حديث البحث عن وظيفة أو عن زوجة هو ذاته!
ربما لاحظ القارئ الكريم والقارئة الكريمة أنني أكتب في هذا الشأن مرَّة كلّ سنة - تقريبًا - وذلك لما ألحَظه من عدم العناية بهذا الشأن من طالبي العمل المبتدأين وعدم استشارتهم لصديق أو مختصّ بارع في مراجعة السيرة الذاتية!
البحث عن وظيفة لا يختلف كثيرًا عن البحث عن زوجة؛ كلاهما ناظر إلى المستقبل ولا بدّ أن يقدم الباحث نفسه بصورة جميلة على أنه سوف يكون موظفًا نافعًا لصاحبِ العمل إذا كان يبحث عن وظيفة أو زوجًا صالحًا في نظرِ الزوجة وعائلتها إذا كان يبحث عن زوجة. يجب تحديد الأهداف بدقة والصبر والمتابعة وعندما يتم الزواج أو الوظيفة ترجو أن يدوم دون مشاكل كبيرة وتكون العلاقة نافعة لكلا الطرفين.
هذه الخاطرة عن عملية البحث عن وظيفة التي أراها كالتالي:
حدد أهداف حياتك المهنية؛ ما نوع الدور الذي تبحث عنه؟ قم بإنشاء سيرةٍ ذاتيّة سهلة القراءة وموجزة ومقنعة. عند التقدم للوظائف، لا ترش وتصل Don’t spray and pray. بدلاً من ذلك، تقدم بطلب للحصول على وظيفة لدى الشركات والمناصب التي تناسبك بشكل جيد. تعرف على طبيعة عمل كلّ شركة أو منشأة على حدة واكتب لها.
لا تتقدم فقط للوظائف بشكل أعمى - ابحث عن الدور والشركة واعرف ما إذا كانت مناسبةً لك. اكتب خطاب تغطية ”مخصص“ cover letter. لا تستخدم مجرد نسخ ولصق لنموذج من نماذج خطاب الغلاف. اشرح للموظف سبب كونك مناسبًا للدور وللشركة؛ كيف ستكون مهمًّا للشركة ولأرباحها ومستقبلها. صمم سيرتك الذاتية حسب الدور، لا تقدم نفس السيرة الذاتية لكلّ منصب. صممها بناءً على المهارات والخبرات التي يبحث عنها كلّ صاحب عمل.
وعندما يصل الدور للمقابلة، احفظ أسئلة المقابلة الشائعة، وتمرن عليها. كن واثقًا وعارفًا بطبيعة الشركة من خلال ما تكتبه عن نفسها في موقعها. تحكم في المقابلة بدلًا من أن تتحكم بك ولا تنسَ أن تلبس وتتأنق دون مبالغة، كما لو كنت سوف تقابل خطيبتك لأول مرة!
الحصول على وظيفة أو زوجة عملية قد تطول نوعًا ما، لكن إذا سعيتَ لها بكل طاقتك واستفدت من معارفك وممن حولك، تستطيع اختصار الوقت بإذن الله. للأسف أغلب الخريجين يكتبون سيرةً ذاتية - واحدة - دون تركيز على المحتوى وإذا حصل أحدهم على فرصة مقابلة شخصية كان في وضعٍ مبهدل!
التشابه بين الأمرين واضح جدًّا: الشابّ الجالس في بيته والعاجز عن البحث عن عمل لا يحصل على وظيفة، ومن لا يبحث عن امرأة تناسبه لا يحصل على زوجة!
