آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 9:08 م

ما الفرق بين المرأة المتسلطة والقوية؟

الدكتور جاسم المطوع *

ما هي مواصفات المرأة القوية؟ بحثت كثيرا في النت في الإجابة على هذا السؤال، وكانت أكثر الروابط تتحدث عن قوة المرأة في السياسة ويضربون المثل بمارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا سابقا، أو المستشارة الألمانية السابقة انجيلا ميركل، أما في الاقتصاد فيضربون المثل بانديرا نوبي الرئيسة التنفيذية لشركة بيبسيكوا التي رفعت أرباح الشركة 80%، ولكن الغريب في المقالات والأبحاث الموجودة أنها لم تتطرق لقوة المرأة في مجال التعليم أو التربية أو الأسرة أو حتى في الجانب الأخلاقي والسلوكي والنفسي أو الإيماني.

فهناك صفات معروفة للمرأة القوية، مثل أن تكون صابرة، وتتحمل الأزمات والمصائب، وتكون مستقلة تعتمد على نفسها، ولديها ثقة عالية بذاتها وقدراتها، وتحسن اتخاذ القرار، فهذه هي أبرز صفات المرأة القوية، ولكن هناك صفات أخرى مهمة لا تذكر بالمواقع الأجنبية، مثل قدرتها على الحب والعطاء، وتحليها بخلق الحياء، وحبها للنمو والتعلم، وأنها تحسن إدارة عواطفها وتتحكم بمشاعرها، وتمتلك نفس راضية بقضاء الله، وعلاقتها بربها قوية في صلاتها ودعائها وذكرها، كما أنها متفانية في تربية أبنائها، ومضحية من أجل أسرتها وبيتها ومطيعة لزوجها، فهذه الصفات لا يحسبها الباحثون من قوة المرأة.

فأمي وأمك من النساء القويات، ولكن لا نجد ذكرهن بالإنترنت عند البحث، وهناك كثير من النساء القويات يفضلون الصمت والعمل بخفاء لا يعرفهن كثير من الناس، فالقرآن الكريم ضرب لنا مثلا في «بلقيس» وهي نموذج لقوة المرأة السياسية، أما السيدة «خديجة» رضي الله عنها فهي نموذج لقوة المرأة الاقتصادية، ومع ذلك أحسنت إدارة بيتها وتربية أبنائها والوقوف مع زوجها فهذه هي القوة الحقيقة، ونموذج «مريم» فهي نموذج للفتاة القوية، التي واجهت قومها بكل شجاعة واستعانت بربها، عندما كانت تحمل عيسى وهي فتاة صغيرة.

أما «هاجر» فهي نموذج مميز للمرأة القوية فعندما أخبرها إبراهيم بأنه سيتركها وحيدة بالصحراء القاحلة مع طفلها الرضيع، وليس لديها طعام ولا شراب، ومع هذا قبلت ولم تعترض عندما علمت أن الله أمره بهذا وقالت كلمتها الشهيرة «اذهب لن يضيعنا الله»، وكان من ثمار صبرها وتحملها وطاعتها أن رزقها الله تعالى بماء زمزم لها وللناس جميعا إلي قيام الساعة، وجعل سعيها بين الصفا والمروة ركنا من أركان العمرة والحج، فيقتدي بها الرجال والنساء ليتعلموا صفات المرأة القوية في طاعة ربها وزوجها وتربية أبنائها وانجازها وعملها، فهذا هو تعريف المرأة القوية عندنا.

وهناك فرق بين المرأة القوية والمرأة المتسلطة، فالقوة علامة إيجابية وهي صفة جيدة لو استخدمت بطريقة صحيحة، أما التسلط فهي صفة سلبية ليس فيها احترام للآخرين من خلال حب التحكم بهم، فالمرأة المتسلطة ترى نفسها دائما على الصواب والآخرين على خطأ ولا تسامح بسهولة، وغالبا تكون مغرورة ولسانها سليط وسريعة الغضب، والبعض يخلط بين الشخصية القوية والمتسلطة، فالقوة ليست تسلط لأن القوة ليس فيها تحكم بالآخرين وإنما فيها ذكاء في استيعاب الآخرين واحتوائهم.

وحتى تعالج المرأة المتسلطة نفسها لتكون متعاونة عليها بثلاثة أمور، الأولى عند شعورها بالتسلط على الآخرين عليها أن تلتزم الصمت ونشغل نفسها بما هو مفيد، والحل الثاني عندما تتحاور مع الآخرين تستخدم أسلوب تقديم الإقتراح وليس فرض الرأي، والحل الثالث أن تشعر الآخرين باحترامهم وثقتهم لأنفسهم، وأخيرا عليها أن تجلس مع نفسها عندما تشعر بتسلطها وتسترخي وتحاسب نفسها حتى لا تكرر نفس التصرف مرة أخرى.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
فاطمه شلي
[ تاروت ]: 24 / 5 / 2023م - 11:16 ص
احسنت دكتور جاسم موضوع ياريت الناس تقراءه وتعرف الفرق
2
لقمان الحكيم
[ القديح ]: 25 / 5 / 2023م - 3:17 م
في هذا الزمان و بسبب الغزو الثقافي الذي نشر الافكار النسوية على نطاق واسع في مجتماعتنا ، صارت المراة تفتخر بين قريناتها ليس فقط انها متسلطه ، بل انها هي الامر الناهي في المنزل و ان الزوج لا يعدو ان يكون مجرد خاتم في اصبعها ...

اذا كنا نريد ان نعيد للمراة المؤمنة رونقها ، فاول ما يجب ان نفعله هو التخلص من الافكار النسوية و الرجوع لكلام رب العالمين في القران الذي قرن "صلاح الزوجة" بكونها "قانتة للزوج" ...اما غير ذلك فما هو الا عبث و سفسطة فكرية لا اكثر ...