آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

‎أجواء المطر في شهر الإيمان

أحمد منصور الخرمدي *

‎قال تعالى ﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا .

‎من نعم الله على عباده وفضله ”نزول المطر“ وهو من الدلائل على قدرته سبحانه وتعالى، جلت عظمته، وعند نزول المطر يجب علينا شكر الله على هذه النعمة ورفع الأكف والتوجه بالقلوب للسماء والدعاء أن يكون هذا الغيث مباركا وأن تعم خيراته العباد والبلاد ويعم الأمان والسلام كل أرجاء المعمورة.

‎تناثر قطرات المطر الجميلة مع بدء دخول الشتاء أو في أي وقت يشاء الله سبحانه وتعالى ربي العباد، هذه الأمطار المباركة، تخلق أحاسيس لطيفة وتزرع بداخلنا الكثير من التفاؤل والطمأنينة، وتشعرنا بالبهجة والسرور أن الحياة مستمرة وما زال الأمل موجوداً،

‎فقطرات الغيث المنهمر بغزارة هي رسائل من الله سبحانه وتعالى تنسينا متاعب الحياة والأيام القاسية، وتثير فينا مشاعر الحب والقرب من الأهل والأقرباء والأصدقاء، وتوقظ فينا مبادئ التسامح والإخاء وتعزز فينا حب الأرض والوطن وتذكرنا بما كنا عليه من براءة في الصغر، حيث الدفء في الزمن القديم وربما كان البعض يختبئ خوفا من صوت الرعد والبرق وقوة هطول المطر.

‎نتذكر ما كنا نعيشه من لحظات صادقة من الفرح، كنا مع هطول الأمطار نجري ونقفز صبية وفتية تحت حبات المطر، كنا نبتسم ونضحك ونلعب في شوارعنا الضيقة بين الحارات والمنازل، بدون جزع ولا كلل ولا ملل، وكأن قطرات المطر بعثت في أرواحنا الحيوية والنشاط وجددت في أنفسنا حب الحياة.

‎ماء المطر العذب عطاء إلهي يشعر الإنسان بأن الحياة بكل ما فيها تتطهر وترجع كما خلقها الله نقية فيصبح كل شيء رائع وجميل، فالأرض تخرج زينتها من الورود والأزهار والنباتات بمختلف ألوانها وكأنها عروس بتمام حليتها، والسماء بغيومها وكأنها لوحة رسمت بأبدع صورة، وخاصة في هذه الليالي والأيام، ليالي القدر الرحمانية المباركة، في شهر رمضان، شهر الطاعة والغفران والعتق من النار، فسبحان الخالق المعطي.