لعب الشوتحي
كنتُ أسمع جدتي: زهراء بنت جاسم بزرون - رحمها الله تعالىٰ - تقول:... ولعب بهم لعب الشوتحي! فما الشوتحي؟!
«الشوتحي» من المنحوت، كأن تقول في «بسم الله الرحمٰن الرحيم»: بسملة، وفي «لا حول ولا قوة، إلا بالله»: حولقة... ومن هٰذا القبيل: الشوتحي.
نحت «الشوتحي» من فعل أمر «شوت/شوط».. وصوت «حِي»... وقد أدركت في «مياس» من إذا ركل أحدًا أو ضربه بيده مقبوضة مجموعة، قال: حي، مع كل ضربة أو ركلة.
وكان هٰذا الذي نقلت عنه صوت «حي» ممن تؤخذ منه اللهجة؛ إذ إنه لم يتأثر بمن خالطونا من بعدُ: من العرب والأمم الأخرىٰ، وأنا سمعته قبل نحو من ثمانية وأربعين عامًا، وكان عمره - رحمه الله تعالىٰ! - حينها أربعين عامًا.
هٰذا ما يخص صوت «حي».. أما ما يخص فعل «شات يشوت شوت»، فهو نفسه الفعل العربي القديم: شاط يشيط شط، بمعنى: احترق؛ تقول: شاط الشيء: احترق.. ومنه قولنا اليوم: شات/شاط الكورة/الكرة، أي: ركلها.
وقد أخذ «شوت/شوط» لمعنى «اركل» من جهة التعبير عن الركل القوي الصادر من الغضبان الذي يركل ركلًا قويًّا، ومنه ركل الكرة القوي السريع الذي يشبه ركل الغاضب المأخوذ في معناه معنىٰ «شاط» أي: احترق، والغاضب - مجازًا - محترق.
يبقىٰ أن الفعل القديم «شاط يشيط» يائي، والفعل الجديد «شاط/شات يشوط/يشوت» واوي، وهٰذا ليس أمرًا ذا بال؛ فحقيقة أحرف العلة واحدة، وهي تتعاقب في اللهجة الواحدة، فكيف باللهجات؟ وكيف بلهجة قديمة وأخرىٰ متأخرة؟!
والتاء في «شات» هي نفسها الطاء في «شاط».. وتفصيل ذٰلك يؤخذ من علم الأصوات، فلا أطلْ بشرحه هنا.
وبناءً علىٰ ما تقدم، يظهر جليًّا أن «لعب الشوتحي» مأخوذ منحوت من فعل «شوت» وصوت «حي».. ولٰكني أسأل: ما اللعب الذي كان سلفنا يلعبونه ويطلقون عليه: الشوتحي؟! أنا لا أعرفه؛ ولٰكن فيه ركلًا قويًّا، وفيه صوت «حي».. ولعله لعب يشبه لعب كرة القدم! فليسأل عنه مؤرخو الألعاب الشعبية في القطيف، كالأستاذ الدرورة.