آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

شكراً لخدام الإمام الحسين عليه السّلام

حسين الدخيل *

مضت عشرة أيام محرم الحرام لعام 1446 هجري بسرعة، وتعلمنا منها الشيء الكثير، كانت مدرسة الإمام الحسين غنية بالمعرفة والثقافة والعطاء، والكثير من المواعظ والعبر والنصائح والإرشادات والتنبيهات وتحسين السلوك الأخلاقي، وتهذيب النفس والتواصل مع الآخرين، والحث بصلة الرحم.

هذا هو منبر أبي عبد الله الحسين الذي نتعلم منه كل ذلك سنوياً، ومن جهة أخرى رأينا الجميع يخدم بكل حب وإخلاص وتفان، كما قال الشهيد عابس الشاكري يوم العاشر «حب الحسين أجنني».

يعملون ليلاً نهاراً صغاراً وكباراً، حتى الكهول يخدمون ويقدمون كل ما بوسعهم من غالي ونفيس في سبيل خدمة أبي عبد الله الحسين وخدمة الإمام الحسين، هي الشرف الأعظم لكل مؤمن ومسلم، إذا عرف من هو الحسين وعرف قدره ومنزلته عند الله تعالى، رُوي عن النبي ﷺ أنهُ قَالَ: «إن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام خير ويمن وعز وفخر وبحر علم وذخر». كتاب عيون أخبار الرضا.

وهو الوسام الذي يتقلده الخادم من أبي عبد الله الحسين يوم القيامة، وهذا وسام وشرف عظيم من سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ، وهنيئاً لهم بهذه الخدمة وهذا الحب والشوق، وخدمة الإمام الحسين مسؤولية كبيرة، إضافة إلى شرفيتها ورفعتها وكرامتها والمستوى الرفيع الذي يكون عليه خادم الإمام الحسين .

ومهما كانت تلك الخدمة صغيرة، فإنها كبيرة وثوابها كثير عند الله سبحانه وتعالى، وهي فخر وعزة ورفعة وشرف وتقرب إلى الله تعالى في الدنيا وجنة ورضوان في الآخرة، وقد ورد في ثواب خدمة المسلمين عَن أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السَّلام يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ”أَيُّمَا مُسْلِمٍ خَدَمَ قَوْماً مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِثْلَ عَدَدِهِمْ خُدَّاماً فِي الْجَنَّةِ“ [الكافي للشيخ الكليني».

وكانت كربلاء بقعة في الصحراء فجعلها الله بالإمام الحسين منارة ومزارا يقصده المؤمنون إلى يوم القيامة.

كان الإمام الحسين وحيدا فريدا يوم العاشر من المحرم سنة 61 هجري، وينادي أما من مغيث أما من ناصر ينصرنا، فاليوم لبت الملايين هذا النداء ونرى كربلاء تغص بالملايين من الزوار والخدام للإمام الحسين سنويا، وما يقدمونه من خدمة لهؤلاء الزوار من كثرة المضايف المنتشرة على طول الطريق لكربلاء المقدسة يوم الأربعين.

ويقول أحد خدام الإمام الحسين عندما تنتهي عشرة محرم من كل سنة أحس بالكآبة والحزن الشديد لأنني تعودت على خدمة أبي عبدالله الحسين وجرت هذه الخدمة بعروقي وهي تاج ووسام وشرف لخدام الإمام الحسين وهو الطريق والباب إلى الجنة.

فشكراً جزيلاً وتحية من القلب وقبلة على جبين جميع خدام الإمام الحسين في كل بقاع الأرض، من خطباء المنبر الحسيني، والكوادر من الشباب والشابات، رجالاً ونساء كباراً وصغاراً، ولجميع المآتم الحسينية، والمضايف والحسينيات، والمساجد، والمستشفيات والمستوصفات واللجان الأهلية، والمواكب الحسينية.

ولرجال الأمن الدور المهم أيضا في المنطقة من بداية أيام عاشوراء لحفظ الأمن والمواطنين، والتنظيم، ولجميع من ساهم في السعي والعطاء لإنجاح عشرة محرم الحرام لهذا العام في محافظة القطيف وجميع قراها.

فالجميع أعطى وضحى وسهر وبذل في سبيل خدمة أبي عبد الله الحسين بكل إخلاص وتفان وحب وتضحية فكانوا المثل المخلص، حقاً أنتم أوفياء

مخلصين بمعنى الكلمة لإمامكم يا خدام الحسين ، فجزاكم الله جميعاً كل خير وإحسان وفي ميزان حسناتكم وأعمالكم الطيبة وهنيئا لكم هذا التوفيق.

ورحم الله من كانوا معنا من خدام ومستمعين في مجالس الإمام الحسين ورحلوا من هذه الدنيا رحمهم الله جميعا، فازوا وسعدوا.

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين .

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
زكريا أبو سرير
[ تاروت ]: 21 / 7 / 2024م - 10:49 م
احسنتم عزيزي ابو علي، كاتب متألق وقد وفقتم وجزاءكم الله كل خير، واثابكم الله وعظم أجوركم و أجورنا ونسألكم الدعاء.