گمگم عصبك!
ما إن قرأ الأستاذ عبد الهادي كامل سلمان عبد الهادي آل حبيب - حفظه الله تعالىٰ! - ما كتبته تحت عنوان «لعب الشوتحي».. حتىٰ أرسل إلي أن «شوت/shoot» تأتي بمعنىٰ «ركل».. في اللغة الإنجليزية، فوعدته أن أذكر هٰذا في مقال لاحق.
ومع أن ما ذكرته من معنًى لـ «شوت».. ونحت لـ «الشوتحي» تحليل لا بأس به، إلا أن ما أشار إليه الأستاذ الكريم أقوىٰ وأجدر أن يؤخذ به!
وبناءً عليه، أنا أنزل عن رأيي السابق، وأقول برأيه؛ ف «شوت/shoot» كلمة دخيلة استعملناها في القطيف وغيرها، ويكون صوت «حي» كما ذكرت، وكان من «يشوت» يقول: حي! وبذٰلك يكون «الشوتحي» منحوتًا من كلمة دخيلة، وصوت «حي».
وما أسعدني إذا صوب لي أحد خطئي وصححه! إنني أسر بتصحيح ما أخطأت به وتصويبه سروري بصحة رأي تبنيته واستقامته!
أما أن أقف ممن يصوب ويصحح خطئي موقف العدو من عدوه، والخصم الفاجر من خصمه، فهٰذا الخلق ليس خلق من يبحث عن الحق.. أنىٰ وجده، لزمه وأخذ به.
أشكر أخي النبيل الكريم: الأستاذ عبد الهادي آل حبيب، علىٰ تسديدي، وأدعو له بالسعادة والتوفيق.
اليوم، أريد أن أعرض قول بعض القطيفيين «ومنهم المياسيون»: گمگم عصبك! وطاحت ركبك! وكنت فكرت في معناه كثيرًا، فلم أهتد إلىٰ شيء ذي بال، حتىٰ تزوجت حبيبة قلبي ونور عيني: دلال الحاج عبد الكريم العوامي - رحمها الله تعالىٰ رحمة واسعة بارة! - فسمعتها تقول: گام عصبك، بعد أن قلت لها: إنني أفكر في قول القطيفيين: ”گمگم عصبك! وطاحت ركبك!“... فقالت - رحمها الله! - ما فحواه: في القديح يقال: گام عصبك...! فعلمت أن گمگم = گام گام، وأن «گام» الثانية توكيد لـ «گام» الأولىٰ، وأن «گم» إسراع ب «گام».
و«گام عصبك = گمگم عصبك» بمعنىٰ: تشنج عصبك، وهو دعاء بالشلل والتشنج، كمن يقول من العرب: شلت يمينك!
ومعنىٰ «طاحت ركبك» واضح، فهو دعاء بوجع الركبتين ودائهما الذي قيل فيه:
وليس لداء الركبتين دواءُ
ومجموع الدعاءين ومعناهما دعاء بالكبر والعجز عن المشي والحركة؛ ولٰكن أكثر من يرددهما لا يعرف معناهما.. إنما يقولهما؛ لأنه سمعهما، وأعجبه لحنهما ووقعهما! تأمل موسيقىٰ «گُمْ! گَمْگَمْ عَصَبْكْ! أُطَاحَتِ اؐرْكَبْكْ!».. إنها موسيقىٰ جميلة، ووقع مطرب.
وهٰذا حال أكثر الناس، في كل مكان وزمان.. يقولون ويكررون ما لا يفهمون!!