آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

قلة العقل والغطرسة

حسين الدخيل *

السعادة لا تأتي بسهولة وهي كل شيء جميل يسعدنا، ونحن من نخلق السعادة لأنفسنا، ويجب علينا بقدر الإمكان أن نكون سعداء دائما ونترك ما يعكر صفو سعادتنا، ونسعد أنفسنا ومن حولنا أيضا، ونحاول أن نبتعد عن الهم والغم والمشاكل مع الآخرين، ونسامح ونصافح ونعفو.

والسعادة لا تحتاج إلى معجزات كل ما نحتاجه هو قلب طيب متسامح وكلمة طيبة، ووجه مبتسم وقناعة بالنصيب، وثقة تامة بالله سبحانه وتعالى، والشكر على نعمه وعطاياه علينا.

وربما أكون قاسيا في مقالي هذا على نوعية معينة من النساء ”الزوجات“ وإن شاء الله تكون قليلة جدا في مجتمعنا.

الزوجات اللاتي سأصفهن ذوات عقل صغير متعجرفات متغطرسات نكديات عديمات الإحساس يخلقن مشاكل لأزواجهم باستمرار وعلى أتفه الأسباب ويحولن سعادتهن إلى جحيم وتعاسة ومشاكل ونكد وأمراض، والزوجة لها الدور الأكبر فهي من تجعل حياتها سعيدة أو تعيسة بحسن تعاملها مع زوجها وأولاها بحسن تصرفها وأخلاقها وطيب وحسن تربيتها، ووالديها لهم الدور الكبير أيضا في ذلك.

وفي السنوات الأخيرة كثرت المشاكل بين الأزواج وزادت نسبة الطلاق في المجتمع، وذلك لأسباب تافهة.

حيث تجردوا وتكبروا وتغطرسوا على الزوج بتوفر المادة وتوفر فرص العمل، فأصبحوا يقودون السيارات، بمعنى أن الزوج انتهى دوره في حياتهم وأصبح مهملا مهمشا.

وسمعت قصصاً غريبة وعجيبة من بعض الأصدقاء والمعارف وزادت شكاوى ومشاكل الأزواج من زوجاتهم.

وسوف أذكر إحدى القصص من مئات بل آلاف القصص عن هؤلاء الزوجات.

يقول لي أحد الأصدقاء وهو من طلب مني كتابة قصته للعظة والعبرة، ويقول هناك كثير لهم قصة مثل قصتي أو مماثلة لها وعانوا ما عانيته،

يقول تغيرت علي زوجتي أم أولادي عشت معها أكثر من خمس عشرة سنة بكامل سعادتنا وعندي ثلاثة أولاد منها، ولكنها تغيرت كثيرا.

أصبحت ترفع صوتها علي ولا تحترمني وتخرج من البيت بدون إذني، وترجع وتشاهد في التلفاز أو بالجوال تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي لساعات متأخرة من الليل حتى أذهب للنوم وهي سهرانة حتى الصباح.

وتجلس متأخرة بعد الظهر ويكون الغذاء أكثر الأحيان من المطاعم.

وحتى أهملت تنظيف البيت وغسل ملابسي وملابس الأولاد فتغسلهم بعد أسبوع أو أسبوعين تقول ما عندي وقت، وإذا مو عاجبك الوضع جيب لنا خادمة أنا لست مسؤولة بأن أنظف وأغسل وأطبخ لك ولأولادك.

أصبحت الحياة في المنزل مملة وكئيبة وجحيماً وكل يوم مشاكل ونكد معها حتى ترتفع أصواتنا أمام الأولاد.

مما اضطرني أن أذهب للمغسلة لغسل ملابسي حتى كلمت والديها وإخوتها بمشكلتي معها وشرحت لهم معاناتي وكلموها ونصحوها أن ترجع لصوابها وتحافظ على بيتها وزوجها وأولادها، ولكن بدون جدوى، ولم تسمع لأي نصيحة منهم وتمادت بعنادها وإهمالها حتى أصبح المنزل جحيماً وفوضى ومتسخ حتى أكره الجلوس بالبيت.

طفح الكيل عندي وقلت لها سوف أتزوج عليك ما أقدر أعيش هذه العيشة التعيسة المريرة معك، وانتي بهذا العناد والعصبية والنكد وخلق المشاكل التي لا تنتهي بدون سبب.

يقول تزوجت عليها، وزعلت وراحت بيت أهلها وصاروا ضدها معاي، قالوا لها نصحناك ولم تسمعي الكلام تستاهلي ماجاك. وبعد شهر رجعت البيت.

وشفت حياة جميلة سعيدة مع الزوجة الجديدة وكل طلباتي متوفرة وملابسي نظيفة ومكوية، وتهتم بي وتحضر لي كل ما أشتهي من الأكلات والطبخات المتنوعة اللذيذة.

ومع هذا عدلت بينهم جعلت كل ليلة لواحدة منهن.

وعندما أذهب لزوجتي الأولى أرى التغير فيها للأفضل، وبعد فترة زمنية قصيرة رأيت العجب العجاب وأين كانت وكيف أصبحت هل هذه هي أم أولادي زوجتي الأولى ما هذا التغير السريع في الاهتمام وحسن الخلق وأسمع الكلام الطيب الجميل والمعاملة الحسنة، تقول بس اطلب وتدلل أبو فلان.

يقول لي يا أبو علي لو حصلت على هذه المعاملة منها من البداية لم احتاج أن أتزوج عليها، وافتح لي بيتاً ثانياً ولكن رب ضارة نافعة، لو سمعت الكلام والنصيحة من البداية مني ومن أهلها كان أصبحنا سعداء بدون مشاكل ونكد ولكن بسبب قلة العقل والغطرسة وعدم الاهتمام بالزوج.

والآن أخونا عايش في سعادة مع الزوجتين وكل واحدة تبي رضاه وتلبي طلباته الله يسعده ويوفقه.

أقول في ختام مقالي نصيحة لك أيتها الزوجة المتغطرسة النكدية صاحبة المشاكل وعديمة الإحساس، اهتمي بزوجك وأولادك اصحي من غفلتك ونومك، واتركي عنك مغريات وملاهي الدنيا حافظي على زوجك وأولادك وبيتك، واحمدي ربك على هذه النعمة التي عندك. هناك من هو محروم منها ويتمناها.

وما يبقى لك إلا زوجك حيث يذهب عنك الجميع والديك وأولادك وتظلين مع زوجك إلى حين يختاركما الله، الأولاد يتزوجون وينشغلون عنكم بحياتهم وأولادهم.

وكثير من البنات غير المتزوجات يتمنين الزوج والأولاد والاستقرار ووصل عمرهن فوق الأربعين عاما ولم يتزوجن بعد، وبعضهن تزوج ولم يرزق الذرية الصالحة. وكثيرات تطلقن وخسرن الزوج والأولاد والبيت وهم الآن منذ سنوات في بيت والدهم وتمر السنوات بدون زواج وطليقها يكون قد تزوج ورزق الأولاد من الزوجة الثانية ويعيش بكامل سعادته.

كتبت مقالا وذكرت قصة مماثلة، المقال اسمه العادات السبع للناس الأكثر فعالية وكانت دورة جميلة حضرتها وكانت إحدى الأخوات موجودة معنا بتلك الدورة وذكرت لنا قصتها مع زوجها وهي تبكي موجود بكتابي الكلمة الطيبة ص 190-193.

فعلينا دائما الحمد والشكر لله على عطاياه ونعمه، نحن نعيش في نعمة، ولكن لا نراها إلا حين فقدانها.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
لقمان الحكيم
[ القديح ]: 28 / 7 / 2024م - 6:20 م
احسنت اخونا ابا علي .. كثير من النساء في هذا الزمان صاروا من هالنوعية ، قلة عقل و غرور و تكبر و شوفة نفس على الزوج و طلبات ما تخلص و كأن الزوج المسكين هو مصباح علاء الدين المسخر ليلا و نهارا لتحقيق احلام و طلبات جناب السندريلا ... و بعدين نتشكى من كثرة الطلاق و عزوف الشباب عن الزواج ...