أساليب عملية التفكير المعرفي المستخدمة في حفظ القرآن الكريم
بقلم محمد محمود، جامعة التكنلوجيا مارا، ماليزيا
يونيو 2021
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 87 لسنة 2023
Cognitive approaches used in memorizing the Quran
عندما يرغب أي شخص في تعلم قراءة القرآن، عليه أن يولي عناية بنطق الآيات نطقًا صحيحًا وهذا يحفز منطقة من الدماغ تقع في الفص الصدغي. الفص الصدغي منطقة يقع ضمنها الحُصين أيضًا، والحصين هو مركز ترسيخ / توطيد الذاكرة. وهي أيضًا المنطقة من الدماغ التي تُنشط لمعالجة الأصوات كما هو الحال عند تلاوة القرآن. هذه المنطقة تعتبر جزء الدماغ الذي ترتبط مستويات نشاطه وقدراته بقدرة الشخص على تعلم أشياء جديدة. كلما زاد هذا الجزء في التنشيط، كلما كان ذلك أفضل وأكثر فاعلية في وظائف التعلم والذاكرة.
كما أن الفصوص الجدارية في الدماغ لها دخل كبير عندما يتعلم المرء القرآن. يختص الفص الجداري الأيسر في معالجة الكتابة والقراءة ووظائف الكلام. هذا الجزء أساسي للرياضيات والمسائل المنطقية. يتعامل الفص الجداري الأيمن مع نغمة الكلام التي ترتبط بالفصاحة. كما أنه مسؤول عن العلاقات البصرية المكاني [1] وفهم تعابير الوجه... يلعب الجزء الخلفي للفص الجداري دورًا رئيسًا في الانتباه. يتم تنشيط كلا الفصين «الأيمن والأيسر» بنفس القدر أثناء مهام تعلم المهارات. بشكل عام، وجود الفصوص الجدارية التي تُنشط جيدًا تفسر مهارات الحلول المنطقية والقدرة على حل المسائل الرياضية بصورة أفضل، والتعبير في الكلام العام، وتحسين القدرة على قراءة الحالات العاطفية للشخص الآخر من ملامح وجهه وتحسين الانتباه وتحسين القدرة على فهم العلاقة البصرية المكانية [1] .
مناطق الدماغ. مصدر الصورة [2]
منطقة الدماغ الأخرى التي تنشط تلاوة القرآن بقوة هي الفص الأمامي والقشرة الحركية الأساسية. يتعامل نشاط الفص الجبهي مع مهام ترتيب معقدة تتضمن استرجاع الذاكرة والانتباه المستمر. إنتاج «نطق» الكلام والتخطيط والتعرف على الكلمات والسلوك الاجتماعي وكثير غير ذلك. على سبيل المثال، يقرأ الشخص القرآن وسيقرر دماغه بسرعة النطق الصحيح للكلمة والذي يميز بين الاحتمالات الأخرى التي تتضمن النطق الخاطئ. الشيء الجيد في هذا هو أنه بعد الممارسة اليومية للقراءة، سيقوم الدماغ بالكثير من الأشياء في اللاوعي للقاريء. وهذا من شأنه أن يدرب منطقة الدماغ المسؤولة عن التثبيط، وهو أمر مهم للتفاعل الاجتماعي.
الذكاء السائل يضعف بمرور الزمن، ولكن على الطالب الذي يحفظ القرآن أن يواصل مراجعة ما حفظه، وهذا يحميه من تراجع الذكاء السائل، مثل حل الألغاز المتقاطعة والمسائل المنطقية وألعاب الذاكرة التي لعبناها لما كنا أطفالًا وقمنا بأشياء كثيرة. الأساليب القديمة في التدريس قد نجحت في تخريج الكثير من الطلاب الذين أصبحوا باحثين ومخترعين مشهورين عالميًا.
تبحث هذه الدراسة في عملية التفكير المعرفي المتعلقة بحفظ القرآن من الجانب النفسي المعرفي باستخدام أسلوب معالجة المعلومات [3] كإطار عمل. تركز الورقة العلمية هذه بشكل أساس على عملية التفكير العقلي المعرفي [4] في حفظ القرآن، إطار مقاربة معالجة المعلومات هذا [3] تم تحليله من حيث العمليات العقلية المعرفية [4] التي تحتوي على مراحل مهمة للغاية: الذاكرة الحسية [5] والذاكرة قصيرة الأمد [6] والذاكرة طويلة الأمد [7] . التفكير العقلي المعرفي يعتبر جانبًا مهمًا في حفظ القرآن والاستدلال المنطقي العقلي. فعملية لتفكير العقلي المعرفي بإمكانها أن تساعد في عملية حفظ القرآن. وجدير بالذكر أن حفظ القرآن لا يقتصر على الناس الأسوياء القادرين على الحفظ فحسب، بل يحفظه أيضًا ذوي الاحتياجات الخاصة. ولكن دراسات علم النفس المعرفي التي تناولت حفظ القرآن تعتبر محدودة جدًا. لذلك، ينبغي إجراء المزيد من الدراسات البحثية لاستكشاف دور عملية التفكير المعرفي في حفظ القرآن في العديد من البلدان المختلفة.