ريانة برناوي: أول رائدة فضاء سعودية
نقلت لنا الأخبار بأن فضاء الأرض الخارجي سيستقبل هذه الليلة مجموعة من الزوار، ومن بينهم زائرين سعوديين. وهذا ليس بالجديد فقد استقبل الفضاء من قبل زائرا سعوديا هو الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي. لقد مضى 37 سنة على رحلته، وربما هناك من السعوديين من ولد بعد هذه الرحلة لا يعرف عنها شيئا، وإن كان يعرف، فمعلوماته محدودة عن تلك الرحلة وماذا حقق فيها الأمير سلطان من إنجازات. أما الليلة فحتما ستكون الرحلة AX مختلفة عن بقية الرحلات، فمن بين مجموعة الرواد التي أقلعت بهم سفينة الفضاء الأمريكية سيكون من بينهم سعوديان هما ريانة برناوي وعلي القرني.
نحن اليوم أمام حدث تاريخي كبير، إذ ستسجل ريانة اسمها كأول سعودية تحلق حول الأرض. نعم هناك في الفضاء البعيد عن الأرض ستكون امرأة سعودية برفقة مجموعة من رواد الفضاء، وهذا حدث كبير في تاريخ الطيران الفضائي، فلن تكون برفقة أحد محارمها، ولن يكون عليها أي وصي غير خضوعها لنظام الرحلة واتباع وتنفيذ تعاليم قائد الرحلة.
كابن لهذا الوطن العزيز لا يسعني إلا أن أشعر بالفخر لأن امرأة سعودية أصبحت رائدة فضاء. فهذا إنجاز آخر للمرأة السعودية تثبت فيه أنها قادرة على القيام بمختلف المهام مهما كانت طبيعتها ونوعيتها، متى ما أتيحت لها الفرصة والدعم اللازم. هناك إنجازات مادية وغير مادية لهذه الرحلة، ومن ضمن هذه الإنجازات المعنوية اقتحام المرأة السعودية لعالم الفضاء فهي بهذا التحليق تؤكد أنها كإنسان وكأنثى تملك من الإمكانيات والقدرات والطموح ما يؤهلها لأن تقوم بما يقوم به زميلها الرجل، وأنها بصعودها نحو الفضاء تثبت بأنها لا تقل عن زميلها علي القرني.
حينما يتاح للمرأة السعودية الفرص، وتزال عنها العراقيل، ورفع عنها ما يعيق حريتها وإثبات ذاتها، فإنها لا تختلف عن نساء العالم، ولن تكون أقل منهن كفاءة وشجاعة. فالصعود للفضاء مهما بدى اليوم سهلا وبسيطا أمام أعيننا، إلا أنها رحلة محفوفة بالمخاطر وبها تحديات كثيرة، وتتطلب مهارات عالية، لا تكتسب إلا بعد اجتياز مرحلة تدريبية صارمة.
حينما حلقت المواطنة السوفيتية فالنتينا تاريشكوفا حول الفضاء وسجلت اسمها كأول امرأة ارتادت الفضاء في تاريخ البشرية، وقد ألهمت رحلتها الكتاب والشعراء، ومنهم الشاعر السعودي سعد البواردي حينما كتب قصيدته ”فالنتينا“ يناجيها بقوله:
فلنتينا.. يا زهرة الفولغا
يا بعثة الأرض إلى الفضاء..
وأنت تعبرين الكون
في مركبة الهواء
هل أبصرت عيناك شيئاً..
اسمه «الصحراء»؟!
كثبان رمل أحمر
يدعونه «الدهناء»..
غابات نخل..
اسمها القطيف و«الأحساء»
وبلدة ناعسة الجفنين.
اسمها «شقراء»..
تلك بلادي يا فلنتينا..
وها نحن اليوم نعيش إنجازا وطنيا بتحليق شابة سعودية حول بلادنا.. وسنناجيها هذه المرة، ونخاطبها يا ابنة الوطن.. يا ريانة.
”نحن فخورون بك“ ونتمنى لك لزميلك علي النجاح في مهامكم التي حملتوها معكم إلى الفضاء. اليوم وأنت يا ريانة تشاهدين الوطن كبقعة من بقاع هذه الأرض التي نتمنى أن يحافظ عليها الجميع، ويمنعون الدمار عنها، وأن تتوقف المحاولات لعسكرة الفضاء وجعله مصدر خطر على حياتنا نحن كبشر.
حلقي بسلام يا ريانة وعودي لوطنك مرفوعة الرأس بما أنجزت وبما ستنحزين من بعد رحلتك. وأن تكون هذه الرحلة بداية لأبواب جديدة تفتح في وجه المرأة السعودية