احتيال في اللحظة الأخيرة
قادتني صدفة بمدلولات غيبية تتجلى في أثر أعمال الخير على الإنسان.
بعد خروجي من عملي اليومي وفي خضم الأفكار والالتزامات راودتني فكرة المرور لمحل الأسماك الذي لم أزره منذ شهور بل منذ سنوات كوني أعتمد الطلب على الاتصال الهاتفي بمحل يوفر لي ما أحتاج مع خدمة التوصيل..
وأنا بين التفكير بين محل الأسماك وجدولي اليومي وجدت نفسي على باب المحل دونما أشعر. لفت انتباهي رجل يجلس في سيارته جهة الراكب متفاعلاً جدا ويحرك يديه دخلت المحل تجاذبت أطراف الحديث مع صاحبه واخترت ما أريد من سمك العندق والصافي وصاحب المحل يشير لزميله بأن ما طلبه الرجل الذي في السيارة جاهز..
لحظات وإذا به يدخل المحل وهو في حالة من الإرباك ويحادث زميله الذي كان ينتظره داخل المحل…تحدث مع هذا الرجل إنه يقول لي أن حسابك البنكي به عمليات احتيال؟
نظرت له وتابعت حديثه مع زميله وهو يقول احتيال!! يردد ويقول لا أدري لا أدري؟
باغته وبدون استئذان وبشكل لا شعوري!
أعطني الجوال؟
لمحت أن الرقم هو رقم جوال وليس رقما ثابتا سألته ما هي المشكلة؟
قال أنا من مكافحة الجرائم المعلوماتية وهذا الحساب به عمليات احتيالية …
قلت له كيف عرفت ذلك؟
قال من البرنامج!
قلت له ما اسم البرنامج؟
قال برنامج Microsoft Teams
هنا أيقنت حتماً أنها عملية احتيالية.
لأن برنامج Microsoft Teams هو برنامج تعليمي مخصص للدورس والمحاضرات التعليمية وليس له علاقة بما أشار له..
بعدها قلت له ما اسمك؟ ولماذا تتحدث من رقم جوال وليس من الرقم الرسمي للجهة التي تتصل منها؟
هنا أغلق السماعة في وجهي! ولاحظت أن هناك رسالة من أبشر في الرسائل النصية تحوي كود رقمي وهي الرسالة التي كان ينتظرها المحتال بعد أن أوهم صاحب الجوال بالحصول على رقم هويته وكلمة المرور لخدمة أبشر.. سلمت الجوال لصاحبه وقلت له كان بينك وبين تعرضك لعملية احتيال خط رفيع جدا ً!!!
قلت له هل تسمح لي بأن أوضح لك بعض النصائح:
1- لا تعطي أي شخص معلوماتك الشخصية مثل كود وتساب أو أبشر.. إلخ
2- احذر من التعامل مع أي شخص مجهول الهوية.
3- تأكد من رقم الاتصال وجنسية المتصل.
4- لا تتردد بالاستعانة بذوي الخبرة قبل التواصل مع هذه المكالمات وقبل اتخاذ أي إجراء.
بعدها قلت له مازحا ما هو العمل الجيد والكبير الذي فعلته أنت اليوم؟
فأنا لم أزر هذا المحل منذ سنوات وقادني هذا العمل إليك لأكون معك في هذا الموقف.
شكرني وعلامات الخوف والاستفهام والاستغراب تعلوا محياه بعد أن جلس مرتاحاً من هول الموقف.
يقول الإمام علي 
: فعل الخير ذخيرة باقية وثمرة زاكية.
