القرآن والإبداع في الفنون «4»
وهناك من الروايات والأحاديث ما يطمئن له القلب في سلامة القرآن من أي تحريف.
”أحاديث العرض على كتاب الله: لقد جاءت الأحاديث الصحيحة تنص على وجوب عرض الخبرين المتعارضين، بل مطلق الأحاديث على القرآن الكريم، فما وافق كتاب الله أخذ به وما خالفه أعرض عنه، فلولا أن سور القرآن وآياته مصونة من التحريف ومحفوظة من النقصان ما كانت هذه القاعدة التي قررها الأئمة من أهل البيت الطاهرين، آخذين إياها من جدهم رسول الله ﷺ، ولا أمكن الركون إليها والوثوق بها.“ [1]
وهناك أحاديث تسجل ما ورد من الأجر والثواب في قراءة سور من القرآن في الفرائض والمستحبات ما يدلل على عدم تحريف القرآن.
”الأحاديث الواردة في ثواب قراءة السور في الصلاة وغيرها: لقد وردت طائفة من الأحاديث في فضيلة قراءة القرآن الكريم في الصلوات وغيرها، وثواب ختم القرآن وتلاوته في شهر رمضان وغير ذلك، فلولا أن سور القرآن وآياته مجموعة مؤلفة ومعلومة لدى المسلمين لما تم أمرهم بذلك، ولو كان قد تطرق النقصان في ألفاظ القرآن لم يبق مجال للاعتماد على شيء من تلك الأحاديث والعمل بها من أجل الحصول على ما تفيده من الأجر والثواب، لاحتمال أن تكون كل سورة أو كل آية محرفة عما كانت نازلة عليه“ [2]
لذا لا بد أن نفتخر كأمة مسلمة بهذا المخزون المعرفي الذي هو القرآن الكريم، والذي هو معجزة النبي الأعظم ﷺ صاحب العدالة الخالدة ومن ضمن عدالته:
”أعاد... اليهود إلى موقعهم الطبيعي كأي من السكان الآخرين في الجزيرة العربية... وتمتعوا بحماية الإسلام وحرية العقيدة والعيش الكريم أسوة بالمسلمين والمواطنين الصالحين.“ [3] فالإسلام هو ركيزة أساسية لتقوية كل الأديان
قال الإمام علي : «إن هذا الإسلام دين الله الذي اصطفاه لنفسه، واصطنعه على عينه، وأضفاه خيرة خلقه، وأقام دعائمه على محبته» [4]
والصحيح ما ذكرناه من أن ضعف الإسلام هو ضعف للأديان السماوية “ [5]
”الرأي الإسلامي المستفاد من المصادر الإسلامية في هذا المجال فهو: أن الدين ولد مع الإنسان على البسيطة، إذ أن الإنسان الأول على الأرض وهو آدم كان نبي الله وداعيا للتوحيد، وأما الأديان المشتركة، فإنها وجدت نتيجة التحريفات والتشويهات والعمل بالأهواء والأذواق والمطامع الفردية والجماعية“ [6]
ومع كثرة التفاسير والمراجع العلمية والمؤسسات التي تعنى بالمصحف الشريف، ولله الحمد يوجد الآن مراكز لدراسة القرآن قراءة وتجويدا وحتى دراسة المقامات وعلوم القرآن في كل بلد وكلها خير وبركة، قال الإمام علي ”تجلى بالتنزيل أبصارهم ويرمى بالتفسير في مسامعهم“ أي يعودون إلى القرآن وتدبره فينكشف الغطاء عن أبصارهم فينهضون إلى الحق كما نهض أهل القرآن عند نزوله. [7]
ولله الحمد والمنة يوجد حركة وساحة واسعة من التفاسير متنوعة الأفكار والأهداف والآراء اللغوية والثقافية والتاريخية والعلمية والقصصية تعطي للمتتبع ما يريد بحثه في هذا الموروث الرباني.
”يقول السيد الخوئي قدس سره: «التفسير هو إيضاح مراد الله تعالى من كتابه العزيز، فلا يجوز الاعتماد فيه على الظنون والاستحسان، ولا على شيء لم يثبت أنه حجة من طريق العقل، أو من طريق الشرع، للنهي عن اتباع الظن، وحرمة إسناد شيء إلى الله بغير إذنه قال تعالى: ﴿قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾[8] وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾[9] “ [10]