إبداعات الأشخاص ذوي الإعاقة: خطوة نحو مجتمع أكثر شمولاً
الأشخاص ذوو الإعاقة هم جزء لا يتجزأ من المجتمع، وهم يستحقون نفس الحقوق والإمكانيات التي يتمتع بها الآخرون. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهونها، إلا أنهم أثبتوا قدرتهم على تحقيق النجاح والتفوق في مختلف المجالات.
مؤخرًا، نظمت إحدى المكتبات في بلدة القديح فعالية ”صنعت بيدي 2“، لعرض أعمال إبداعية من صنع فتيات ذوات إعاقة برعاية ”الشرقية تبدع“ وهيئة المكتبات. شملت الفعالية مجموعة متنوعة من الأعمال اليدوية مثل الخياطة والتطريز والرسم والنحت.
حضر الفعالية عدد من الشخصيات البارزة من المجتمع، بما في ذلك أعضاء مجلس إدارة جمعية القطيف التعاونية متعددة الأغراض، التي تشرف على مركز تواصل للرعاية النهارية، وهو أحد المراكز التي تقدم خدماتها لذوي الإعاقة.
هدفت فعالية ”صنعت بيدي“ إلى تسليط الضوء على إبداعات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز مشاركتهم في المجتمع. كما أنها تساهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي بهذه الفئة المهمشة.
شاركت في الفعالية عدد من الفتيات من فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، وهن: شهربان آل عطية، أمنة ال حيدر، فاطمة آل شهاب، أبرار الحريفي، زهراء الناصري، تحيات آل شوكان. وقد برعن في تقديم أعمالهن التي عكست مهاراتهن الفنية وإبداعهن. لاقت أعمالهن استحسان الحضور، الذين أشادوا بجهودهن وقدراتهن.
تجسد فعاليات مثل ”صنعت بيدي“ إصرار الأفراد ذوي الإعاقة على تحدي التحديات وتحقيق النجاح. وتعزز أهمية الدعم المجتمعي لتمكين هؤلاء الأفراد من الاندماج في المجتمع. تعد هذه الفعاليات خطوة مهمة نحو تعزيز مكانة الأفراد ذوي الإعاقة في المجتمع.
هنا بعض التوصيات التي يمكن أن تساعد في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة من ضمنها: فتح المزيد من المراكز والمعاهد المتخصصة في تدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة. توفير فرص العمل والتدريب لذوي الإعاقة. تعزيز الوعي المجتمعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة واحتياجاتهم.
بالإضافة إلى التوصيات العامة المذكورة أعلاه، يمكن اتخاذ بعض الخطوات المحددة لتحسين مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، ومنها: توفير المرافق العامة والبنية التحتية التي تراعي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة. تشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة على المشاركة في الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية.
إن تحقيق مجتمع أكثر شمولاً يتطلب التزامًا من جميع أفراد المجتمع. من خلال دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، يمكننا أن نساعد في بناء مجتمع أكثر عدلاً وتكافؤًا للجميع.
في الختام، نشكر المعلمات والاخصائيات الاجتماعيات على تعليم وتثقيف الفتيات ذوات الإعاقة، ونثمن الجهود المبذولة لتحقيق هذا الإنجاز. كما نقدر القائمين على الفعالية التي ساهمت في جعلها تجربة مميزة للفتيات وأسرهن، وأخص بالذكر الأستاذة مريم محمد الدخيل، التي كرست حياتها لرعاية هذه الفئة، وكانت بمثابة الأم والصديقة لهن. لقد أحببتهن فأحبنها، وتعلقن بها كثيرًا.
كما أشكر القائمين على هذه الفعالية الرائعة، التي أسعدت قلوب أصحاب الاحتياجات الخاصة وأولياء أمورهم. لقد رأيت سعادة وفرح هؤلاء الفتيات وآبائهن وأمهاتهم، وهم يشاهدون إنجاز بناتهن. فكل الاحترام والتقدير لصبرهم وتعبهم وجهودهم المبذولة في رعاية بناتهن. فجزاهم الله خيرًا وإحسانًا، وجعل أعمالهم في ميزان حسناتهم.. ونتطلع إلى مزيد من الدعم لبناء مجتمع أكثر عدلاً وتكافؤًا.