عُزُوْمُ الْجُدُوْدِ
عُزُوْمُ الْجُدُوْدِ
بِلَادِيْ بِقَلْبِيْ مَلَكْتِ هِيَامَا
وَصُغْتُ إِلَيْكِ ضُرُوْبًا خِتَامَا
دَرِبْتُ عَلَىْ مَا هَدَتْهُ تِلَالٌ
وَبَانَتْ رُبُوْعٌ وَأَبْدَتْ كِرَامَا
وَفَاضَتْ بِهَا مَا حَوَتْ مِنْ كِبَارٍ
وَشَدَّتْ بِرَفَعٍ وَكَانَتْ حِزَامَا
شَمَمْتُ هَوَاهَا وَقَرَّتْ عَلَيْهَا
عُزُوْمٌ بِمَاضٍ وَمَدَّتْ قِدَامَا
وَبَاتَتْ تَحُوْمُ عَلَيْهَا سِمَاتٌ
فَنَالَتْ بِهَامِنْ عَلِيٍّ مَقَامَا
وَصَاغَتْ شَبَابًا بِعِلْمٍ تَبَارَوا
بِمَا كَانَ مِنْهُمْ وَحَازُوا وِسَامَا
وَكَمْ جَاوَبَتْ مِنْ شُجُوْنٍ طَوَتْهَا
عَلَىْ مَا حَذَاهَا وَأَضْحَتْ حِمَامَا
وَهَزَّتْ قِفَارًا بِمَا قَدْ لَظَتْهُمْ
وَأَفْضَت بَوَادٍ وَصَاروا يَتَامَا
فَيَا مَوْطِنًا قَدْ رَعَاهُ رِجَالٌ
حَوَاهُمْ رُفَاتًا خَفَاهُمْ نِيَامَا
عَشِقْتُ نَخِيْلًا عَلَيْهَا رَدَاهَا
زَمَانٌ بِوَضْعٍ تَرَاءَتْ رُكَامَا
وَغَارَتْ عُيُوْنٌ عَرَاهَا هَمَالٌ
عَسَاهَا تَعُوْدُ فَصَارَتْ حِطَامَا
سَيَبْقَىْ بِهَا مَا بَنَاهُ الْجُدُوْدُ
مَنَارٌ بِرَفْدٍ يَجُوْلُ قِيَامَا
وَطَافُوا جُسُوْرًا ثَرَاهَا شُمُوْخٌ
تَبَاهُوا بِفَخْرٍ وَطَالُوا سَنَامَا
وَأَبْدُوا بِمَا كَانَ مِنْهُمْ وَمَالُوا
إِلَىْ مَا سَقَاهُمْ وَعَادُوا تَمَامَا
فَهُمْ مَنْ أَشَادُوا بِعِلْمٍ صُرُوْحًا
وَ زَالُوا صِعَابًا وَ عَافُوا مَنَامَا
بَنُوْهَا رِجَالٌ رَعُوْهَا بِهَامٍ
لِمَا بَانَ مِنْهُمْ وَ صَابُوا سِهَامَا
تَلَاقُوا بِمَا قَدْ هَدَتْهُمْ حِمَالٌ
وَعَادُوا عَلَيْهَا تَخَطُّوا ظَلَامَا
نَطُوْفُ بِشَوْقٍ لِمَا قَدْ وَفَانَا
وَنَحْنُوا لِمَاضٍ كَفانَا مَلَامَا
تَعَالَتْ بِلَادِيْ بِبَيْتِ الْإِلَهِ
وَزَانَتْ بِطَهَ وَحَازَتْ كِرَامَا
فَلَيْسَ لِأَرْضٍ لَهَا مِنْ مَثِيْلٍ
بِمَا قَدْ حَبَتْهُ وَطَالَتْ عِظَامَا