الترابط والتلاحم الأسري في العزاء وفقد الأحبة
يمثل العزاء لحظة فارقة في حياة العائلة، فهو اختبار حقيقي للترابط والتلاحم الأسري في العزاء، حيث يجتمع الأهل والأقارب لدعم بعضهم البعض وتخفيف وطأة الفقد. في مثل هذه اللحظات الحزينة، يتجلى معنى التضامن والتكاتف بين أفراد العائلة، مما يعزز من قوة العلاقة بينهم، ويؤكد على أهمية القيم الأسرية التي تُبقي العائلة متماسكة في أصعب الأوقات.
عند فقدان شخص عزيز، يكون الحزن ثقيلًا على أفراد العائلة، لكن وجودهم معًا يخفف من الألم. عندما يُشارك كل فرد مشاعره ويعبر عن حزنه، يشعر الجميع بأنهم ليسوا وحدهم، مما يساعدهم على التأقلم مع الفقد بطريقة صحية.
العزاء ليس فقط مناسبة للحزن، بل هو أيضًا فرصة للتقارب بين أفراد العائلة الذين قد تفرقت بهم مشاغل الحياة. فاجتماعهم في لحظة الفقد يُذكرهم بأهمية الروابط العائلية، ويقوي أواصر المحبة والاحترام بينهم.
ورأيت ذلك في فاتحة عزاء المرحومة الحاجة المؤمنة الخيرة الخطيبة الحسينية بدرية حسن سلمان آل سلطان «أم فؤاد الصفار». رحمها الله. حيث توفت يوم الأربعاء 4 شوال 1446 هجري.
كسبت قلوب من حولها بإيمانها وهدوئها وأخلاقها وتواضعها وكرمها وحسن تعاملها مع الآخرين. فعاشت حياتها صابرة محبة لزوجها وأولادها، حامدة ربها في كل حال.
منذ صغري وأنا أعرف المرحومة أم فؤاد الصفار قريبة وصديقة وأختا لوالدتي أم حسين الدخيل حفظها الله، وعرفناها من قرب ونسميها الخالة أم فؤاد أنا وإخواني وأخواتي، وأولادها وبناتها أيضا يطلقون على والدتي خالتي.
رحمها الله برحمته الواسعة وحشرها مع محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ونعظم الأجر لذويها..
العزاء ليس مجرد وداع لشخص عزيز، بل هو فرصة لإظهار قوة الأسرة وتماسكها. في هذه اللحظات، يتجلى الحب الحقيقي بين أفراد العائلة، ويُعاد إحياء الروابط التي قد تكون ضعفت بفعل الزمن. فالتلاحم الأسري في العزاء ليس فقط دعمًا معنويًا، بل هو رسالة حب ووفاء تبقى محفورة في القلوب، وتؤكد أن العائلة هي السند الحقيقي في كل الأوقات وتجمع العوائل فترة الفقد والعزاء غير في مناسبات الفرح والزواج.
ويكونوا صفا واحد من الترابط والتلاحم الأسري، وهناك أشخاص من فترة طويلة لم يروا بعضهم البعض، فترة العزاء يكون اللقاء والتجمع،
وسوف أتكلم عن فاتحة المرحومة أم فؤاد الصفار كمثل لعائلتنا.
فكانوا في الفاتحة من أول يوم من سماع الخبر الحزين المؤلم توافدوا للمغتسل والتشييع ووجودهم في الفاتحة في مسجد الإمام علي مدة الفاتحة ثلاثة أيام.
وهم عائلة: الصفار، الدخيل، آل سلطان، البشراوي، آل عبد رب النبي، الحايك، المطرود، العنكي، الزين، الحمدان.
وجميع عوائل القديح عائلة واحدة تربطها القرابة والنسب فيما بينها.
الله يحفظ الجميع ويرحم موتانا وموتاكم يا رب العالمين.