آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

ماهو الفريق الأكثر مكروهية في دوري اليد؟

أثير السادة *

صغيري حديث عهد بالرياضة، لكنه ما إن فتح عينيه على الحياة، حتى راح يتمثل أحوال المشهد الرياضي، يتعصب لهذا الفريق، ويكره ذاك الفريق، هو لا يعرف من الرياضة إلا كرة القدم، لذلك من المفهوم أن تأخذه الممارسة والمشاهدة في هذا الاتجاه، له في كل مباراة فريق يشجعه، ينحاز له، هكذا عرف الكرة، أن تقف في صف فريق ضد آخر، وأن تصوغ من مشاعرك قميصا تلوح به له، وهذا ما يجعلني أن أجرب معاكسته في لحظات الفرجة، أن أختار الفريق المقابل للتشجيع، طمعا في إثارة السؤال في داخله، عن حقيقة التعدد في الفرق التي نحب، وعن معنى التشجيع ذاته وقيمته.

هو كباقي الناس يتأثر بالمحيط من حوله، يمتلئ بالصور والرغبات التي يجدها في طريق متابعته للكرة، ولأن الصغار منفتحون على الميديا الجديدة أيضا، سيتعرفون على الفرق المحلية والعالمية، ويتابعون سجالاتها، وسيحفظون أسماء اللاعبين، وأوصافهم، وهتافات الجماهير وشعاراتهم، شعور ما بالحاجة إلى الانتماء لفريق يحرضهم على ارتياد طريق التشجيع، وصرف وقتهم وأعصابهم معا لأجل انتصار يرسم الفرحة في وجوههم، كما يرسم مخططا للكلام الذي سيسيل بعد كل مباراة مع الرفاق.

هنالك صورة معقدة من التعصب في مشهد الرياضة عموما، فكل مشجع هو متعصب صغير، أي صغير في حجم وشكل تعصبه، قبل أن تأخذه موجات التشجيع إلى تعقيداتها ويتحول إلى نشط وفاعل وشريك في الصور المتضخمة لهذا التعصب، الأطفال ومثلهم الكثير من الكبار يصعب عليهم الفصل بين الصور البسيطة والمقبولة لهذا التعصب وبين تلك الصور البغيضة التي تحتمل عناوين أوسع من مجرد التشجيع إلى التحريض على الآخرين.. هذا ما يجعل من مسألة التوجيه مطلبا ملحا في التعامل مع حماسة الصغار للتشجيع في الرياضة، ويجعل من أخلاقيات التشجيع مفردة تربوية نحتاج لتضمينها برامجنا التربوية والتعليمية.

لماذا لا تشجع الفريق سين؟ كان هذا سؤالا يتكرر في لحظات الفرجة مع الصغير، كنت أحاول تذكيره بأنه لا ينبغي لكل الناس أن تشجع فريقا واحدا وإلا لما كان للمنافسة الرياضية معنى وقيمة، لا يوجد فريق بالعالم تصطف كل الناس حوله، وعليه من الطبيعي أن تقف مع فريق وأقف مع فريق آخر. بعض هذا الكلام قد لا يخترق ذهنية الصغار، لكنه كاف ليبقى السؤال متقدا في أذهانهم، عن حقيقة التعدد، واختلاف الأذواق، وتساوي الناس في القسمة ما بين فوز وخسارة.

لن يفهم الصغير معنى أن تشاهد مباراة من دون أن تشجع طرفا من أطرافها، الصورة الكثيفة في ذاكرته الصغيرة لا تعرف إلا لونا واحدا من جمهور الكرة، المشجع، ولا شيء عداه، لذلك سأجرب أن أكون في مرات عدة المثال الغائب عن ذاكرته، المتابع المتفرج، من يهوى المشاهدة ويتلذذ باللعبة، ويتحدث عنها، من دون الحاجة إلى تصريف طاقته الشعورية فيها، حتى يدرك بأن هنالك خيار آخر لمن يحب مشاهدة الرياضة، المتفرج في مقابل المشجع، المستمتع بالفرجة دون الانغماس في وضعيات التشجيع وصورها.

العنوان لا علاقة له بالموضوع لذلك وجب التنويه