آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 5:50 م

العادات السبع للناس الأكثر فعالية

حسين الدخيل *

وفقت قبل عشر سنوات لحضور إحدى الدورات التي كنت أسعى دائماً لحضورها لسماعي بفوائدها وتغير حياة الإنسان للأفضل والأحسن في حياته الأسرية والاجتماعية بعد حضورها، وتخلق منه إنساناً فاعلاً ومؤثراً وناجحاً يقودزحياته بفاعلية ونجاح.

وكتبت مقالا عنها ونزل أيضا بكتابي الكلمة الطيبة ص 190- 193 وفيها قصة أذكرها...

وهذه الدورة العادات السبع للناس الأكثر فعالية للدكتور ستيفن كوفي الذي قدمها لنا على طبق من ذهب ليستفيد العالم من تجاربه، وقضى الدكتور أكثر من 25 سنة في دراسة وإعطاء دروس في الأمور التي تساهم في التغيير الجذري في حياة الإنسان وركز على دراسة حياة الناجحين، وعند دراسة حياة هؤلاء، وجد أن هناك سبع عادات مشتركة يمارسونها جميعاً وهي:

العادة الأولى: کن مبادرا للتغيير للأفضل.

العادة الثانية: ابدأ والمنال في ذهنك «القيادة الذاتية».

العادة الثالثة: ابدأ بالأهم قبل المهم.

العادة الرابعة: تفكير المنفعة للجميع.

العادة الخامسة: حاول أن تفهم ليسهل فهمك.

العادة السادسة: التآزر مع الآخرين بما يحقق التناغم والتراحم والانسجام.

العادة السابعة: اشحذ المنشار.

بأبعاده الأربعة البعد الجسدي والروحي والفكري والاجتماعي.

ويضيف عادة ثامنة للأشخاص الفاعلين وهي تنقلك من الفاعلية إلى العظمة، وهي كيف تكون عظيماً ولك شأن بين أفراد المجتمع، وكل عادة لها شرحها وتفصيلها، ألف هذا الكتاب بعنوان العادات السبع للناس الأكثر فاعلية وقد ترجم إلى 38 لغة منها اللغة العربية، ووصلت مبيعاته إلى 15 مليون نسخة.

وحضوري الدورة التي كانت مدتها ثلاثة أيام من 16 - 18 شوال 1436 هجرية بمعدل 9 ساعات، وخرجنا منها بالتغيير في حياتنا والاستفادة الكبيرة منها، وكانت بالنسبة لي من أفضل الدورات التي حضرتها بحياتي.

واليوم الثالث والأخير من انتهاء الدورة كان الأستاذ المهندس السيد هاشم علوي الشرفا «أبو رمزي حفظه الله ورعاه، وهو ناشط اجتماعي يتمتع بأسلوب جميل وسلس وفعال استطاع أن يحل كثير من القضايا الأسرية والاجتماعية، التي عجز عن حلها الكثيرين وهو أيضا مدرب ومحاضر.

كان يسألنا عن مدى الفائدة والاستفادة والتغيير في حياتنا خلال هذه الأيام الثلاثة، كانت مدتها قصيرة ولكن فائدتها كبيرة، وكان هناك قسمان للرجال والنساء، كل شخص يتحدث عن التغيير الذي حصل بحياته خلال هذه الأيام الثلاثة.

والجميع كان سعيداً بتغيير الأشياء السلبية التي كان يمارسها لتحويلها الأشياء إيجابية، وعند ذلك والأستاذ يسأل جاء دور إحدى الأخوات، وهنا الموقف الذي أتذكره ولن أنساه أبدا، وأذهل الجميع وأصابنا الحزن للقصة الحزينة التي روتها لنا الأخت الكريمة.

أخذت الأخت المايك من الأستاذ أبو رمزي وشكرته على هذه الدورة الجميلة والمفيدة التي غيرت حياة الكثيرين في العالم، ومن الحاضرين بالدورة، وتقول جاء الوقت متأخراً بالنسبة لي بالتغيير، وصارت تبكي بشدة وحرقة قلب، تفاجأنا بالموقف وببكائها وكأن شيئاً بداخل تلك الأخت تريد أن تقوله لنا، حاول الأستاذ أن يهدئ الوضع وينتقل لشخص آخر، ولكنها أصرت أن تكمل وتتكلم.

تقول كنت متزوجة وعندي أولاد وبيت وخير وزوجي طيب مؤمن هادئ الطباع خلوق، ولكني دائماً أخلق المشاكل بالبيت وخارجه، عصبية المزاج والطباع، لم أحمد الله على النعمة التي كنت فيها من زوج وأولاد وبيت وخير، وكان زوجي ينصحني دائماً ويتحملني ويصبر على عصبيتي عليه وعلى أولادي ولكن بعد مرور السنوات، ولم أتغير من نصحه لي حتى تزوج علي وطلبت الطلاق فطلقني بعد إصراري على الطلاق، فخسرت زوجي وأولادي وبيتي وكل شيء كان جميلاً في حياتي في وقت غضب وعصبية ومشاكل تافهة.

وهو الآن يعيش بسعادة مع زوجته الجديدة، والأولاد تشتتوا بيني وبينه، أصبحت مطلقة، فماذا استفدت؟ يا ليتني التحقت بهذه الدورة قبل طلاقي وخراب بيتي وضياع أسرتي، ماذا يفيد الندم والحسرة والبكاء، باريت يرجع بي الزمن للوراء لأصلح ما خربته وأهتم بزوجي وأولادي، ونعيش مع بعض أسرة سعيدة بدون مشاكل.

هذه القصة كانت ترويها لنا الأخت ونحن نبكي لحالها، فهذه قصص وعبر ولكن ما أكثر القصص والعبر وأقل المعتبر، هذه القصص يفترض أن نأخذ منها العظة والعبرة والأخت أصرت على التحدث، لتوجه رسالة لجميع من يسمع قصتها، أن تحافظ على بيتها وزوجها وأولادها وتحمد الله على ما أعطاها من نعمة، فبالشكر تدوم النعم، فالإنسان بنعمة لا يحس بقيمتها إلا إذا فقدها.

والعصبية وجلب المشاكل بلا سبب، أو سبب تافه هي خراب البيوت خصوصاً نحن في زمن العزوف عن الزواج وزيادة نسبة الطلاق، عش حياتك بكل هدوء وسامح وصافح وابتسم وتذكر دائماً أنك لن تأخذ من هذه الدنيا شيئاً غير عملك الصالح الطيب وأخلاقك الطيبة، إخواني وأخواتي أنصحكم أن تحضروا هذه الدورة التي إن شاء الله سوف تغير مجرى حياتكم للأفضل والأحسن.