آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

معصب لا تكلمني

رائدة السبع * صحيفة اليوم

نادرًا ما أرى شخصًا مبتسمًا في نهار رمضان، وأتساءل: هل الابتسامة في شهر رمضان محظورة أم أن هناك ما يستدعي إخفاءها حتى أذان المغرب؟.

ما الجدوى من التطرق إلى هذا الموضوع، وهل نفدت القضايا لكي نتحدث عن خفة الدم في شهر رمضان أو عن المرح والضحك؟

يعتبر الضحك وسيلة تواصل، بل هو لغة مشتركة لا تنفصل عن تكوين المجتمع، ولطالما دافعت عن الابتسام والمبتسمين وهاجمت «التكشير والمكشرين».

يقول الشاعر ورمز الأدب الساخر حسن السبع في إهداء ديوانه «ركلات ترجيح» إلى السادة المكشرين: ابتسموا فإنكم لن تخسروا إلا تجاعيدكم، وهذا ما تم تأكيده بالدراسات، إذ وجد أن الضحك ينشط 17 عضلة من عضلات الوجه، بالإضافة إلى البهجة التي يخلفها.

باعتقادي أن الضحك ظاهرة نيّرة وتدفع الناس للتفكير، وظيفتها إطلاق الطاقة السلبية، التي تم تعبئتها بشكل خاطئ، ولطالما اعتبر الضحك في العصور الوسطى أداة لخلخلة أساس السلطة القائمة، فلقد كان رجال الكنيسة يرون أن الضحك خَطِيئة، في القرن الثالث عشر، وقع استدعاء الفقهاء ورجال الدين إلى «السربون» وذلك للإجابة عن السؤال التالي: هل ضحك المسيح؟ أجاب الفقهاء: أن لا أثر للنكت في الأناجيل، ولذلك لابد من إدانة السخرية والمزاح، لكن هذا التأويل مبالغ فيه، إذ ورد الضحك في الإنجيل ولربما كان إسحاق يشير إلى الضحك «إضحاك»، قدمت الكنيسة تنازلات واعترف رجال الدين بدور الضحك في التواصل بين الناس وتجاوز الصعاب، لكنهم أكدوا على ضرورة تفضيل التبسم والضحك الخفيف الذي لا يسمع على الضحك القوي والقهقهة.

«جعل الله لنا هذه الأيام جسراً مُمهّداً من نور، لأيام جبر وخير وسِعة، وجعلها الله شافية، كافية، وبكل خيرٍ آتية».