آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

القطيف.. ”أدونيس“ يجمع الأدباء والشعراء في منزل الإعلامي ”نصرالله“

جهات الإخبارية نوال الجارودي - القطيف

شهد منزل الكاتب والإعلامي وعضو مجلس الشورى السابق، محمد رضا نصرالله، بمحافظة القطيف، يوم شعري مميز، حيث حضر عدد من أدباء وشعراء المنطقة للاستمتاع بالأداء الشعري.

وتميز الحدث بحضور الشاعر الكبير أدونيس، بالإضافة إلى الشاعر شوقي بزيع والشاعر قاسم حداد والشاعرة بروين حبيب والاديب نجم عبدالكريم، ومجموعة من الشعراء والأدباء من القطيف والأحساء.

واستمتع الحضور بمجموعة من القصائد الشعرية والتي صدح بها الشعراء: حوراء الهميلي، رباب السماعيل، فاطمة الدبيس، رائد الجشي، محمد الماجد وعلي سباع، وتلا ذلك مداخلة للأكاديمية والناقدة الدكتورة سماهر الضامن.

وعبر الحضور عن إعجابهم بجودة الأداء الشعري الذي قدمه الشعراء والشاعرات الحاضرون، وأشادوا بالمستوى الفني الرفيع الذي تميز به الحدث.

وعبر الشاعر أدونيس عن إعجابه بالتجارب الشعرية النسائية، مشيراً إلى أن الصوت الشعري القادم في العالم العربي سيكون من جهة الأنثى، حيث تمثل الصوت الداخلي الحميم الذي يميز كل فرد عن الآخر، وصانعاً فرادته.

وأضاف أن هذا العالم الخاص بفراسته وأفقه العنيف الداخلي ومشكلاته العاطفية، ما زال مكبوتاً في الثقافة العربية، وأن الثقافة العربية ما زالت ذكورية.

وأكد أدونيس أن التفرد والكشف الجديد الذي ننتظره سيأتي من المرأة، وأن المعنى العميق المخبوء بدأ يظهر في شعر المرأة العربية الشابة، وليس في شعر الرجل.

وأشار إلى أنه إذا قورن شعر الجيل الحالي بجيل ما سُمّي الحداثة، فإنه يُفضّل شعر المرأة العربية، التي سبقتنا بكثير في الكشف عن المعاني العميقة والمخبوءة في الشعر.

وختم أدونيس حديثه بالدعوة لتكرار الثقة بصوت الأنوثة المقبل والاستمرار في تشجيع المرأة العربية على التعبير عن ذواتها ومشاعرها وأفكارها من خلال الشعر والأدب، وذلك لتعزيز التفرد والتنوع الثقافي في المجتمع.

وقدم أدونيس نصيحة للشباب بالابتعاد عن المتابعة العمياء للآخرين والاستقلالية، وفي المقابل، شدد على أهمية القراءة وضرورة إعادة النظر في طريقة قراءتنا.

وأضاف أن الأزمة الحقيقية في الثقافة العربية ليست في الكتابة، وإنما في القراءة، حيث إننا لا نقرأ بشكلٍ جيد، وذلك لأننا نقرأ بتركيز على أنفسنا ولا ننتبه بشكلٍ كافٍ للنص في ذاته، بل نركز على صاحب النص وانتماءاته، وأحيانًا نُفضِّل الانتماءات المذهبية المتماشية مع آرائنا.

وأكد أدونيس أنه يجب علينا إعادة النظر في قراءاتنا والتركيز على النصّ في ذاته ولذاته، بعيدًا عن الانتماءات والتحيزات الشخصية، وهذا يتطلب جهدًا جديدًا وإدراكًا عميقًا للقراءة الجيدة.

من جانبه، رحب الكاتب والإعلامي محمد رضا نصر الله بالضيوف الذين شرفوا منزله، وأعرب عن سعادته الكبيرة بزيارة الشاعر العالمي أدونيس وحضور نخبة من مثقفي وأدباء وشعراء وأديبات وشاعرات القطيف والأحساء، وقد أمتعه ضيوفه بنماذج من نصوصهم الشعرية.

وأكد نصر الله أن حضور أدونيس في بيته يشكل حدثًا لافتًا في تاريخ القطيف الثقافي، مشيرا إلى تعليق الشاعر جاسم الصحيح الذي قال إنه قبل 70 عامًا، سألت الدكتورة بنت الشاطئ مع زوجها الشيخ أمين عن القطيف، وبعد 70 عاماً جاء الشاعر العالمي أدونيس إلى القطيف، وهو ما يجعلنا نشعر بالفرحة وأنا أرى احتفاء الادباء والشعراء بهذا الشاعر الكبير.

وأشارت الدكتورة سماهر الضامن خلال كلمتها إلى أن الحراك الشعري الحداثي تعرض لانتقادات شديدة في الماضي، حيث اعتبره بعضهم تخريباً للغة وللشعر الكلاسيكي، ولم يتم التركيز على الإبداع والصور والإنجازات اللغوية للشعراء، ولكن بعد قدرته على البقاء والتطور، أصبح الحراك الحداثي رمزاً وأيقونة، ويجب احترامه اليوم واحترام رواده ورموزه.

ورحبت في ختام كلمتها بالشاعر أدونيس والفنانين والشعراء الذين شرفوا الحضور في المحفل الأدبي بالقطيف، معبرة عن أهمية هذه الزيارة في تجاوز الحزن والارتياب من الحراك الحداثي، والتعبير عن الاحترام لرواده ورموزه.

وأشار الأديب الكويتي نجم عبدالكريم إلى أهمية القراءة والتفكير والثقافة في المنطقة الشرقية، وقال إنه قرأ أدب القطيف والمنطقة الشرقية بشكل عام.

وقال أنه يأمل في التواصل مع المثقفين والأدباء والشعراء في المنطقة، وأنه يحمل الكثير من العلاقات والصداقات في القطيف ويتمنى أن يلتقي بكل من يعرفهم هناك، بما في ذلك الشيخ حسن الصفار الذي وصفه بأنه رجل مثقف وقارئ ممتاز.

وأعرب عن أسفه لعدم تمكنه من لقاء الشيخ الصفار في هذا المهرجان، مؤكداً أنه سيكون سعيداً لو أنه التقى به وسلم عليه.

وختم الأديب الكويتي حديثه بالتأكيد على أهمية الثقافة والأدب والشعر في حياته، وعلى أهمية التواصل بين المثقفين والشعراء والأدباء من مختلف المناطق والثقافات.

وبين أن المهرجانات الثقافية تعد فرصة لتبادل الخبرات والآراء وتعزيز التعاون والتعارف بين المبدعين في مجال الأدب والفن، وتشجيع المواهب الصاعدة ودعمها للوصول إلى أعلى المستويات في مجال الإبداع والتميز.

وأعرب عن أمله في أن يستمر هذا المهرجان وغيره من المهرجانات الثقافية في المنطقة الشرقية في تعزيز الحب والثقافة والأدب والشعر وتوسيع دائرة التواصل والتعاون بين المبدعين من مختلف المناطق والثقافات.

ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من الفعاليات الثقافية التي ينظمها الاعلامي محمد رضا نصرالله في منزله بالقطيف، بهدف إثراء الحركة الثقافية والأدبية في المنطقة، وتقريب الشعر والأدب إلى الجمهور.

وعبر الحضور عن سعادتهم بتنظيم هذه الفعالية الثقافية، وتقديم مثل هذه الأمسيات الشعرية التي تعزز التواصل والتفاعل بين الأدباء والشعراء والجمهور.