آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 12:45 م

شهر التوبة 6

محمد أحمد التاروتي *

استغلال لحظات شهر رمضان المبارك أمر بالغ الأهمية بالنسبة للصائم، باعتبارها طريقا للارتقاء بالذات، ”وَالشَّيَاطِينَ مَغلُولَةٌ، فَاسأَلُوا رَبَّكُم أَن لا يُسَلِّطَهَا عَلَيكُم“، الأمر الذي يفتح المجال أمام الصائم لمزيد من العبادات، نظرا للقدرة الكبرى في التغلب على النفس الأمارة بالسوء، الأمر الذي يعطي الصائم الفرصة السانحة للاستفادة من نفحات الشهر الكريم، فيما يعود عليه الطهارة الذاتية في سبيل التقرب إلى الله، فالرحمة الإلهية خلال الشهر الكريم فتحت أبوابها بشكل كبير، ”أَنفَاسُكُم فِيهِ تَسبِيحٌ، وَنَومُكُم فِيهِ عِبَادَةٌ، وَعَمَلُكُم فِيهِ مَقبُولٌ، وَدُعَاؤُكُم فِيهِ مُستَجَابٌ“، وبالتالي فإن البركات الإلهية لا حدود لها خلال شهر رمضان المبارك.

عبادة الصيام قادرة على صقل الذات، فالإمساك عن الطعام ينعكس بصورة مباشرة، على الممارسات السلوكية الخارجية، فالصائم يحاول إبداء المزيد من الممارسات العبادية للتقرب من الخالق، فتارة تكون تلك الممارسات ذات طابع ذاتي لإصلاح بعض السلوكيات الخاطئة، وتارة أخرى تكون تلك الممارسات ذات طابع اجتماعي، من خلال الحرص على البذل، والانخراط بشكل مباشر في مساعدة الآخرين، الأمر الذي يسهم في إحداث تغييرات واضحة على الإنسان، وبالتالي فإن التحرك المدروس لتسخير فريضة الصيام بما يعود على النفس بالفائدة الكبرى، يدفع باتجاه المزيد من الممارسات العبادية، وكذلك تصويب العديد من السلوكيات الخارجية.

شهر رمضان قادر على تحريك الذات بالاتجاه الإيجابي، حيث تتحول الطاقة السلبية لدى البعض إلى طاقة إيجابية، فالخمول يتحول إلى حركة دائمة، والضعف تجاه الشهوات على اختلافها يتحول إلى قوة وإرادة، الأمر الذي يساعد في إحداث انقلاب كبير لدى الإنسان، خصوصا وان القدرة على الإمساك عن الطعام، والشراب يدفع بالاتخاذ القرارات المصيرية على الإطار الذاتي، بحيث يشكل شهر رمضان المبارك نقطة تحول حقيقية في تحديد الاتجاه في الحياة، لا سيما وأن البعض يضعف أمام القرارات التي يتخذها، لإحداث تحولات جذرية في حياته، مما يستدعي استغلال شهر رمضان لامتلاك هذه الإرادة على الصعيد الذاتي.

الصائم قادر على وضع الأمور في النصاب السليم، من خلال رسم مسار واضح في الحياة، من خلال العديد من الخطوات ذات الأثر الكبير على النظرة تجاه الذات أولا، وطبيعة التفكير على الإطار الاجتماعي ثانيا، خصوصا وان تقييم الذات يساعد في إعادة برمجة الكثير من الخطوات، جراء اكتشاف بعض الملاحظات، وكذلك نتيجة انتهاج الآليات غير الموفقة، الأمر الذي يستدعي التحرك باتجاه رسم مسارات مختلفة، لإحداث التغييرات الكبرى، بحيث تنعكس بصورة مباشرة على ترويض الذات، والعمل على إخراجها من حالة الاستسلام إلى خانة المقاومة، ورفض الخضوع إلى الشهوات على اختلافها.

عملية تمحيص الذات تبدأ بالمراجعة الشاملة، لمختلف القرارات على الإطار الحياتي، بحيث تبدأ تلك العملية بالخطوات القادرة على إعادة مسار الذات، والابتعاد عن خطوات ”الشيطان“، خصوصا وان المغريات الحياتية تشكل حاجبا معنويا، في رؤية الأمور على حقيقتها، مما يستدعي التوقف عند محطات عبادية، قادرة على إزالة تلك الحجب، ورفع جميع الحواجز المعنوية، حيث يشكل شهر رمضان محطة أساسية، للتزود بالطاقات المعنوية لتمحيص الذات، من خلال الالتزام بمختلف العبادات سواء أثناء الصيام، أو خلال ساعات المساء، فهذه الفريضة قادرة على تغيير الكثير من الأمور، مما يعطي الإنسان طاقة كبرى للعودة مجددا، الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة على طبيعة العلاقة مع الخالق أولا، ومع البيئة الاجتماعية ثانيا.

وكان من دعاء الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين - - إذا دخل شهر رمضان

الحمد لله: الذي هدانا لحمده، وجعلنا من أهله، لنكون لإحسانه من الشاكرين، وليجزينا على ذلك جزاء المحسنين.

والحمد لله: الذي حبانا بدينه، واختصنا بملته، وسبلنا في سبل إحسانه، لنسلكها بمنه إلى رضوانه، حمدا يتقبله منا، ويرضى به عنا.

والحمد لله: الذي جعل من تلك السبل شهره.

شهر رمضان: شهر الصيام، وشهر الإسلام، وشهر الطهور، وشهر التمحيص، وشهر القيام، الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس، وبينات من الهدى والفرقان.

عبادة الصيام قادرة على صقل الذات، فالإمساك عن الطعام ينعكس بصورة مباشرة، على الممارسات السلوكية الخارجية، فالصائم يحاول إبداء المزيد من الممارسات العبادية للتقرب من الخالق، فتارة تكون تلك الممارسات ذات طابع ذاتي لإصلاح بعض السلوكيات الخاطئة، وتارة أخرى تكون تلك الممارسات ذات طابع اجتماعي، من خلال الحرص على البذل، والانخراط بشكل مباشر في مساعدة الآخرين، الأمر الذي يسهم في إحداث تغييرات واضحة على الإنسان، وبالتالي فإن التحرك المدروس لتسخير فريضة الصيام بما يعود على النفس بالفائدة الكبرى، يدفع باتجاه المزيد من الممارسات العبادية، وكذلك تصويب العديد من السلوكيات الخارجية.

شهر رمضان قادر على تحريك الذات بالاتجاه الإيجابي، حيث تتحول الطاقة السلبية لدى البعض إلى طاقة إيجابية، فالخمول يتحول إلى حركة دائمة، والضعف تجاه الشهوات على اختلافها يتحول إلى قوة وإرادة، الأمر الذي يساعد في إحداث انقلاب كبير لدى الإنسان، خصوصا وان القدرة على الإمساك عن الطعام، والشراب يدفع بالاتخاذ القرارات المصيرية على الإطار الذاتي، بحيث يشكل شهر رمضان المبارك نقطة تحول حقيقية في تحديد الاتجاه في الحياة، لا سيما وان البعض يضعف أمام القرارات التي يتخذها، لإحداث تحولات جذرية في حياته، مما يستدعي استغلال شهر رمضان لامتلاك هذه الإرادة على الصعيد الذاتي.

الصائم قادر على وضع الأمور في النصاب السليم، من خلال رسم مسار واضح في الحياة، من خلال العديد من الخطوات ذات الأثر الكبير على النظرة تجاه الذات أولا، وطبيعة التفكير على الإطار الاجتماعي ثانيا، خصوصا وان تقييم الذات يساعد في إعادة برمجة الكثير من الخطوات، جراء اكتشاف بعض الملاحظات، وكذلك نتيجة انتهاج الآليات غير الموفقة، الأمر الذي يستدعي التحرك باتجاه رسم مسارات مختلفة، لأحداث التغييرات الكبرى، بحيث تنعكس بصورة مباشرة على ترويض الذات، والعمل على إخراجها من حالة الاستسلام إلى خانة المقاومة، ورفض الخضوع إلى الشهوات على اختلافها.

عملية تمحيص الذات تبدأ بالمراجعة الشاملة، لمختلف القرارات على الإطار الحياتي، بحيث تبدأ تلك العملية بالخطوات القادرة على إعادة مسار الذات، والابتعاد عن خطوات ”الشيطان“، خصوصا وان المغريات الحياتية تشكل حاجبا معنويا، في رؤية الأمور على حقيقتها، مما يستدعي التوقف عند محطات عبادية، قادرة على إزالة تلك الحجب، ورفع جميع الحواجز المعنوية، حيث يشكل شهر رمضان محطة أساسية، للتزود بالطاقات المعنوية لتمحيص الذات، من خلال الالتزام بمختلف العبادات سواء أثناء الصيام، أو خلال ساعات المساء، فهذه الفريضة قادرة على تغيير الكثير من الأمور، مما يعطي الإنسان طاقة كبرى للعودة مجددا، الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة على طبيعة العلاقة مع الخالق أولا، ومع البيئة الاجتماعية ثانيا.

وكان من دعاء الإمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين - - إذا دخل شهر رمضان

الحمد لله: الذي هدانا لحمده، وجعلنا من أهله، لنكون لإحسانه من الشاكرين، وليجزينا على ذلك جزاء المحسنين.

والحمد لله: الذي حبانا بدينه، واختصنا بملته، وسبلنا في سبل إحسانه، لنسلكها بمنه إلى رضوانه، حمدا يتقبله منا، ويرضى به عنا.

والحمد لله: الذي جعل من تلك السبل شهره.

شهر رمضان: شهر الصيام، وشهر الإسلام، وشهر الطهور، وشهر التمحيص، وشهر القيام، الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس، وبينات من الهدى والفرقان.

كاتب صحفي