آخر تحديث: 27 / 4 / 2024م - 1:39 ص

لا توجد فترة سحرية لتكوِّن العادات

عدنان أحمد الحاجي *

17 أبريل 2023

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 109 لسنة 2023

No Magic Number for Time It Takes to Form Habits

April 17,2023

ارتداؤك ملابس التمارين الرياضية وذهابك إلى صالة الألعاب الرياضية قد يبدو في البداية وكأنه أمرًا صعبًا. ولكن في النهاية، قد تعتاد عليه. دراسة جديدة من باحثين في علم الاجتماع في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا Caltech تُثبت أن طول الفترة التي يحتاجها الشخص لتكوين عادة ممارسة التمارين في الصالة الرياضية هي ستة أشهر تقريبًا في المتوسط.

نفس الدراسة تناولت أيضًا المدة التي يحتاجها العاملون في مجال الرعاية الصحية للتعود على غسل أيديهم وأثبتت أنها بضعة أسابيع في المتوسط.

تقول أناستاسيا بويالسكايا Anastasia Buyalskaya، وهي الآن أستاذة مساعدة للتسويق في المدرسة العليا للتجارة في باريس HEC Paris: ”لا يوجد فترة سحرية لتكوين العادات“.

”ربما سمعتَ أن تكوين عادة يحتاج حوالي 21 يومًا، لكن تقدير هذه الفترة لا تستند على أي أساس علمي“ يقول كولين كاميرر Colin Camerer من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وبرفسور الاقتصاد السلوكي ومدير ورئيس مركز T&C Chen Center for Social and Decision Neuroscience نبذة عن عمل المعهد هنا [1] . ”لكن دراستنا تدعم فكرةأ ن سرعة تكوِّن أي عادة من العادات تختلف باختلاف السلوك تحت النظر ومجموعة عوامل أخرى متنوعة.“

الدراسة هي أول من استخدم أدوات تعلم الآلة [2]  لدراسة تكوِّن العادات. استخدم الباحثون تعلم الآلة لتحليل مجموعات ضخمة من البيانات لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين كانوا إما يمررون بطاقاتهم لدخول صالة الألعاب الرياضية أو يغسلون أيديهم أثناء نوبات الدوام في المستشفيات. بالنسبة لدراسة عادة ممارسةا لتمارين الرياضية في الصالات الرياضية، دخل الباحثون في شراكة مع إحدى الصالات الرياضية للياقة البدنية، ولدراسة عادة غسل اليدين، دخل الباحثون في شراكة مع شركة تستخدم تقنية التعرف على الهوية باستخدام تردد موجات الراديو [3]  «RFID» لرصد غسل اليدين في المستشفيات. مجموعات البيانات تتبعت أكثر من 30 ألف من رواد الصالات الرياضية لفترة أربع سنوات وأكثر من 3 آلاف موظف في المستشفيات لفترة تقرب من 100 نوبة عمل.

تقنية التعرف على الهوية باستخدام تردد موجات الراديو ”باستخدام تعلم الآلة، تمكنا من ملاحظة مئات المتغيرات في السياق التي قد تكون عوامل تنبؤية على السلوكيات،“ كم توضح بويالسكايا.

تعلم الآلة أتاح أيضًا للباحثين دراسة تصرفات أشخاص على مدى فترة زمنية في بيئاتهم الطبيعية، بينما اقتصرت معظم الدراسات السابقة على مشاركين أكملوا استبيانات فقط.

الدراسة نشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم [4] ، Proceedings of the National Academy of Sciences، باحثون من جامعة شيكاغو وجامعة بنسلفانيا. شامين لي Xiaomin Li، طالب دراسات عليا سابق وباحث ما بعد الدكتوراه في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا Caltech، كان من بين المؤلفين الآخرين للدراسة.

وجدت الدراسة أن بعض المتغيرات ليس لها أي تأثير على تكوين عادة ممارسة التمارين الرياضية في الصالات الرياضية، مثل الوقت من اليوم. هناك عوامل أخرى لعبت دورها في تكوين العادة، مثل سلوك الشخص في الماضي. على سبيل المثال، بالنسبة لـ 76 في المائة من رواد الصالات الرياضية، كانت الفترة الزمنية منذ الزيارة السابقة للصالة الرياضية مؤشراً تنبؤيًا مهماً على ما إذا كان أحد الأشخاص سيعود مرة أخرى إلى الصالة. بعبارة أخرى، كلما طالت المدة بين آخر زيارة قام بها الشخص للصالة الألعاب الرياضية، كلما قل احتمال تكوينه لعادة ممارسة التمارين في الصالة الرياضية. وجدنا أن تسعة وستون في المائة من رواد الصالات الرياضية هم أكثر احتمالًا للتردد على صالات الألعاب الرياضية في نفس الأيام من الأسبوع، وكان يومي الاثنين والثلاثاء الأكثر حضورًا من بقية الأيام.

بالنسبة لجزء غسل اليدين من الدراسة، نظرالباحثون في بيانات العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين تلقوا متطلبات جديدة لحمل بطاقات ال RFID التي ترصد نشاط غسل اليدين. ”قد يكون بعض العاملين الصحيين قد اعتادوا فعلاً على غسل أيديهم قبل أن نبدأ فيرصدهم، ولكننا تعاملنا مع إدخال تقنية الRFID على أنها بمثابة“ صدمة ”وافترضنا أنهم قد يحتاجون إلى تكوين عادة غسل اليدين من جديد من اللحظة التي بدأوا يستخدمون فيها تقنية ال RFID،“ تقول بويالسكايا.

”بشكل عام، وجدنا أن تعلم الآلة [2]  تعتبر أداةً قويةً لدراسة العادات البشرية خارج المختبر“.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  ”يتناول هذا المركز دراسة كيف يتخذ الدماغالبشري قرارات على مستوى الفرد وعلىمستوى المجموعات وأثناء العمل / التصرفالجماعي، حيث تؤثر معرفة وتصرفات الآخرينعلى كيف يقوم الدماغ بحوسبة التأثيرالاجتماعي من خلال خوارزميات رياضية.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://neuroscience.caltech.edu/about/research-centers/tc-chen-center-social-and-decision-neuroscience

[2]  ”تعلم الآلة «machine learning» هو أحد فروع الذكاء الاصطناعي التي تهتم بتصميم وتطوير خوارزميات وتقنيات تسمح للحواسيب بامتلاك خاصية «التعلم». بشكل عام هناك مستويان من التعلم: الاستقرائي والاستنتاجي. يقوم الاستقرائي باستنتاج قواعد وأحكام عامة من البيانات الضخمة. المهمة الأساسية لتعلم الآلة هو استخراج معلومات قيمة من هذه البيانات، بالتالي هو قريب جدا من التنقيب في البيانات «data mining» والاحصاء والمعلوماتية النظرية. يستخدم تعلم الآلة في العديد من المجالات من الهندسة إلى الطب.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تعلم_الآلة

[3]  https://ar.wikipedia.org/wiki/تحديد_الهوية_بموجات_الراديو

4 - https://www.pnas.org/doi/10,1073/pnas.2216115120

المصدر الرئيس

https://www.caltech.edu/about/news/no-magic-number-for-time-it-takes-to-form-habits