آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

النيرديية «هوس المعرفة» من الناحية العلمية، شيء له علاقة بالناقل العصبي الدوبامين

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم سكوت باري كوفمان، علم النفس الانساني
25 أكتوبر 2020
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 105 لسنة 2023
The Science of Nerdiness, It’s a neurotransmitter thing.
Scott Barry Kaufman
October 25, 2020

[المترجم: تجدون تعريف النيردية nerdniness هنا[1] [2] .]

هل تشعر بالحماس والإثارة من إمكانية تعلم شيء جديد ومعقد؟ هل تستثار بالفوارق الدقيقة بين الأشياء؟ هل تحفزك الأفكار الجديدة والسيناريوهات الخيالية جدًا؟

لو كنت كذلك، فقد يكون لديك تدفق دوبامين في مشابكك العصبية، ولكن ليس في المواضع الذي نعتقد تقليديًا أن يتدفق فيها هذا الناقل العصبي «الدوبامين».

بشكل عام، إمكانية النمو من اللانظام مشفرة بعمق في حمضنا النووي. لم نطور فقط القدرة على تنظيم دوافعنا الاتقائية والمدمرة، ولكننا طورنا أيضًا القدرة على أن نعمل من المجهول شيئًا ذا مغزى. الاشتغال بالاستكشاف سمح لنا بدمج الوقائع الجديدة أو غير المتوقعة بالمعرفة السابقة والخبرات الحالية، وهي عملية ضرورية للنمو المعرفي والتقدم.

إنتاج الدوبامين ضروري لهذا النمو. ولكن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة حول دور الدوبامين في الإدراك / المعرفة cognition [المترجم: المعرفة هنا هي العمليات العقلية لاكتساب المعرفة وفهمها عن طريق التفكير والادراك الحسي عبر الحواس] والسلوك. غالبًا ما يُطلق على الدوبامين اسم ”جزيء الشعور بالسعادة“، ولكن هذا يعتبر خطأ جسيمًا في وصف هذا الناقل العصبي. كما لاحظ باحث علم أعصاب الشخصية[3]  personality كولين ديونغ Colin DeYoung، فإن الدوبامين هو في الواقع ”المعدِّل العصبي neuromodulatorللاستكشاف / للبحث[5]  [4] “. يتمثل الدور الأساس للدوبامين في جعلنا نريد الأشياء، لكن لا يجعلنا بالضرورة نحب تلك الأشياء. يتدفق الدوبامين في أدمغتنا عندما تكون هناك امكانية الحصول على مكافأة[6] ، لكن هذا التدفق لا يضمن أننا سننتهي بحب تلك المكافأة أو حتى نستمتع بمجرد أن نحصل عليها. يعتبر الدوبامين قوة دافعة هائلة في حياتنا لاستكشاف [البحث عن] وتسهيل العمليات العقلية والسلوكية التي تسمح لنا باستخلاص أكبر قدر من المتعة من المجهول.

إذا لم يكن الدوبامين منحصرًا فقط في الشعور بالسعادة، فلماذا تستمر أسطورة الشعور بالسعادة في المخيلة العامة؟ أعتقد أن السبب في ذلك هو إجراء الكثير من الأبحاث على الدوبامين لمعرفة دوره في دفع الاستكشاف باتجاه الحصول على ما نشتهي من المكافآة[6]  الضرورية، مثل اشتهائنا الشوكولاتة أو الاهتمام الاجتماعي أو للوضع الاجتماعي أو الرضا الجنسي من شريك الحياة أو التدخين.

ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، طُرحت مسارات أخرى للدوبامين في الدماغ على أنها مقترنة اقترانًا وثيقًا بالمكافأة المتمثلة في قيمة المعلومة[7] . الذين يحصلون على قبمة عالية في ميلهم العام نحو الاستكشاف [الاستكشاف هنا يعني سلوك أو عملية معرفية[8] ] ليسوا مدفوعين فقط بالانخراط في أشكال سلوكية من الاستكشاف، بل يميلون أيضًا إلى الحصول على الاستثارة من خلال إمكانية اكتشاف معلومات جديدة واستخلاص المعنى والنمو من تجاربهم وخبراتهم. هذه ”الاحتياجات المعرفية،“ كما أشار إليها عالم النفس الانساني أبراهام ماسلو، لا تقل أهمية عن الاحتياجات البشرية الأخرى الضرورية للانسان السليم[9] .

ما مدى نشاط مسار الدوبامين عندك المرتبط بهوسك للمعرفة؟ إذا كنت ممن يتصفون بواحدة من العبارات التالية أو جميعها، فقد يكون لديك تدفق دوبامين قوي نحو القشرة أمام جبهية في دماغك:

• أشعر بالرغبة في التفكير والتأمل في الأشياء لمدة طويلة
• عقلي مفعم بالأفكار
• لدي خيال خصب.
• لدي اهتمام بالأفكار المجردة.
• لدي فضول تجاه العديد من الأمور المختلفة.

إذا لم تفهم بعدُ لماذا لدى من حولك هوس بالجنس والمخدرات والمال، ولماذا تثيرك الأفكار ولديك رغبة في اكتساب معرفة جديدة ومثيرة للاهتمام؟ الآن أصبح لديك إجابة على هذه الأسئلة: قد تكون شديد الحساسية للمكافأة المتمثلة في قبمة المعلومات التي ترغب في الحصول عليها.

هذه المقالة مقتبسة من كتاب، التسامي: الأساس العلمي الجديد لتحقيق الذات[10]  [11]  Transcend: The New Science of Self-Actualization لـ سكوت بَارَّي كوفمان Scott Barry Kaufman.

 

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  ”نيردية «nerdiness» مصطلح إنجليزي يستخدم للإشارة إلى الشخص المثقف أو المهووس بالمعرفة أو الإنطوائي بشكل مفرط أو الذي يفتقر إلى المهارات الاجتماعية. قد يقضي مثل هذا الشخص أوقاتًا طويلة جدًا على أنشطة غير مألوفة أو غير معروفة أو غير سائدة، والتي عادةً ما تكون إما تقنية بحتة أو مجردة أو متعلقة بمواضيع الخيال العلمي أو الفنتازيا، ويمتنع عن ممارسة الأنشطة السائدة. بالإضافة إلى ذلك، يوصف معظم النيردات أنهم خجولون وغريبو الأطوار ومتحذلقون «الذي يدعي بأكثر مما عنده» وغير جذابين.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/نيرد

[2]  https://ar.wikihow.com/التصرف-كشخص-نيرد

[3]  https://ar.wikipedia.org/wiki/شخصية

[4]  ”التعديل العصبي هو عملية فسيولوجية يقوم فيها عصبون «خلية عصبية» باستخدام واحدة أو أكثر من المواد الكيميائية في الوسط المحيط من أجل ضبط عمل مجموعة متعددة من العصبونات الأخرى. تسمى المواد الكيميائية المستخدمة في هذه العملية المُعَدِّلات العصبية. تقوم المعدِّلات العصبية نمطياً بالارتباط بمستقبلات مقترنة بالروبتين G «ميتابوتروبية» من أجل الحث على تأشير سلسلة رسائل متتالية من الإشارات، والتي تعطي بمجموعها إشارة مستديمة، قد يمتد طولها من مئات الميلي ثانية إلى عدة دقائق. تتضمن الآثار الناتجة عن التعديل العصبي كل من الظواهر التالية على سبيل المثال: ضبط التيارات الكهربائية العصبية المعتمدة على الجهد الكهربائي؛ وتغيير نجاعة التشابك العصبي وزيادة نشاط الاندفاع؛ وإعادة تشكيل الاتصالية المشبكية.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تعديل_عصبي

[5]  https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fnhum.2013.00762

[6]  ”نظام المكافأة reward system هو مجموعة من البنيويات العصبية المسؤولة عن سمة الحوافز «أي الدافع والرغبة في المكافأة» والتعلم التعاوني «في المقام الأول التعزيز الايجابي والاشراط الكلاسيكي»، والمشاعر الإيجابية، وخاصة تلك التي تنطوي على المتعة كمكوّن أساسي. المكافأة هي خاصية جذّابة وتحفيزية للمؤثر الذي يحفز سلوك الشهيّة - المعروف أيضًا باسم سلوك النهج - والسلوك الإكليلي. وقد وصفت دراسة في علم الأعصاب المحفز المجزي «أي“ المكافأة ”»، بأنه هو أي مؤثر أو حدث أو نشاط، يكون لديه القدرة على جعلنا نقترب منه ونستهلكه.“ والمكافأة الأوليّة هي تلك اللازمة لبقاء الذات والذرية، وتشمل المحفزات الوضعية «مثل استساغة الغذاء والتناسل «على سبيل المثال، الاتصال الجنسي والرعاية الأبوية». المكافآت الجوهرية الداخلية هي مكافآت جذابة غير مشروطة تحفز السلوك لأنها ممتعة بطبيعتها. المكافآت الخارجية «على سبيل المثال، المال» هي مكافآت مشروطة جذابة وتحفز السلوك، ولكنها ليست ممتعة بطبيعتها. وتستمد المكافآت الخارجية قيمتها التحفيزية نتيجة التعلم التعاوني «أي التكييف» مع المكافآت الجوهرية. قد تحصل المكافآت الخارجية أيضا على المتعة بعد اشراط كلاسيكي مع المكافآت الجوهرية. - مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/نظام_المكافأة_في_الدماغ

[7]  ”الأسئلة العامة trivia questions يُسأل عنها متنافسون في منافسة. أثبتت دراسة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي «fMRI» أن إشارات المكافأة العصبية في مخطط الجسم الظهري dorsal striatum، عند رؤية الإجابة على أسئلة عامة بين تنافسين، كانت مرتبطة بكمية الفضول لمعرفة الإجابة. وبالتالي، فإن المعلومات المرغوب فيها تحفز نظام المكافأة في الدماغ بنفس الطريقة التي تعمل بها المكافآت النقدية «المالية» أو الاجتماعية أو الغذائية. أظهرت دراسة ثانية أن الناس على استعداد لإنفاق موارد محدودة للحصول على إجابات على هذا النوع من الأسئلة بقدر ما يرغبون في اكتساب المزيد من المكافآت الملموسة.“

https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fnhum.2013.00762

[8]  الاستكشاف exploration هو ”أي سلوك أو عملية عقلية / معرفية مُحفزَة بقيمة المكافأة الباعثة لعدم اليقين“. الاستكشاف هو تحويل المجهول إلى معروف أو المعروف إلى مجهول. ما هو غير معروف هو ما هو غير متيقن منه أو غير متوقع، - ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.frontiersin.org/articles/10.3389/fnhum.2013.00762

[9]  https://ar.wikipedia.org/wiki/تسلسل_ماسلو_الهرمي_للاحتياجات

[10]  ”تحقيق الذات «self-actualization» هو حاجة الفرد للتعبير عن ذاته بصورة مباشرة أو غير مباشرة والوصول إلى أقصى ما يمكن تحقيقه من إمكانات وقدرات بقصد إشباع حاجاته، وإعادة حالة الاتزان التي تساعده في استخدام تلك الإمكانات والقدرات في خدمة الفرد والمجتمع والقيام بأدواره ومسؤولياته وواجباته المعتادة. استُحدث المصطلح في بادئ الأمر على يد المُنظر المناصر للنظرية العضوية كورت غولدستن بدافع تحقيق كامل الإمكانات الكامنة للمرء، إذ يقول: «إن جُنوح النفس البشرية لتحقيق ذاتها على أكمل وجه ممكن هو الدافع الأساس. برز هذا المفهوم بصورة أكثر في تسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات، حيث يشغل تحقيق الذات فيه المستوى الأعلى من التقدم النفسي وذلك عند إتمام «تحقيق» كامل الإمكانات الكامنة للفرد، وهو لا يحدث إلا بعد قضاء احتياجات أساسية وعقلية.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تحقيق_الذات

[11]  https://www.amazon.com/Transcend-Self-Actualization-Scott-Barry-Kaufman/dp/0143131206

المصدر الرئيس

https://www.scientificamerican.com/article/the-science-of-nerdiness