آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

إعراب

زكي بن علوي الشاعر

كتبت إلى بعض الفضلاء: كيف تعربون اسم الجلالة من قول السيد جعفر الحلي رحمه الله تعالى:

اَلله! أيُّ دمٍ في كربلا سُفِكَا

لم يجرِ في الأرض حتى أوقف الفلكَا؟!

ويجوز أن يكون قوله رحمه الله: ”أي دم في كربلا سُفِكَ“ استفهامًا، وقوله: ”لم يجر في الأرض حتى أوقف الفلكَ“ خبرًا، وجملة مستأنفة، ويصح أن يكون قوله: ”لم يجر في الأرض حتى أوقف الفلكَ“ نفسه نعتًا لـ «دمٍ» في محل جر؛ فمن رسم البيت بالرسم السابق، فقد أصاب، ومن رسمه:

اَلله! أيُّ دمٍ في كربلا سُفِكَا؟!

لم يجرِ في الأرض حتى أوقف الفلكَا!

فهو مصيب أيضًا.

والكلام في إعراب اسم الجلالة «الله»...

أجاب سماحة الفاضل: الشيخ ميثم الخنيزي - يحفظه الله تعالى - وكتب: ”أنا أنصبه“، وأجاب الأستاذ عبد الباري الدخيل: ”منادًى مرفوع“، فكتبت إليه: إعراب كوفي.. فكتب إليَّ: ”إعراب تاروتي“، مع أنه يعلم أنني أنسب إلى تاروت، فأقول: تاريٌّ، بحذف لاصقة «وت».. كما حذف العرب لاصقة «ين» من «دارين» التي هي نفسها «تاروت» وقالوا: داريٌّ! وأجاب الأستاذ محمد رسول الزاير: الظاهر [أنه] مبتدأ.. ولم يقرأ آخرون الرسالة فيجيبوا، وعجلت إلى صحيفة «جهات» الإلكترونية بالكتابة؛ لعلها ترضى!!

وجه النصب الذي أشار إليه سماحة الشيخ ميثم الخنيزي - نصره الله تعالى - أن تقدر فعلًا/جملة فعلية، كأن تقدر: أستعين الله...، ونحو ذلك من المعاني التي تصح وتستقيم.

ووجه البناء على الضم - ويطلق على الضم: الرفع، عند بعض القدماء - أن المنادى المفرد المعرفة غير المضاف يبنى على الضم/الرفع، وهو في محل نصب؛ فالمنادى كل منادًى منصوب - زعموا! - ولكن الأولى أن يقال عن الله تعالى: مدعو، وإن كان - تبارك وتعالى - ينادى ويناجى.

ووجه أنه مبتدأ أن تقدر له خبرًا، كأنك تقول: الله المستعان، ونحو ذلك من المعاني المقبولة، ولك أن تعدَّه خبرًا فتعكس، والمعاني في قلب من يتكلم أو يسمع.

ولك أن تجر فتقول: اَللهِ! أيُّ دمٍ... ووجه الجر أن تقدر عامل قسم، كما قالوا: اَللهِ! فعلتَ...؟! أي: بالله...، ولم ترقق لام اسم الجلالة؛ لأن المكسور حذف.

ولك أن تقدر باءً ليست للقسم، فتقول: بالله أستعين، أو بالله أعوذ، خلافًا لمن زعم أن عامل الجر ضعيف، وأن الأصل عدم التقدير ما أمكن!

وللخطيب أن يستريح، فيقف بنية الوصل، أو يصل بنية الوقف، فيسكن هاء اسم الجلالة، وينشد: اَللهْ! أيُّ دمٍ...