آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 12:07 ص

قصص قصيرة جدًا

ثلاث سنوات حب

عبد الباري الدخيل *

صندوقي

كنت أقطف كل ما نسيتِهِ عندي..
غطاء زجاجة عطر..
قلم كحل..
منديل قماشي وآخر ورقي مختوم بآثار أحمر شفاه..
عدسة نظارة مكسورة..
بالأمس كنتُ أرسم ابتسامة على وجه المرآة، وأنا أضعها ترقد بسلام في صندوقٍ ورقي.. لأنها كانت بلا قيمة.. واليوم تجمدت الابتسامة في طريقي وامتلأت سلالي بصمت الانكسار بعد أن أصبح وجهها ذاكرتي الوحيدة منك.

يا ولد

كانت جارتنا.. وكنا نلعب سويًا في الزقاق.. كبرت قبلنا وذهبت مع رجل غريب إلى بيته.
بقيتُ أتذكرها.. وأحلم أن نلتقي.. بعد أعوام التقيتها صدفة، وفي غمرة فرحتي أحرقتْ الذكريات حين سألتني عن منزلنا: يا ولد.. وين بيت ال...؟

3 سنوات حب

كان يبكي في ليلة زفافي.. فثلاث سنوات من الحب كافيه أن يُصرِّحَ لأمه بأنه يعارض زواجي، ويكره زوجي.
لكنه هدأ ونام عندما قالت له أمه: إذا عادت خالتك من السفر سأتركك تنام معها أسبوعًا.

حديث الودع

رمت الودع.. ثم مرّرتْ يدها فوقه وتنفست بعمق، وقالت:
”سيصادفك الحب.. فهناك حبٌ يبحث عنك“
ومازلت أنتظر

قطط

سمعت كل خنجر غرزوه في ظهرها..
لمّا رأوها..
وضعوا أيديهم على أفواههم.
همست: القطط النتنة تقلّب النفايات.

المربع الأول

منذ رحيلك وأنا أعاني من قسوة الذكريات، تهاجم كل فراغ، وتغتال كل سكون.
قبل عام قررت إغلاق جميع الأبواب عليها، ومنع دخولها بتاتًا، حتى نجحت في بناء استقرار هانئ.
اليوم ذهبت للمجمع التجاري فتعثرت بعطرك الأثير ورجعت للمربع الأول.

سائق أجرة

سألتُه: إلى أي مدى يا أبي تحب أمي؟
أجابني: خيرنا كله هي سببه..
ذات يوم أقسمتْ إن لم أستبدل سيارة الأجرة بشركة النفط فإنها ستترك البيت.

هروب

وقف أمام المطعم ينظر للأكل بحسرة، مدّ يده في جيبه الفارغ، تلفّت ثم سرق الفطيرة وهرب
فضربته سيارة مسرعة.

هجرة

كانت تطعمه بلا مبالاة
وكان يأكل من خبزها اليابس ويحمد ربه.
ذات يوم أكل الكبسة والبرياني في المطعم فنبتت له جنحان وطار.

يُتم مؤجل

عاش أبي في رعاية أمه، ثم عاشت هي في رعايته.
اقترب من عامه الستين وكان شبابه يتجدد كلما زارها وتزوّد من بركاتها.
يوم أمس توفيت جدتي، وهرم أبي.