في ذكرى رحيل غفران حجي الزويد
الاستعداد للرحيل بعد ضيافة شهر الغفران:
مع ختم شهر رمضان المبارك والدخول في عيد الفطر المبارك تعود لنا ذكرى حزينة! رحيل غفران حجي الزويد رحمها الله رحمة الأبرار.
وبعدما عاشت في أجواء روحانية في شهر ربيع القرآن بين أسرتها وصديقاتها وزميلاتها رحلت عن دنيا الفناء، وقد رسمت قلادة العمل الصالح في عنقها وتعاهد العيد برجوعها ثوبا أبيض القلب بين يدي الله تعالى.
رحمك الله يا غفران فقد كان اسمك يلمع في حنايا قلبك حيث الاصرار على طلب التوبة وغفران الذنوب في أجمل أشهر الزمن شهر رمضان المبارك.
غفران؛ وفي خيمة شهر رمضان كانت تتأهب لزرع بذور الايمان ليقينها أن الدنيا الغرور مزرعة للعطاء الأخروي الأبدي.
شهر رمضان كان لها بمثابة مسارعة لقضاء ما فات من واجبات وحقوق تأخذ إلى حيث مدارج الكمال.
قد اتخذت غفران أعلى الله درجاتها أعلى عليين البيت الفاخر؛ بيت القبر بأجمل زينة
زينة التوبة والرجوع بين يدي رحمة الله تعالى.
كانت تدعو وتناجي الله تعالى في الشهر الفضيل بأن يبارك لها حلولها دار المقامة، وكأني بحالها يقول! واجعل قبري خير منزل لي بعد فراق الدنيا.
كأني بها تتلو آيات القرآن الكريم في الليل والنهار وتطلب شفاعته في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من نال رفقة القرآن وعدل القرآن محمدا وآل محمد 
.
فلا راحم في ذل العرض في يوم القيامة إلا من تمسك بالثقلين قولا وعملا.
رحمها الله رحمة الأبرار، كان نور الثقلين يأخذها إلى إنارة منزل القبر بالأخلاق الحسنة التي تجعل حياة الآخرة حياة الحبور والسرور.
يصلها من بر والديها لها الكثير من الأعمال الصالحة كما هو في ختمات القرآن الكريم، وأعمال البر حتى تزداد حلة وضياء.
كما يصلها من القلوب الطيبة المؤمنة الترحم عليها والدعاء لها حيث سيرتها المفعمة بالرحمة والتواضع وسائر معاني الإيمان.
تتذكرها أحبتها وعند قبرها بدعوات تأخذها حيث جنة يوم التلاق.
«اللهم ادخل على أهل القبور السرور».
ودعت ربيع القرآن ولسان حالها! ارزقني يارب خوف عقاب الوعيد ولذة الأمن يوم الوعيد، واستجاب الله دعائها برحيلها عن دار الدنيا وشوق نيل الثواب هو سعيها وسعي كل من نالته الرحمة الإلهية.
هي لا تتفاخر بما عملته لله تعالى في شهر رمضان المبارك، إنما هي تشكر الله تعالى حيث حظاها نعمة التطهير من الذنوب بغسل التوبة كما هو في أدعية وداع شهر رمضان المبارك.
هنيئا لك يا غفران خاتمة من معانيها تذوق لذة القرب الإلهي.
وأعلى الله منازلك في دار الكرامة بصحبة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
