عيادة سيبرانية صحية «Cyber Clinic»
يتربط الوعي السيبراني بالصحة النفسية والجسدية، ومثلا في بداية فعاليات ”الركن التوعوي بالأمن السيبراني“ تبدأ واقعاً بخدعة بسيطة وهي استقبال الحضور باستبيان يطلب منهم تعبئته، الاستبيان عبارة عن أسئلة تتعلق بصحة الزائر ويطلب منه اسمه ورقم هاتفه، قبل الاستبيان يتم سؤال الزائر ماذا يعرف عن الأمن السيبراني أو الهاكرز؟ تتنوع الإجابات والمعنى واحد عند أغلب الزائرين وهو أن الأمن السيبراني عبارة عن حماية للمعلومات وأن الهاكرز عبارة عن أشخاص سيئين يسرقون المعلومات عن طريق الشبكات أو الأجهزة، عند الانتهاء من هذه الخطوة تبدأ الفكرة الفعلية للركن التوعوي وهي الخداع وسرقة المعلومات، ”لماذا أعطيتني هذه المعلومات؟“ فيردف الزائر بقوله ”وثقت فيكم“ أو ”لا أعرف“، هنا بدوري كأخصائية أمن سيبراني اكشف للزائر عن ورقة كربون كانت واقعاً منذ البداية خلف الاستبيان وأظهر له أنه تمت سرقة معلوماته وتهكيره بشكل بسيط وغير متوقع، وتكمن الفكرة في توصيل معلومة مهمة للزائر وهي أن التهكير أو الهاكر لا يحتاج لجهاز أو شبكة لسرقة المعلومات بل يستخدم ما يسمى ”الهندسة الاجتماعية“ وهي طريقة يستخدمها الهاكرز لسرقة المعلومات دون الحاجة لشبكة الإنترنت أو الولوج عن طريق الأجهزة، وتتم توعية الزائرين للانتباه حتى لأحاديثهم العابرة وليس فقط إلى حماية أجهزتهم من الاختراق، يتساءل الزائر ”وما علاقة هذا بالصحة؟“.
الوعي السيبراني عندما يكون بشكل متدنٍ لدى الأفراد قد يؤدي بهم إلى بحر عميق لا متناهي من الضرر منها الابتزاز أو سرقة الأموال أو حتى خسارة السمعة ويقاس هذا الأمر على نطاق أكبر مثل الشركات والمنشآت، فعند حدوث أي هجوم سيبراني على فرد أو على منشأة أو شركة ويؤدي إلى خسائر أو ابتزاز وبالتالي تتضرر الصحة النفسية لدى الشخص الذي تم ابتزازه أو خسارته وعند ضرر الصحة النفسية حتماً تتبعها الصحة الجسدية أيضا.
لذلك الوعي السيبراني يبدأ ليس فقط من برامج الحماية أو كلمات المرور القوية بل يبدأ من الفرد وما ينطق لسانه وأين ينطق وبماذا ينطق.