آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

هل تؤدي تغذية الأمهات النباتيات إلى انخفاض تركيزات هذه المواد لدى أطفالهن؟

الدكتور حجي إبراهيم الزويد * مقال مترجم

لا يؤثر النظام الغذائي النباتي على تركيزات حليب الأم من B2 فيتامين ب 2 والكارنيتين Carnitine, وهي العناصر الغذائية الأساسية للرضيع النامي. هذه هي نتائج دراسة أمستردام UMC, التي قدمت اليوم في الاجتماع السنوي الخامس والخمسين للجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز الهضمي وأمراض الكبد والتغذية لدى الأطفال «ESPGHAN».

وجدت الأبحاث أن الأمهات المرضعات اللواتي يتبعن نظاما غذائيا نباتيا مقارنة بالأمهات اللواتي يتبعن نظاما غذائيا يتبع فيه أكل اللحوم، لم يظهرن أي فرق في تركيزات الحليب البشري من فيتامين ب 2 أو الكارنيتين، على الرغم من العثور على هذه العناصر الغذائية في أعلى التركيزات في المنتجات الحيوانية.

باستخدام تقنية تفصل العينة إلى أجزائها الفردية وتحلل كتلتها، تتحدى هذه الدراسة الافتراضات القائلة بأن الوجبات الغذائية النباتية قد لا تكون كاملة من الناحية التغذوية، وأن الرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية للأمهات النباتيات قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بفيتامين ب 2 أو نقص الكارنيتين.

في السنوات الأربع الماضية، تضاعف عدد النباتيين في أوروبا وحدها.

أوضح الباحث الرئيسي، الدكتور. هانا يونكر: ”يؤثر النظام الغذائي للأم بشكل كبير في التركيب الغذائي للحليب البشري، وهو أمر مهم لنمو الطفل. مع ظهور الوجبات الغذائية النباتية في جميع أنحاء العالم، وأيضا من خلال الأمهات المرضعات، هناك مخاوف بشأن الكفاية الغذائية لحليبهن. […] لذلك، سيكون من المهم معرفة ما إذا كانت تركيزات الحليب من تلك العناصر الغذائية مختلفة في النساء المرضعات اللواتي يستهلكن نظاما غذائيا نباتيا.“

فيتامين ب 2 «ريبوفلافين» هو عامل مساعد مهم للإنزيمات المشاركة في العديد من المسارات البيولوجية. أظهرت الدراسات السابقة أن نقصا كبيرا في فيتامين ب 2 عند الرضع يمكن أن يؤدي إلى فقر الدم والمشاكل العصبية.

الدور البيولوجي الأساسي للكارنيتين هو في استقلاب الطاقة. يمكن أن يؤدي نقص الكارنيتين عند الرضيع إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى إمكانية اختلال وظائف القلب والدماغ. كما وجد سابقا أن تناول الكارنيتين وتركيزات البلازما اللاحقة أقل في أولئك الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية مقارنة بالأنظمة الغذائية آكلة اللحوم. حتى إن الدراسات السابقة تشير إلى أن بعض النساء المرضعات قد يحتجن إلى زيادة استهلاك منتجاتهن الحيوانية لتجنب أوجه القصور أثناء الرضاعة الطبيعية.

تشير هذه الدراسة إلى أن تأثير النظام الغذائي النباتي للأم في هذين العنصرين الغذائيين المهمين في الحليب قد يكون أقل أهمية مما اقترح سابقا.

في حين أبلغت الدراسة المقدمة عن انخفاض تركيزات الكارنيتين الخالي من المصل والأسيتيل كارنيتين لدى الأمهات اللواتي يتبعن نظاما غذائيا نباتيا، لم يكن هناك فرق ملحوظ في تركيزات الكارنيتين بالحليب البشري بين مجموعات الدراسة.

تعليقا على النتائج، د. يلخص يونكر: ”تشير نتائج دراستنا إلى أن تركيزات فيتامين ب 2 والكارنيتين في حليب الأم لا تتأثر باستهلاك نظام غذائي نباتي. تشير هذه النتائج إلى أن اتباع نظام غذائي نباتي لدى الأمهات المرضعات ليس خطرا على تطور نقص فيتامين ب 2 أو الكارنيتين لدى الرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية. هذه المعلومات مفيدة للأمهات المرضعات وأيضا لبنوك الحليب البشري المانحة، التي تجمع الحليب لتوفيره للرضع الخدج الذين لا يتلقون ما يكفي من حليب الأم.“

استشاري طب أطفال وحساسية