آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

أوطان المحبة تعزز الثقة

كاظم الشبيب

الأوطان عزيزة على سكانها ويحبونها، لأنها تولد مشاعر الأمان لهم، والحنين لأيام الطفولة فيها، وأمان تلك الفترة يزيد من شوقهم لها، لا سيما أن تلك الفترة من حياة المرء غالباً ما تكون بلا مسئوليات، والإنسان يكون فيها خالي الذهن من هموم الحياة، لأن أحمالها محمولة عنه من قبل والديه ومحيطه. والأوطان تعطي للمرء الأمان والاطمئنان لشعوره بأنه جزء منها وهي جزء منه.

وتكون الأوطان من مصادر الأمان عندما ينعم أهلها فيها بالثقة المتبادلة التي يزداد منسوبها عبر المودة والمحبة، بينما ينخفض منسوبها بالكراهية والنفور، بخاصة عندما تكون بين أهل الوطن الواحد بعض الجراحات المؤذية في تاريخهم القريب أو البعيد، حينها، هم بحاجة إلى فترة للتشافي بسلاح المودة وهرمون المحبة وبناء الثقة.

فالتودد يسمح للثقة، كما يقول الدكتور ديباك شوبرا، أن تنمو على الرغم من الجراح القديمة، ولكن نظراً للسنوات العديدة التي أمضيناها ونحن نبني دفاعاتنا، فإن هذا الشفاء لن يتم بسرعة. في الواقع، إن المرحلة الأولى من الشفاء تجعل شعورنا بالجراح القديمة وكأنها حديثة. فقط عندما تبدأ في الشعور بالأمان تسمح لك نفسك بالنظر إلى المخاوف التي كانت شديدة جداً من أجل مواجهتها.*

لذا تحتاج جميع الأوطان إلى بث روح التسامح والمودة بن سكانها على جميع المستويات الوطنية كالتعليم والرياضة والإعلام وغيرهم حتى تأمن الأوطان على نفسها من بغضاء الكراهية الاجتماعية ونتائجها المدمرة. وفي المقطع القصير المرفق عبرة ناعمة للتسامح وبناء المحبة بعنوان ”دين السلام“:

*الطريق إلى الحب، د. ديباك شوبرا ص 134