آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

هل من فطرتنا التكاره؟

كاظم الشبيب

ليس من أصل الإنسان وطباعه الكره والكراهية، إنما هي صفة مكتسبة، بينما الحب والمحبة هي أصل في فطرة الإنسان. هو يميل للحب لا للكراهية. لديه الاستعداد للتكاره عندما تثيره الظروف وتشجعه بيئته على تصنيف الناس، وبالتالي كراهية المختلفين عنه. لديه قابلية للكره والتكاره عندما يجد من يحرضه على البغضاء ويشحنه ضد المختلفين معه. ولو تُرك المرء على فطرته ما عادى أحداً ولا نازع أي صنف من مخلوقات الله مطلقاً.

لذا نجد أستاذ الفلسفة الإسلامية عبد الجبار الرفاعي، وبعد تأكيده أن الكراهية حاجة لبعض البشر، يستدرك ويعللها بمسبباتها، لأنها نتيجة للظروف التربوية والاجتماعية والسياسية وغيرها، التي عاشها الفرد أو المجتمع، وليس جزء من فطرة الناس كما يشي في أول قوله. يقول الرفاعي: وقائعُ الحياة والعلاقات الاجتماعية تخبرنا أن الكائنَ البشري مثلما يحتاج المحبةَ يحتاج الكراهيةَ أيضاً، وأحياناً يحتاج الكراهيةَ أكثرَ من المحبة، وهو ما نراه ماثلًا في حياتنا، بعضُ البشر يفرضون على غيرِهم كراهيتَهم.

أحياناً لا يحتمي الإنسانُ من نزعةِ الانتقام العنيفة لديهم إلا بالهروبِ والاختباءِ بعيداً عنهم، ولو حاول أن يتسامح لن يجدي نفعاً تسامحُه معهم، لو حاول الصمتَ لن يصمتوا، لو حاول الاحسانَ لن يكفّوا. هؤلاء ”أعداء متطوعون“ لا خلاصَ منهم، يتسع حضورُهم في المجتمع باتساعِ انهيارِ منظومات القيم، وتفشي الجهل، والفقر، والمرض، والحروب العبثية. يتحدث علماءُ النفس والأنثروبولوجيا والاجتماع عن هذه الحاجة، ويكشفون عن جذورِها العميقةِ في الطبيعة البشرية، ويبحثون مناشئها في نوعِ التربية والتعليم، وشكلِ الثقافة والآداب والفنون، ودرجةِ التطور الحضاري، ومنظوماتِ القيم، ونمطِ عيش الإنسان وموقعِه الطبقي، والهويةِ الإثنية والدينية، وغيرها.*

في المقطع المرفق وجهة نظر صائبة مع بعض التحفظ، بعنوان: كره الناس لنا:

*أستاذ الفلسفة الإسلامية عبدالجبار الرفاعي، مقال بعنوان ”الحُبُّ بوصفه علاجًا“ بتاريخ،17/ 10/ 2020، www.nasnews.com.