آخر تحديث: 8 / 9 / 2024م - 12:11 ص

المستشفيات في المملكة هل تستوعب المرضى؟

حسن آل جميعان * صحيفة الشرق

يبحث بنو البشر دائماً عن الصحة لأنها كما توصف «تاج على رؤوس الأصحاء»، ولذلك هم يشعرون بالرضا كلما كانت صحتهم أفضل وأحسن حتى يتمكنوا من مصارعة الحياة التي ترهقهم يوماً بعد آخر، وهذا لا يتحقق إلا إذا وفر الإنسان لنفسه سُبلاً تمكنه من التمتع بالصحة الجيدة والحياة الكريمة، أبرز تلك السبل هي «المستشفيات» التي هي محور هذه المقالة القصيرة. يقدر عدد المستشفيات في المملكة بـ «408» مستشفيات حسب إحصائية عام 1430 للهجرة، وعدد السكان وصل في تلك السنة إلى أكثر من «25» مليون نسمة، وتجاوز عدد السكان في عام 1433 للهجرة حسب إحصائية وزارة الصحة «28» مليون نسمة، وأعتقد أن نسبة المستشفيات مازالت كما هي لم تتغير مع فارق نسبة السكان في المملكة، وتشير التقارير إلى ارتفاع معدلات النمو السكاني، حيث تصل إلى «3.3%» في السنوات القادمة، وسيصل عدد سكان المملكة عام 2020 ميلادي إلى قرابة «37» مليون نسمة، السؤال الذي يتبادر إلى الدهن: هل تعتقدون أن عدد المستشفيات والأسِرة كافٍ للمرضى، أم هناك حاجة مُلحة لعمل مزيد من المستشفيات حتى تتمكن وزارة الصحة من تجاوز المشكل الذي يتذمَّر منه المواطنون باستمرار وهو الملف الصحي؟

سأشير إلى قصتين حصلتا لي شخصياً في أحد المستشفيات الحكومية في المنطقة الشرقية حتى نستطيع من خلالهما تقدير حجم المشكلة والإجابة عن فرض السؤال في الأعلى.

القصة الأولى: «جهاز التكييف معطل»

كنا في زيارة إلى أحد الأصدقاء الذي كان منوماً فيه بسبب عارض صحي ألمَّ به مما أدى إلى إجراء عملية جراحية له، وبعد ذلك تم وضعه في الغرفة لمتابعة حالته الصحية، الغريب في الأمر أن القسم والغرفة التي هو فيها بلا تكييف، وهذا قد يسبب - لا سمح الله - للمرضى آثاراً سلبية في صحتهم وانتشار الأوبئة فيما بينهم.

القصة الثانية: «ألم الأسنان»

كلنا نعلم ماذا يعني ذلك الألم الذي تسببه! اضطررت في أحد الأيام للذهاب إلى نفس المستشفى للفحص على الأسنان التي كنت أعاني منها، وإذا بالموعد الذي قُدم لي بعد شهر وهناك مَن يتجاوز موعده الشهرين، أي إنسان يتحمَّل ألم الأسنان مدة شهر أو أكثر من الزمن، هذا الخلل ليس بسبب الأطباء في القسم فهم أيضاً يعانون ويتحملون ضغطاً كبيراً جداً مما يجعلهم يداومون عدد ساعات عمل تزيد على المقررة لهم، لكن كل هذا لا يحل المسألة لأنها بحاجة إلى خطة عملية سريعة لحل المشكلات التي تعاني منها وزارة الصحة، وذلك من خلال توفير مراكز متخصصة للأسنان فقط، لأن أمراض الأسنان تحتاج إلى علاج سريع، وفي نفس الوقت وليس بعد فترة زمنية طويلة ترهق المريض وتجعله في حالة صحية حرجة وقاسية. وعلى ذلك فإن وزارة الصحة تتحمَّل جزءاً كبيراً من المسؤولية للمحافظة على صحة المواطنين من خلال توفير مستشفيات أكثر وذات خدمات عالية وأسِرة تتناسب مع عدد السكان في المملكة، وزيادة عدد الأطباء في المستشفيات الحكومية لكي تجنب المواطنين جشع المستشفيات الأهلية بسبب التكلفة العالية التي يتحملها المواطن السعودي في حالة ذهابه إليها. وهذا لا يتحقق إلا بجميع الجهود وتضافرها لخدمة هذا الوطن الغالي علينا جميعاً.

إلى كل المرضى في هذا العالم، أتمنى لكم الشفاء والصحة والعافية.