آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 11:51 ص

صالح العواد والنبل الإنساني

جعفر الشايب *

وقع بين يدي كتيب تعريفي بسيرة المرحوم صالح بن عبد الله العواد تحت عنوان ”محطات إنسانية في حياة الراحل صالح بن عبد الله العواد“، الذي تقلد عدة مناصب رسمية كان آخرها وكيلا مساعدا لإمارة منطقة عسير، وشدني في مادة هذا الكتيب ما كتب عن الراحل من سيرة عطرة وشهادات عديدة، توثق لمسيرة ملؤها الإخلاص والعطاء والبذل والتفاني.

وأبرز ما يلفت انتباه المتصفح لهذه السيرة الطيبة تنوع المشاهد الإنسانية التي يقدمها مع مختلف أصناف الناس ممن تعاملوا معه واحتكوا به، حيث كان تعامله مع الجميع على نفس القدر من الاحترام والتقدير مهما علت أو دنت مكانة الشخص، ولم يفرق بين من يعرفه أو لم يعرفه من مراجعيه، بل كان يتعامل معهم جميعهم بكل أريحية وتعاون ومساندة.

القصص الواردة في الكتيب والشواهد عديدة ومتنوعة جدا، تصلح كل واحدة منها أن تكون درسا يستفاد منه في الإدارة والخدمة المجتمعية والتواصل الإنساني الفعال. فمن بين القصص الرائعة الإنسانية التي لفتت انتباهي ما كتبه الأستاذ محمد فهيد السبيعي «مدير مدرسة» في أنه رغب في العمل في إمارة عسير خلال فترة الصيف من أجل أن يجمع له مالا لشراء سيارة، فذهب للمرحوم صالح العواد وأخبره بمراده، فعين له مكتبا للعمل، وصار يصرف له راتبه من ماله الخاص دون أن يشعره بذلك إلى انتهت فترة عمله الصيفي، وحقق مبتغاه، ولم يعلم بذلك إلا من بعض زملائه في العمل.

قصص كثيرة احتواها الكتيب تعبر عن مواقف إنسانية متميزة، تجاوز فيها المرحوم الأعراف السائدة وقدم نفسه داعما ومساندا لأبناء مجتمعه، ولكل من طلب منه خدمة، حتى لو كانت خارج مجال عمله، فلم يأل جهدا في أن يوظف علاقاته ومعارفه لمعالجة مشكلة مواطن تعرض لمشكلة إدارية أو ضائقة مالية أو غيرها من الأمور التي تمر على عموم الناس.

وجدت في هذا الإنسان - من خلال قراءتي لشهادات من تعامل معه - أنموذجا متميزا للمسؤول الذي يتعاطى مع عمله بروح النظام وبتحقيق المصالح العليا للإدارات من خلال تفهم حاجات المواطنين والتعامل معها بكل إنسانية وتسهيل الإجراءات للوصول لحلول ومعالجات تتجاوز الإجراءات والتعقيدات البيروقراطية التي قد يتعذر بها البعض.

هذه الصورة الجميلة والمؤثرة تكررت بكل تفاصيلها الرائعة عندما التقيت وتعرفت على أخ المرحوم الشخصية الاجتماعية المحبوبة والمتواضعة الأستاذ ناصر بن عبد الله العواد رئيس ”مؤسسة عطاء ووفاء للوطن“ التي تقوم بتكريم الشخصيات الوطنية في مناسبات مختلفة وتدعم العاملين في خدمة هذا الوطن ورفعة شأنه. فنعمت الأسرة الكريمة، ونعمت الجهود الإنسانية المباركة.