آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

الشرود الذهني يساعد الدماغ على حفظ الذكريات الضعيفة

عدنان أحمد الحاجي *

الشرود الذهني يساعد الدماغ على حفظ الذكريات الضعيفة

27 سبتمبر 2022
جامعة أسلو
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 96 لسنة 2023

Your Mind Wanders Because Your Brain Whispers
Neuroscience News
September 27,2022

تعمل أحلام اليقظة[1]  على تنشيط الحُصين، مما يؤدي إلى استحثاث نبضات كهربائية تساعدنا على حفظ الذكريات في الذاكرة طويلة الأمد[2]   [ما يعرف ب memory encoding والتي تتم فيها نقل المعلومات من الذاكرة القصيرة الأمد[3]  إلى الذاكرة الطويلة الأمد [4]  ].

وأنت جالس في أحد الاجتماعات في العمل وبدأ ذهنك بالشرود في مكان آخر غير الاجتماع. وفجأة، أدركت أن رئيس الاجتماع قد طرح عليك سؤالاً لم تسمعه. لماذا حدث مثل هذه الظاهرة؟   ”ذلك لأنك في الواقع  كنت مستغرقًا للحظات قصيرة جدًا، غالبًا لبضع ثوانٍ فقط في كل مرة، تحدث لك هذه الظاهرة،   في  أحلام اليقظة[1] ، والتي قد تتكر آلاف المرات في اليوم الواحد،“ كما تقول الباحثة آنا تشامبرز Anna Chambers من معهد العلوم الطبية الأساسية بجامعة أوسلو.

تفسير ما يحدث في دماغنا عندما نستغرق في أحلام اليقظة انبثق عندما كانت الباحثة تجري هي مع مجموعتها البحثية دراسة في كيف يتم تخزين «حفظ» الذاكرة طويلة الأمد[2]  . داخل الدماغ  توجد منطقة طولها 3 سنتيمترات على شكل نقانق [انظر الشكل أدناه] تسمى الحُصين.   يتلقى الحصين الكثير من المعلومات والانطباعات وهو مهم لتكوين الذكريات. ومع ذلك، بعد مرور فترة زمنية معينة، يبدو أن الذكريات قصيرة الأمد تنتقل إلى الذاكرة طويلة  الأمد[4] .

الدراسة  نشرت في دورية تقارير الخلية[5]   Cell Reports.

تبين تشامبرز أنه قبل 70 عامًا، خضع أحد المرضى لاستئصال الحصين بسبب إصابته بالصرع. بدون هذه المنطقة من الدماغ، لم يستطع المريض من تكوين ذكريات جديدة. وكان ينسى ما حدث في  اليوم السابق، لكن لم يكن لديه مشكلة في تذكر ما حدث قبل العملية.

لذلك الذكريات القديمة حُفظت في مكان ما في الدماغ غير الحُصين.

تُحفظ ذكرياتك في مكان جديد عندما تكون مستغرقًا في أحلام اليقظة

إذن كيف تصل الذكريات إلى مناطق الدماغ المعنية بحفظ الذاكرة  طويلة الأمد؟

”نلاحظ ذلك أثناء النوم وفي حالة نسميها ب“ اليقظة الهادئة [أي ببساطة اتكاء / اضطجاع بعينين مغمضتين[6]  ] ”، فإننا عادة ما نكون غير واعين لما يدور حولنا. يمكننا أن نستغرق في أحلام اليقظة أو نترك الحبل على الغارب ونسمح لذهننا بالشرود. عندما نجد أنفسنا في هذه الحالة، يرسل الحُصين نبضات كهربائية تخزن ذكريات مختلفة. هذه الحالة شبيهة بطريقة تمييز الرموز الشريطية «الباركود» لمنتج من منتجات المتجر عن المنتج الآخر  بشكل فريد،“ كما يوضح البروفيسور المشارك كوين ڤيرڤايك Koen Vervaeke من قسم الطب الجزيئي.

”هذه الحالة تحدث آلاف المرات في اليوم دون علمنا بذلك. لذا، حتى عندما نظن أننا لا نفعل أي شيء مفيد، فإن دماغنا مشغول جدًا بأداء وظيفة بتخزين الذكريات الجديدة باضطراد،“ كما يضيف كوين ڤيرڤايك.

يعتقد الباحثون أن هذا يسمح لك بتذكر المكان الذي نشأت فيه أو الجامعة التي درست فيها.   وكقاعدة عامة، بإمكانك تصور المكان الذي تزوجت فيه أيضًا. ”ربما تتذكر هذه الأماكن جيدًا بحيث بإمكانك رسم خريطة لشوارع المدينة  أو غرف المبنى الذي تسكن فيه،“ كما قالت تشامبرز.

يرسل الحُصين رسائل ضعيفة عن ذكريات الماضي إلى بقية مناطق الدماغ

أجرى فريق البحث تجارب على الفئران  لإلقاء نظرة فاحصة على ما يحدث عندما يكون الذهن في حالة شرود. استخدموا مجاهر خاصة لقياس نشاط الخلايا العصبية بشكل متزامن في العديد من مناطق الدماغ.

”وجدنا أنه أثناء حالة اليقظة الهادئة، يرسل الحُصين فقط رسائل ضعيفة عن ذكريات الماضي إلى بقية مناطق الدماغ. رسائل ضعيفة لدرجة أن هذه الرسائل تضيع في فوضى المعلومات التي تصل إلى باقي مناطق الدماغ. أدت هذه النتيجة إلى السؤال التالي: كيف يمكن للدماغ يستطيع أن يستشعر هذه الرسائل الضعيفة [بعبارة مجازية أخرى، كيف يسمع هذا الهمس] من الحُصين؟“ كما يقول زميل أبحاث الدكتوراه كريستوفر نيرلاند بيرغ Christoffer Nerland Berge.

يصبح الدماغ هادئًا أكثر حتى يتمكن من استشعار بنحو أفضل ما يحاول الحُصين إرساله

لاحظ الباحثون أيضًا شيئًا آخر.   قبل ثانية إلى ثانيتين من إرسال الحُصين رسالة  الذاكرة إلى بقية مناطق الدماغ، تصبح أجزاء كبيرة من الدماغ صامتة / هادئة. من الممكن أن تحدث هذه الحالة حتى تتمكن أجزاء أخرى من الدماغ من استشعار بشكل أفضل ما يحاول الحُصين إرساله.

يساعد هذا في تفسير طريقة نقل الذكريات من الحُصين إلى مناطق أخرى من الدماغ حيث يتم حفظها في النهاية. عندما نكون مستيقظين ولكننا شاردي  الذهن - ربما حين نكون مستغرقين في أحلام اليقظة - فإننا نصبح  أقل إدراكا بما يدور من أحداث حولنا. يثبت بحثنا أن هذا الشرود يحدث لسبب وجيه. تقول تشامبرز ذلك بسبب أن الدماغ مشغول باستشعار رسائل  الذكريات الضعيفة التي يرسلها الحصين.

قد يحتاج دماغك إلى الشعور بالملل

يعتقد بعض أولياء الأمور أن عليهم أن يشغلوا أطفالهم ويلاطفوهم طوال الوقت.   يقول ڤيرڤايك: ”بهذه النتائج الجديدة، نعتقد أنك قد تحتاج فقط أن تشعر بالملل وأن هذا مفيد لتكوين الذكريات“.

 

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://ar.wikipedia.org/wiki/حلم_اليقظة

[2]  https://ar.wikipedia.org/wiki/ذاكرة_طويلة_الأمد

[3]  ”الذاكرة قصيرة الأمد «تُعرف أيضًا بالذاكرة“ الأولية ”أو“ النشطة ”» هي القدرة على الاحتفاظ بقدر قليل من المعلومات في الذهن، في حالة نشطة وسهلة المنال لفترة زمنية قصيرة. تُقدر فترة عمل الذاكرة قصيرة الأمد «عند منع أية مراجعة أو استعادة نشطة» بثوان معدودة. والسعة الشائعة لهذه الذاكرة هي القدرة على الاحتفاظ ب 7±2 مفردات. أما الذاكرة، طويلة الأمد فتستطيع الاحتفاظ بكمٍ غير محصور من المعلومات. ولكن ينبغي التمييز بين الذاكرة قصيرة الأمد والذاكرة العاملة، والتي يُقصد بها الهياكل والعمليات المستخدمة بغرض التخزين والمعالجة المؤقتة للمعلومات.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/ذاكرة_قصيرة_الأمد

[4]  https://elearningindustry.com/applying-proven-memory-retrieval-and-encoding-techniques

[5]  https://www.cell.com/cell-reports/fulltext/S2211-1247(22)00938-X

[6]  https://elemental.medium.com/cant-sleep-try-quiet-wakefulness-instead-2b106e5b8e3c

المصدر الرئيس

https://www.med.uio.no/imb/english/research/news-and-events/news/2022/your-mind-wanders-because-your-brain-whispers.htm