|
|
المعرفة والعلم من القيم العليا في الإسلام، وقد ترسّخت ـ بفعل النصوص الإسلامية ـ في المجتمع الإسلامي، وبخاصّة في عصوره الأولى، فكثير من العلوم التي تحتضنها المجتمعات الغربية اليوم كان للمسلمين فضل كبير في وجودها وتطويرها.
وما نجده اليوم في المجتمعات الإسلامية اليوم من تخلف في الجانب العلمي والمعرفي، خلاف ما تنصّ عليه التعاليم والأصول الإسلامية، وترجع هذه الحالة المتخلفة في المجتمعات الإسلامية إلى عوامل عدّة، لعل من أهمها عدم توفّر الأجواء الحاضنة للعلم والمعرفة وتنميتهما في هذه المجتمعات.
والبيئة العلمية ـ لتنمو وتتقدّم ـ تحتاج لمجموعة من الشروط والظروف، أهمها وجود مناخ من الحرية العلمية المكفولة للعلماء والمثقفين، وهو ما تفتقده معظم هذه المجتمعات في عصرنا الراهن.
ومما يؤسف له أن نجد ساحاتنا الإسلامية مليئة بأجواء الإرهاب الفكري، الذي يحظر على المفكّر والمثقف المسلم أن يبدي رأيه وأن يطرح ما هو غير مألوف، رهبة من ردود الفعل التي تمارسها مجموعات الضغط الاجتماعي والسياسي والديني في هذه المجتمعات، وهي المجموعات التي تستغل التعاطف الجماهيري معها للتحشيد ضدّ كل ما يخالف توجهاتها وآرائها وأفكارها المسبقة.
وكان من المفترض أن تُعالَج هذه الحالة لما لها من تداعيات خطيرة على واقعنا المعاصر، وهو ما انبرى سماحة الشيخ حسن الصفار للإشارة إليه في هذا الكتاب، الذي عالج فيه مسألة (الأحادية الفكرية) داخل الوسط الديني، داعيًا إلى معالجتها ضمن الضوابط الشرعية والعقلية في مسألة الصراع الفكري المشروع.
مركّزًا على نقطة في غاية الأهمية، وهي إقامة مراكز أبحاث تعنى بالمسائل والقضايا العقدية، ذلك لأن معظم حالات الإرهاب الفكري ـ على مستوى الساحة الإسلامية ـ تمارس بدعاوى يُتَّهم فيها صاحب أي رأي جديد في عقيدته وصحّة انتمائه المذهبي والأيديولوجي، ما يستلزم ضرورة حسم هذه المسائل من قبل جميع المذاهب الإسلامية، لتكون طريقًا لقطع الطريق على مثل هذه الممارسات القمعية.
وقد أتى الكتاب في أربعة فصول، هي:
- إدارة الصراع الفكري.
- قضايا العقيدة والتواصل المعرفي.
- كيف نقرأ التراث؟
- المجتمعات والأفكار الجديدة.
خاتمًا الكتاب بحوار أجرته معه جريدة الوطن الكويتية عام 1419ﻫ ـ 1998م، بعنوان: (الفكر الإسلامي بحاجة إلى التجديد في كل زمان).