الأخوة والصداقة
الأخ نعمة من الله سبحانه وتعالى، وهو السند والقوة في الضراء والشريك في السراء، في أيام الضعف والشدة والمحن، ولا يعرف قيمة الأخ إلا الذي ليس له أخ أو عنده أخ وتوفي.
وبعض الأحيان يوفق الإنسان بأن يجد أخا لم تلده أمه، ويكون أخا وصديقا له.
والصداقة هي علاقة اجتماعية تربط شخصا أو أكثر على أساس الثقة والمودة والتعاون والتفاهم، وهي مشتقة من كلمة الصدق.
والصداقة هي النكهة التي تعطي الحياة طعما جميلا، وهي نبع من العطاء ورمز للأخوة والوفاء، وما أجمل الصداقة حينما يكون عطرها الحب والإخلاص والتواصل والسؤال، وهنيئا لمن وفق لاختيار أصدقائه بعناية في هذا الزمن الصعب.
وسوف أذكر أحد أصدقائي المخلصين الذي عاشرته أكثر من أربعين عاما، وكان نعم الصديق والأخ بالنسبة لي.
هو علي بن حسين عبدالله آل حيان «أبو حسين».
ماذا أقول أو أذكر في حق هذا الإنسان الطيب المؤمن الخلوق صاحب الابتسامة التي لا تفارق محياه، خادم أهل البيت ، المحب لهم بإقامة مناسباتهم من أفراح وأتراح.
مجلسه عامر بذكرهم طوال السنة، وفي محرم صباحاً ومساءً يقرأ مصائب أهل البيت دائم الترحيب بالصغير والكبير، يحب الخير وعمل الخير كريم ذو شيمة وفزعة وهمة لا يترك فريضة إلا ويصليها في المسجد صاحب واجب، حبه الشديد لوالديه وإخوانه وأقربائه وصلته لرحمه يحب المزح والمرح، ويحب أن يكون الجميع سعيداً خصوصاً مزحه المرح مع كبار السن محبوب الجميع، وإذا شعر بوجود أحد لم يحضر المأتم، يقوم فوراً بالاتصال والسؤال عنه أثناء القراءة أو بعد الانتهاء منها فيتفقد جميع الأحبة ويسأل عن أحوالهم ويزورهم.
قليل من تجده بمثل أخلاق وصفات هذا الرجل المؤمن علي حيان «أبو حسين» معرفتي به ليست سنة أو سنتين بل كنا معاً ونحن صغار في الابتدائي، وأجلس معه أيام جده المرحوم الحاج عبدالله آل حيان «أبو حسين» رحمه الله في البقالة الصغيرة التي كانت في منزلهم القديم قبل البناء ومجلسهم الصغير أيام حياة جده، وكان عامراً بكبار السن الذين جميعهم رحلوا رحمهم الله جميعاً، وكان يمازحهم ويضحك معهم مع جده ويعمل لهم «النارجيلة».
مهما ذكرت من خصال وصفات لأبي حسين فأنا مقصر في حقه فكم قصص عندي تدل على نخوته وشهامته وفزعته، مع الجميع ومع زملائه في العمل أيضا، ولكن لا يتسع المقام لذكرها.
سوف أذكر بعضا من فزعاته وشهامته بشكل سريع، في إحدى السنوات لقد فتح مجلسه العامر للمحاضرات والقراءة في محرم الحرام، حيث تم الترتيب لها من قبل مجموعة من المؤمنين، وعندما طلبوا المكان الحسينية منه سعد جداً وقال على الرحب هذا مكانكم أنتم داخل وأنا خارج وأنا وإخوتي تحت خدمتكم وخدمة أهل البيت ، وكم من المناسبات من عقد زواج أو فاتحة نساء لا يقصر أبدا في خدمة المؤمنين.
وشهدت له مواقف عديدة وكثيرة، طلب بعض المؤمنين المساعدة والوقوف معهم. لوجه الله تعالى في ضائقة مالية أو غيرها لا يتردد أبدا. وأي مبادرة تجده أول المبادرين لذلك. كلمته المشهورة لهم إذا أخي حسين دخيل معكم أنا معكم ومجموعة الغنامي تشهد له بذلك في مبادراتها الخيرية والاجتماعية والإنسانية.
وأنا شخصيا لو احتاج أي شيء فهو المقرب لي اطلب منه بكل أريحية وعدم خجل، ولا يقصر أبدا معي لأني اعتبره أخا وصديقا، جربته مرارا وتكرارا في مواقف كثيرة وعديدة ولا مرة اعتذر من تنفيذ طلبي.
وكم من المواقف الطيبة له. كنت ساكناً معه في نفس الحي «بيت الوالد الله يرحمه»، نسمي أبو حسين شمعة الفريق، يحبه الكبير والصغير الرجال والنساء، دائم الترحيب والسؤال عن الجميع أحب الناس فأحبوه بأخلاقه وحسن تعامله مع الجميع.
الدين المعاملة والكلمة الطيبة الحسنة والابتسامة والتسامح وتصفية النفوس وصلة الرحم، وبر الوالدين هذه الصفات والخصال هي من ترفع قدرك وشأنك عند الله سبحانه وتعالى والناس والمجتمع، وهذه جميعها يتمتع بها أخي وصديقي ورفيق دربي علي آل حيان «أبو حسين»، فهنيئاً له هذه الصفات والخصال الطيبة الكريمة، وهنيئاً لعائلة آل حيان بوجود شخص بعائلتهم مثل أبو حسين، الله يوفقه ويحفظه ويسدد خطاه للخير وعمل الخير يا رب العالمين.