آخر تحديث: 1 / 5 / 2024م - 11:08 م

في تأبين الراحل آل رضي الشيخ الصفار يدعو لبث ثقافة حب الناس واحترام أشخاصهم وأدوارهم

جهات الإخبارية

قال الشيخ حسن الصفار: إن الدين يأمرنا ببث ثقافة حب الناس والإحسان إليهم واحترام أشخاصهم وأدوارهم.

وتابع: العقل والنصوص الدينية يؤكدان أن من أحب الناس واحترمهم أحبوه واحترموه.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها ضمن حفل تأبين الكاتب والناشط الاجتماعي المهندس علي أحمد آل رضي في مسجد المحسن بسيهات، مساء الأسبوع الماضي.

وأوضح الشيخ الصفار أن المؤمن لا يعرف بالتزامه العقائدي أو العبادي فقط، بل بانعكاسها على سلوكه وتصرفاته.

وأبان أن الناس حينما يتحدثون عن المؤمن يتصورونه بصفات المصلي المتعبد، لكن النصوص الدينية تتحدث عن انعكاسات الإيمان والعبادة على حياة الإنسان المؤمن.

مستشهدًا بالحديث الوارد عن النبي ﷺ: «المُؤمِنُ يألَفُ ويُؤلَفُ ولا خيرَ فيمَنْ لا يألَفُ ولا يُؤلَفُ وخيرُ النَّاسِ أنفَعُهم للنَّاسِ».

وتابع: النبي ﷺ في هذا الحديث يضع مسطرة للإيمان ولصفات المؤمن.

وأضاف: فالمؤمن «يألَفُ» أي ينفتح ويقترب وينسجم مع الناس، «ويُؤلَفُ» أي أن الناس يقتربون منه وينفتحون عليه، وينسجمون معه.

وبيّن أن النبي ﷺ يصف الإنسان المنفِّر القليل الجاذبية الذي لا يجتذب النفوس، ولا ينجذب إلى الآخرين بأنه ”لا خير فيه“ وإن تعبد أو تهجد.

وعن مقياس الخيرية قال إن الحديث يبين ذلك في قوله ﷺ: «خيرُ النَّاسِ أنفَعُهم للنَّاسِ».

اكتساب الخيرية

وأشار إلى أهم المكتسبات التي إن تحصل عليها الإنسان أصبح من خير الناس، أهمها محبة الناس، بأن يشعر الإنسان في أعماق قلبه بالحب لمن حوله، من أبناء مجتمعه وكافة الناس.

وتابع: ومن الصفات التي تؤهل الإنسان ليكون من خير الناس احترام الآخرين، وعدم الاستهانة بهم أو الاستنقاص منهم.

وأضاف: كما أنك تحب أن تُحترم ينبغي أن تحترم الآخرين، حتى يسود سلوك وثقافة الاحترام في المجتمع.

وأوضح أن الإنسان المريض هو من يرى وكأن أهم عمل في المجتمع هو عمله، ولا يرى للأعمال الأخرى قيمة وتأثيرا. مؤكدًا أن المطلوب هو احترم أشخاص الآخرين وأدوارهم.

وقال: إن المجتمع يعيش حالة من التكامل بين مجالات الديني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والإعلامي كمنظومة متكاملة.

وتابع: العاملون في المجتمع ينبغي أن يركزوا على هذه الفكرة والحقيقة.

وحث في كلمته على الإحسان إلى الآخرين كطريق للوصول للخيرية، مؤكدًا أن الإحسان يكون بالكلمة الطيبة، وبالابتسامة، وبكل عمل يدخل السرور على الآخرين ويبين تقديرك لهم.

وأشار إلى أن الفقيد آل رضي كان محبًا للناس ومحترما لأدوارهم، ولم يتأخر في الإحسان لهم، لهذا أحبه الناس، واحترموه وحزنوا لفقده.

وتابع: ونحن نؤبن صديقنا الراحل يجب أن نستحضر هذه الصفات ونستفيدها من سيرته رحمه الله.

نحن محظوظون

وفي موضوع متصل قال الشيخ الصفار أن علماء اليوم محظوظون بمن حولهم من الكفاءات الطيبة المخلصة.

وتابع: علماؤنا في الماضي كان من حولهم أُناس يتّصفون بالطيبة والتدين، لكنهم في الغالب لا يحملون مستوى الوعي والتصدي وتحمل المسؤولية التي نجدها الآن في كثير ممن حولنا من الأصدقاء الكفوئين العاملين بإخلاص كالفقيد الراحل رحمه الله.

وبيّن أن الجيل الذي نعيش معه من الشباب الذين يتحملون مسؤولية المساجد والحسينيات والأندية وسائر شؤون المجتمع هم أفضل ممن سبقهم من حيث المجموع، وهم نعمة كبيرة على الوطن والمجتمع والدين.

يذكر أن الراحل آل رضي توفي إثر أزمة قلبية مفاجئة أثناء زيارة لمدينة النجف الأشرف صباح الأربعاء 20 شوال 1444ه الموافق 10 مايو 2023م.

والمرحوم آل رضي ناشط اجتماعي دخل في عضوية العديد من اللجان الاجتماعية، منها ملتقى سيهات الاجتماعي، وهو عضو مؤسس في مجموعة مشاة سيهات، وعمل مهندسا كهربائيا في شركة الكهرباء السعودية إلى حين تقاعده، وعُرف عنه مقالاته الرصينة التي عالج فيها جملة من القضايا الاجتماعية.