز،
وبتصريح غريب، وعبر كلامه يشير إلى عملية إرهابية سابقة وقعت في مرآب لمركز التجارة العالمي عام 93، حيث انفجرت سيارة مفخخة، راح ضحيتها 6 أشخاص، والمتهم فيها اتباع الداعية المصري عمر عبد الرحمن.
يقول الرجل وهو يحرض الأسيرين على فعل شيء ما، في البدء يوجه كلامه للمرأة: " افتقدتكِ أيتها الرائد حقيقة، كان يجب أن تظلي ميتة، أنت لا تعرفين قواعد اللعبة على الإطلاق.
- حدثني عنها؟
- منذ ثماني سنوات، هذا الرجل كان موجوداً على قائمة الاغتيالات.
الميزانية توقفت يا عزيزتي، الكونجرس قام بخداعنا، كنت مجبراً على الاتجاه إلى أي طريق أجده، حتى إذا كان هذا يعني تجنيد الأشرار هنا.
- الميزانية انقطعت؟ هل هذا كل ما في الأمر؟ عملية شهر العسل.. اللعنة.
وبصوت واحد يرد عليه الأسيران: أنت تتحكم في رفع الميزانية؟
يرد عليهما: رفع الميزانية؟ عام 1993 تفجير مركز التجارة العالمي، أتذكرون؟ أثناء المحاكمة، ادعى واحد من منفذي التفجير أن السي. آي. إيه لديها معرفة مسبقة، الدبلوماسي الذي قام بإصدار تأشيرة للإرهابيين هو السي. آي. إيه، شيء لا يصدق، فقد مهدوا الطريق للتفجير، بكل معنى الكلمة لتبرير زيادة التفجير.
يرد عليه الرجل الأسير: أنت تخبرني أنك سوف تقوم بتزييف بعض الأعمال الإرهابية؟
يوضح له: فقط لإثارة الذعر والفزع، مما يدفع الكونجرس إلى دفع الأموال.. لسوء الحظ يا مستر هينيسي، ليس لدي فكرة كيف سأزيف مصرع 4000 شخص، لذلك سيتوجب علينا فعل ذلك حقيقياً، وطبيعياً نلقي بالتهمة على المسلمين! ثم أحصل على اعتماداتي المالية، طابت ليلتك يا فتاتي السابقة.
من الملاحظ في الحوار الربط بين ما مضى بحدث إرهابي قليل المستوى، وبين ما هو قادم بحدث أكبر وأعظم على جميع المستويات، وبين تصاعد أحداث الفيلم تحاول المجموعة الإرهابية التخطيط لتدمير مبنى مركز التجارة العالمي، بعد ذلك ستتجه العصابة الإجرامية إلى محاولة غزو العالم، لكن بطلا الفيلم يسعيان جاهدين لمنع تحقيق أهدافهم الشريرة.
النقطة المثيرة التي أشار إليها الفيلم أن المجموعة الإرهابية التي نفذت التفجير السابق أخذت الإذن والمصادقة من قبل الكونجرس؟!
الفيلم الثالث؛ «Armageddon» ”الكارثة“، فيلم عرض سنة 1998، وهو يطرح علامات الاستغراب، ففي أحد مشاهده الأولية، سائق تاكسي يتحدث عن وجود قنابل إرهابية تحجز حركة المرور في شوارع مدينة نيويورك، وفيما بعد نراه يصرخ بفزع من نافذته
قائلاً: ”إنهم يفجروننا.. صدام حسين يفجرنا“، ومع دهشته تتساقط كويكبات كأنها متفجرات تنزل من السماء.
وفي مشهد آخر، يرينا الفيلم تساقط المزيد من الكويكبات كرش المطر، على عمارات المدينة وشوارعها وبيوتاتها، ومن ضمنها بشكل مكثف استهداف برجي مبنى مركز التجارة العالمي محدثاً انهياراً يتشابه مع ما حدث للبرجين، وبعد مرور ثلاث سنوات من عرض الفيلم يحدث ما حدث، والمثير للريبة تكرار العد التنازلي الذي تكرر مراراً في الفيلم، وتوقف بشكل غامض على الرقم 9,11.
فيلم يترك علامات استفهام كسابقيه، ما هذه الأفلام التي تتوقع وقوع هذه الأحداث الجسام، هل هو ضرب من التنجيم أو سعة خيال أم ماذا؟ أفلام كأنها بروفات لأحداث 11 سبتمبر.