ماذا يعني تطبيق ChatGPT للرعاية الصحية؟
ثمة تساؤلات عدة حول مدى استخدام برنامج «ChatGPT»في الرعاية الصحية، وهل يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين الرعاية الصحية أو لنقل بالأحرى هل هو قادر على إحداث تحول عميق في أنظمة الصحة العالمية.
«سارة مور» المختصة في علم النفس والأعصاب حاولت الإجابة عن هذه التساؤولات في تقرير نشره موقع نيوز ميديكال المعني بالشأن الصحي، حيث استهلت حديثها قائلة: إنه في أعقاب جائحة كوفيد -19، شهدنا ارتفاعا في استخدام التطبيب عن بُعد، ويمكن أن يسهل الذكاء الاصطناعي متمثلا في «شات جي بي تي»، الأمر من خلال التحول نحو الإدارة عن بُعد للرعاية الصحية وتطوير مساعدين افتراضيين لحجز مواعيد المرضى، ومساعدتهم في تلقي العلاجات، ومن ثم إدارة معلوماتهم الصحية.
هل يمكن الاستغناء عن الأطباء؟
وأكدت «مور» أنه مع استحداث تقنيات الذكاء الاصطناعي فإنه لا يمكن الاستغناء عن الأطباء البشريين لتأكيد النتائج النهائية بشأن قرارات الرعاية الصحية الصادرة من برامج الذكاء الاصطناعي.
وتابعت: «يمكن أن يساعد «ChatGPT»في دعم القرار السريري من خلال تقديم توصيات، تستند إلى الأدلة مثل إيضاح التفاعلات الدوائية المحتملة، واقتراح خيارات العلاج لحالة معينة، وتوفير المبادئ التوجيهية السريرية ذات الصلة.
وكشفت «مور» أن «ChatGPT»يمكنه أيضًا حفظ السجلات الطبية هو ما يساعد في تحسين أنظمة الرعاية الصحية على الأرجح.
وأكملت قائلة: من ثم يمكن أن تلخيص التاريخ الطبي للمرضى، وتبسيط عملية حفظ السجلات بشكل فعال نظريا، ويمكن أن للمتخصصين في الرعاية الصحية تغذية البرنامج بالتفاصيل الملائمة لكل مرض على حدة.
وذكرت «مور» أن الترجمة في «ChatGPT»هي وظيفة أخرى يمكن الاستفادة منها في الرعاية الصحية، حيث يمكن الاستفادة من قدرات معالجة اللغة المتقدمة للنظام لترجمة المصطلحات الفنية والمصطلحات الطبية بسرعة وبدقة، مما يضمن للمرضى فهم التشخيص وخيارات العلاج والتعليمات الطبية بشكل كامل.
«ChatGPT» التجارب السريرية
وقالت إن «التجارب السريرية» عملية حيوية للنهوض بنظام الرعاية الصحية، فهي محورية في تطوير علاجات جديدة وأدوات تشخيصية واستراتيجيات وقائية، مشيرة إلى أنها تحتاج إلى العديد من المشاركين، وقد يكون أمرا صعبا، إلا أنه يمكن أن يحدد «ChatGPT»المرضى الذين يستوفون معايير تطبيق التجارب، ما يساعد الباحثين على التواصل مع المرضى الراغبين في المشاركة في التجربة السريرية.
وذكرت أن البرنامج لديه القدرة على تعزيز التعليم الطبي، حيث يمكن توفير اللمتخصصين في الرعاية الصحية والطلاب الوصول الفوري إلى المعلومات الطبية والموارد اللازمة لدعم تنميتها.
وأخيرا، فإن «ChatGPT»لديه تطبيقات محتملة في دعم الصحة العقلية، ومراقبة المريض عن بعد، وإدارة الدواء، ومراقبة الأمراض، والكتابة الطبية، وأكثر من ذلك.
هل هناك أي عيوب لاستخدام «ChatGPT»
في حين أن إمكانيات «ChatGPT»ضخمة، لكن لا يمكن التأكيد على الاعتبارات الأخلاقية خلال المحادثات، وبحسب منظمة العفو الدولية فإن مثل هذه البرامج تحتاج مزيد من التأكيدات الآمنة أخلاقيا.
وأكدت «مور» أنه حتى الآن لا يمكن التأكيد على مسالة خصوصية المرضى والسلامة العلاجية فبرامج الذكاء الاصطناعي لا تقدم كفاءة عالية في حفظ اسرار المرضى، لذلك ينبغي الحذر عموما عند التعامل معها.
