آخر تحديث: 1 / 4 / 2025م - 1:17 ص

العسس «العسة» في القديح أيام زمان

حسين الدخيل *

من بين العديد من التقاليد والممارسات الاجتماعية التي كانت سائدة في قرى ومدن المملكة العربية السعودية في الماضي، كان هناك دور خاص للعسس في الحفاظ على الأمن والاستقرار داخل المجتمعات المحلية. والعسس هو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى الأشخاص الذين كانوا يعملون على حماية القرية أو المدينة في فترة الليل. وكان لهم دور كبير في الحفاظ على النظام وأمن الناس، خاصة في المناطق الريفية، وسأتحدث عن قريتي القديح، التي كانت تشهد حركة يومية تتطلب اليقظة والرصد من أجل حماية الأفراد والممتلكات.

من هم العسس؟

العسس هم أفراد مكلفون بمهمة مراقبة الأمن خلال ساعات الليل. كانت مهمتهم تتمثل في تأمين الطرق والمنازل، والتأكد من عدم حدوث أي تعديات أو سرقات. وفي بعض الأحيان، كان العسس يعملون كجزء من المجهود المجتمعي أو بالتعاون مع رجال الشرطة وعمدة البلد.

القديح، إحدى قرى محافظة القطيف من مملكتنا الغالية، والتي كانت تتمتع بنشاط تجاري وزراعي، ولذلك كان للعسس دور بارز في السهر على حماية الناس والممتلكات.

كانت المنازل في القديح قديمًا بسيطة، ولم تكن مجهزة بأنظمة الأمان الحديثة مثل الكاميرات أو الأبواب الحديدية. وكان العسس يتجولون في الأحياء، ويسهرون في الليل للحفاظ على سلامة السكان ومنع السرقات أو التسلل.

كان العسس يراقبون الأفراد داخل القرية، ويمنعون أي تصرفات قد تزعزع النظام الاجتماعي. وقد يتدخلون في حال حدوث مشاجرات أو نزاعات بين أفراد القرية، مما يساعد في الحفاظ على الهدوء والاستقرار.

بما أن القديح كانت من القرى الصغيرة والضيقة، كان من المهم مراقبة تحركات الغرباء أو الزوار الغير معروفين. كان العسس يتأكدون من هويات هؤلاء الأشخاص، ويمنعون أي تحركات مشبوهة قد تضر بأمن القرية.

في مناسبات مثل ليالي رمضان أو الأعياد، أو المناسبات الأخرى، كان العسس يعملون على مراقبة الساحات العامة أو المساجد لمنع أي فوضى أو سرقات، ويضمنون سلامة الناس أثناء التجمعات.

لم تكن مهمة العسس في الماضي مقتصرة فقط على الدور الوقائي التقليدي، بل كانت تشمل أيضًا أساليب من المراقبة الليلية التي تضمن عدم حدوث أي انتهاكات أو أعمال غير قانونية.

كان العسس يتنقلون بشكل دوري في الأحياء مساءً ليتأكدوا من عدم وجود أي حالات تزعزع الأمن. وكان هذا يشمل التحقق من الأبواب المغلقة والأزقة الجانبية. وكان في الماضي الناس ينامون في وقت مبكر جدا،

ونظرًا لعدم توفر التكنولوجيا الحديثة في الماضي، كان العسس يعتمدون على حواسهم الشخصية مثل السمع والبصر للكشف عن أي شيء غير طبيعي، كأصوات غير مألوفة أو تحركات مشبوهة.

ومن هؤلاء الأشخاص الذين عملوا في هذا العمل الجبار، وسهروا الليالي في سبيل راحة واستقرار الأمن والأمان في قرية القديح وهم.

الحاج المرحوم أحمد الحايك «أبوعلي.»

الحاج المرحوم حسن ال عبيدوه «أبوعبدالله.»

الحاج المرحوم السيد حسن العسكري «أبو عسكر»

الحاج المرحوم حسن المحمود «أبو عبدالكريم»

الحاج المرحوم جعفر الحيراني «أبو محمد.»

رحمهم الله جميعا ونطلب لهم الرحمة والمغفرة في هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة والرضوان.

ولا ننساهم وما قدموه للقديح وأهلها، حيث كانوا يمثلون عنصراً أساسياً في حياة المجتمع المحلي. وعلى الرغم من أن الزمن قد تغير والتكنولوجيا قد تطورت، إلا أن دور هؤلاء الأفراد لا يمكن نسيانه، فقد كانوا أساسيين في الحفاظ على النظام والأمن والاستقرار وتعزيز التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع في فترة كانت تتسم بالكثير من البساطة.